أياما قبل عيد الأضحى، ومع غياب السيولة النقدية بمراكز البريد، ناشدت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، التجار للعودة لدفاتر التقسيط، للتخفيف عن معاناة المواطنين خلال جائحة كورونا، في وقت يشكو التجار بدورهم من الإفلاس. لم يتمكن الكثير من المواطنين سحب أموالهم من مراكز البريد، بسبب نقص السيولة النقدية، وحتى الموزعات البريدية أضحت لا تمنح أكثر من 30 ألف دج. والظاهرة تسببت في تعطل قضاء كثير من المواطنين، لمصالحهم، ومنها شراء الأضحية والمواد الغذائية الأساسية. وناشد رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي عبر "الشروق" التجار، بالعودة لاستعمال دفاتر التقسيط خلال هذه الأيام التي وصفها "بالعصيبة.. بسبب جائحة كورونا"، تخفيفا على أصحاب الدخل المتوسط، وتأمينا لاحتياجاتهم الأساسية من مواد غذائية وخضر وفواكه، في وقت يشكو التجار بدورهم، من الإفلاس بعد ما توقف نشاطهم، بسبب إجراءات الحجر الصحي، وما رافقها من نقص المداخيل، وتواصل دفع إيجار المحلات وديون محلات الجملة، حسب ما جاء على لسان عضو الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين، يوسف قلفاط، الذي يرى أن "تعامل التجار بدفاتر التقسيط " صعب في هذه الفترة لعدة أسباب، مطمئنا أن المحلات والمخابز ستكون مفتوحة يومي العيد لتأمين حاجيات المواطنين الأساسية، خاصة مادتي الخبز والمواد الغذائية والخضر. وحسب المتحدث، أكثر من 32500 محل على مستوى الوطن، منها أكثر من 3 آلاف محل بالعاصمة، ستداوم يومي العيد، كما تم تجنيد أكثر من 7 آلاف مخبزة، مشيرا إلى أن المخالفين لإجراءات المداومة، سيعاقبون بغرامات بين 3 مليون إلى 20 مليون سنتيم، والغلق لمدة 20 يوما. في سياق مغاير، أكد رؤساء بلديات، أنهم سيوفرون بياطرة يعملون على مستوى البلديات، للمداومة يوم العيد، والوقوف على كيفيات الذبح مع مراقبة سلامة لحوم الأضاحي، وهو ما ذهب إليه رئيس بلدية سيدي موسى، علال بوثلجة في تصريح ل"الشروق"، وقال بأن البياطرة على مستوى البلدية، سيقومون بدوريات على مستوى الأحياء. وفي السياق نفسه، لم يتلق الناقلون الخواص وخاصة أصحاب سيارات الأجرة للنقل الحضري، اي تعليمات بشأن مزاولة أو توقيف نشاطهم يومي العيد، حيث قال رئيس الاتحاد الوطني لسائقي سيارات الأجرة، محمد زرناجي ل"الشروق"، "سيارات الأجرة للحضري تعمل بطريقة عادية، متبعة إجراءات الوقاية، لكننا نتأسف لتوقف نشاط سيارة الأجرة عبر الولايات، ما جعلهم يعانون منذ 4 اشهر كاملة". وحسب محدثنا فوضعيتهم المادية "صعبة جدا، لأنهم عمال باليوم، و10 بالمائة منهم فقط من استفاد من منحة المليون سنتيم"، وأضاف "لدرجة اضطررنا التكافل فيما بيننا بعدم ا لم يجدوا أموالا لشراء كيس حليب لأولادهم" على حد تعبيره. ويؤكد أن السائقين يتصلون به يوميا مهددين بالخروج للشارع، لكنه يطمئنهم بقرب الفرج، خاصة وأن الوزير الأول وعد بصرف منحة شهرية لهم، وتمكينهم من قروض بنكية بلا فوائد قريبا.