كرمت إدارة محافظة المهرجان لدار الثقافة الشهيد علي سوايعي بمدينة خنشلة نهاية الأسبوع المنصرم عبر الطبعة الأولى للمهرجان الثقافي الوطني لمسرح الطفل والذي احتضنت فعالياته ولاية خنشلة على امتداد الأسبوع. فنانين ذوي الباع الطويل في ميدان المسرح والذين ما زال الركح يحن إلى لمساتهم وجمالية عروضهم، ومن بين الذين أدرجت أسماؤهم صديق الأطفال ومرافق الكبار الفنان أحمد قادري المعروف باسم "قريقش" والذي صعد الخشبة وهو يتكئ على سنوات أعطى حبه فيها لأطفال الأمس -رجال اليوم والمستقبل- عبر مسرحيات بقدر ما أضحكتهم كانت تحمل رسائل تربوية تثقيفية، الفنان "قريقش" الذي تسلم درع المهرجان من يدي والي الولاية السيد بليوز مبروك، راعي الطبعة الأولى للمهرجان في عمل منسق مع وزارة الثقافة، لم يتمالك نفسه وذرف دمعا بقدر كما كان على لسانه كلمات مقتضبة أوحت بأنه غضبان آسفا لأنه ذكر "كرمت بخنشلة ولم أكرم بمسقط رأسي" وقد وقف الجميع صغارا وكبارا لتحية الرجل الذي ما زال يحمل الطفل في داخله وما زال يحن إلى أيام الصبى واخضرار الركح.المكرمة الثانية كانت المرأة الاستثناء خلال امتداد العمر الفني عبر المسرح والتلفزيون خاصة بحصة أعصاب وأوتار الهادئة حينا والثائرة أحيانا، إنها الممثلة المتألقة فطيمة حليلو التي نالت هي الأخرى درع المهرجان، وبقدر ما زاد التكريم سجلها الثري إلا أنه كان ذا قيمة خاصة لأنه جاء على هامش فعاليات مسرح الطفل لما للطفل من مكانة واهتمام، وبراءة الأطفال تبقى عالم الصفاء الأوحد.وقبل كل كانت خرجت المئات من الأطفال الممثلين لوفود أكثر من 17 ولاية من ربوع الوطن شاركت في هذا العرس الجميل وفي أجواء احتفالية أكبر جابوا الشارع الرئيسي لمقر الولاية خنشلة كرنفال افتتاحي للمهرجان الوطني لمسرح الطفل في طبعته الأولى والذي افتتح رسميا صباح الثلاثاء الماضي من طرف السلطات المحلية مدنية وعسكرية وحضرت جانبا منه وزيرة الثقافة صباح أول أمس الجمعة خلال زيارة عمل وتفقد قادتها للمنطقة، وبحضور عدد كبير من رجال المسرح الجزائري، من أهمهم إلى جانب المكرمين السيد محمد بن قطاف مدير المسرح الوطني الجزائري ومديري المسارح الجهوية بكل من عنابة ووهران... إلخ. أما بخصوص برنامج المهرجان فقد أوضحت السيدة بوزيدي فطيمة محافظة المهرجان ل "الشروق اليومي" أنه تم تسطير عروض خاصة بالمسرحيات من تقديم الفرق المشاركة من بينها مسرحية "حومة المهرجين" قدمت من قبل فرقة مستغانم، ومسرحية "البيضة الزرقاء" من ولاية سيدي بعلباس ومسرحية "رحلة الأحلام" من أم البواقي، بالإضافة إلى عرض مسرحية "فانوس جدتي" من تقديم أطفال مدينة عنابة، ومسرحية "الوصية" من الأغواط.. على أن تعمل لجنة التحكيم التي تترأسها الممثل القديرة صونيا إلى جانب الأستاذ كمال كربوز اختيار أصحاب الألقاب السبعة لأحسن عرض متكامل، أحسن إخراج، أحسن نص، سينوغرافية بالإضافة إلى أحسن دور رجالي ونسائي على أن تقدم جوائز تشجيعية للفائزين بالألقاب.