وقعت شركة "إل إل سي بلازما تكنولوجيز" عقداً بقيمة 750 ألف دولار لتطوير تقنية "بلازما النقاهة" العلاجية لمرض كوفيد-19 الناتج عن فيروس كورونا المستجد، وفقاً لإعلان نشر على موقع وزارة الدفاع الأمريكية. وبالتالي، يعتبر هذا تطوراً حديثاً في ظل الجهود المبذولة لاستخدام علاج القرن ال19 لمساعدة مرضى القرن ال21. ويهدف العقد إلى تطوير عملية "بلازما النقاهة" التي تصنع مزيداً من المنتجات المشتقة من الأمصال، وبشكل أسرع، حسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، مساء الثلاثاء. وشجع الرئيس دونالد ترامب وقادة الصحة الأمريكيون الأشخاص الذين نجوا من كوفيد-19 على التبرع بالبلازما لمساعدة المرضى. وقبل أسبوعين، ناشد ترامب الناس للتطوع والتبرع بالبلازما "في أسرع وقت ممكن"، مضيفاً: "لدينا الكثير من الأشخاص الذين سيتعافون ويتحسنون. بأسرع وقت ممكن، من فضلكم". وتعد "بلازما النقاهة" علاجاً يتم إنشاؤه من دم الأشخاص الذين تعافوا من عدوى مثل كوفيد-19، كما أن البلازما هي الجزء السائل من الدم، الذي يحتوي على الخلايا المناعية والأجسام المضادة، وهي بروتينات يصنعها الجسم لمكافحة العدوى، وهكذا يمكن ضخ البلازما في الشخص المريض لمساعدته على الشفاء. حل فيكتوري لمشكلة عصرية!؟ ومنذ العصر الفيكتوري، استخدم الأطباء هذا العلاج لمحاربة حالات الأنفلونزا الشديدة، كما أظهر نجاحاً مع اثنين من فيروسات كورونا المميتة الأخرى، مثل ميرس وسارس. لكن سيتطلب إجراء دراسات مختلفة لإثبات فعالية العلاج لكوفيد-19. وعند تفشي فيروس كورونا بشدة في مدينة نيويورك، خلال شهر مارس، لم يكن الأطباء متأكدين مما قد يساعد المرضى. ولكن، أظهرت بلازما الأشخاص المتعافين من كوفيد-19 بعض النتائج المبشرة. وتقول الطبيبة نيكول بوفييه، وهي أخصائية الأمراض المعدية: "كان الأمر أشبه بتعلم قيادة الطائرة عندما كنا في الجو"، مضيفة: "هناك أشياء أساسية تعرفها عن الفسيولوجيا البشرية، لكنك لا تعرف بالضرورة كيف سيتصرف هذا الفيروس وما هي أفضل العلاجات". وبذلك، أجرت بوفييه وفريقها تحليلاً حول البيانات التي جمعت من 39 مريضاً. ورغم صغر المجموعة، إلا أنها لاحظت تحسناً في صحة المرضى الذين عولجوا ببلازما النقاهة أكثر من غيرهم. وتقول بوفييه: "ليست لدينا إجابات محددة حتى الآن، لكننا في طريقنا للحصول على إجابات نهائية، ويمكنني القول إن الأدلة واعدة رغم نقصها". وأوضحت الدكتورة جانيت وودكوك، مديرة مركز بحوث وتقييم الأدوية في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أن اللقاحات تبقى "الأمل الدائم"، لكنها ليست الطريقة الوحيدة التي ستخلص هذا البلد من وباء كوفيد-19. وأضافت أن بلازما النقاهة هي خيار "يمكن تنفيذه بسرعة إلى حد ما". نتائج مبكرة في الصين وفي وقت مبكر، بدت نتائج بعض الدراسات الصغيرة في الصين واعدة. وأظهرت دراسة صغيرة، نُشرت بمجلة "جاما" في مارس، أن أربعة من خمسة مرضى عولجوا ببلازما النقاهة. كما نشرت مجلة "بي إن أيه إس" في ماي، دراسة أخرى صغيرة، أجريت على 10 مرضى صينيين، وأظهرت تحسن المرضى الذين عولجوا بالطريقة ذاتها، دون وقوع أي مشاكل تتعلق بالسلامة. تجربة العلاج في أمريكا لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بعد على استخدام هذا العلاج لكوفيد-19. ولكنها سمحت بتجربته مع المرضى ودراسة تأثيره في نهاية مارس. وفي جوان، أظهرت دراسة أكبر شملت 5 آلاف مريض في المستشفى، ونشرت في مجلة التحقيقات السريرية أن العلاج كان آمناً. وقال الدكتور أرتورو كاساديفال، وهو أحد الباحثين، إن بلازما النقاهة هي "أخبار سارة" عن الوباء. ولكن، يرغب كاساديفال بإجراء مزيد من البحث لإثبات نجاح العلاج. وقال: "إذا أردت أن تكون متأكداً، يجب إكمال التجارب السريرية العشوائية". وأضاف: "الشيء الجيد هو وجود عدد من التقارير المشجعة، بما في ذلك التجارب السريرية التي أجريت بووهان، ولكن كان يجب إيقافها قبل أوانها". ويذكر أن تلك التجربة قد توقفت بسبب عدم وجود عدد كافٍ من المرضى لاختبار العلاج. وعند الخضوع للعلاج، يحصل المرضى على جميع الأجسام المضادة في البلازما، وليس فقط تلك الخاصة بمحاربة الفيروس. وبالتالي، تختلف بلازما كل متبرع، بحيث يحتوي بعضها على أجسام مضادة أكثر من غيرها. وقال خبير الأمراض المعدية الدكتور أنتوني فاوتشي مؤخراً: "بلازما النقاهة.. أعتقد أننا بحاجة إلى مزيد من الحذر بشأن العلاج.. يجب أن تتأكد من فعل ذلك بشكل صحيح". Since the Victorian era, doctors have used it to fight severe cases of the flu. It has also shown success with two other deadly coronaviruses: MERS and SARS. But it will take studies to prove that this treatment works to treat Covid-19. https://t.co/h2f7AFTdtZ — CNN International (@cnni) August 18, 2020