نظم صبيحة الأحد العشرات من فناني ولاية غليزان، وقفة إحتجاجية أمام مقر مديرية الثقافة لولاية غليزان، تنديدا لما وصفوه بسياسة التمييز والإقصاء التي انتهجها القائمون على شؤون الثقافة بالولاية، فيما يخص عملية دفع منح مساعدة للفنانين المتضررين من جائحة كورنا. وقال المحتجون أن ولاية غليزان ينشط بها عدد كبير من الفنانين في مختلف الطبوع الفنية كالسينما، المسرح، الغناء والفنون الشعبية المختلفة، وقد تم إحصاء أكثر من ألف فنان وفنانة عبر ربوع الولاية، لكن مسؤولي الثقافة بالولاية قاموا في المدة الأخيرة، بإعداد قائمة تضم 230 فنان معنيين بالمساعدات المالية الخاصة بمنحة جائحة كورونا كوفيد 19، التي أعلنت عنها وزيرة الثقافة السيدة مليكة بن دودة، فيما حرم الكثير من الفنانين من حقهم في هذه المنحة، وذلك نظرا لتوقف نشاطهم الثقافي بسبب وباء كورونا. كما رفع الفنانون المحتجون لائحة من المطالب الأخرى التي يعاني منها الفنان الغليزاني حسب الفنان أحمد السعيد الذي كشف عنها للشروق، منها الانسداد الحاصل بين الفنانين وإدارة مديرية الثقافة التي مازالت شؤونها الإدارية تسير بالنيابة وفي غياب المدير الولائي للثقافة، غياب التواصل بين الفنان والمديرية، وحرمان الفنانين من بطاقة الفنان التي تعتبر حقا من حقوقهم المشروعة طبقا للقانون الخاص بتنظيم نشاط هذه الفئة، ورفع العراقيل والبيروقراطية التي أنهكت كاهلهم، منها تسهيل عملية المشاركة في التظاهرات والمهرجانات الوطنية والدولية، وضرورة توفير كل الشروط الممكنة لنشاط الفنان الغليزاني، الذي حسب محدثنا احمد السعيدي، لا يحظى بأي اهتمام من قبل القائمين على شؤون مديرية الثقافة بالولاية. ومن جهتها، دعت الناشطة الجمعوية ورئيسة المكتب الولائي للمنتدى الوطني الاعلامي الجزائري، سمية درامشي، وزيرة الثقافة إلى رد الاعتبار للفنانين بولاية غليزان، الذين حسبها يعانون من التهميش والإقصاء، خاصة الفنانين المقيمين بالمناطق النائية، والذين ينشطون في مختلف الفنون كالمسرح والغناء والإنشاد والفنون التشكيلية، ويقومون بعمل جبار خدمة للثقافة والفن الأصيل، وذلك بالرغم من نقص الإمكانات المادية، وقالت سمية درامشي للشروق خلال حضورها هذه الوقفة الاحتجاجية للتضامن مع فناني غليزان، أنه حان الوقت لإعطاء قيمة للفنانين بهذه الولاية المهمشة في جميع الميادين، فيما يخص التكفل بهذه الفئة التي عانت طويلا، داعية وزيرة الثقافة مليكة بن دودة إلى زيارة ولاية غليزان للإطلاع على ظروف وأحوال قطاع الثقافة الذي حسبها لا يبعث على الارتياح. أما رئيسة جمعية المرجان لترقية المراة السيدة فاطمة لخضر التي كانت هي الأخرى حاضرة جنبا إلى جنب مع المحتجين، للتضامن مع الفنانين، فقد وصفت حالة هذه الفئة بالكارثية نظرا لجائحة كورونا التي اثرت بشكل كبير على النشاط الثقافي وكل الأنشطة الأخرى في ولاية غليزان، وهو ما نجم عنه تضرر الجميع من تداعيات جائحة كورونا كوفيد 19، وقالت محدثتنا للشروق أن الفنان الغليزاني بحاجة إلى اهتمام المسؤولين والتكفل بانشغالاته نظرا للخدمات الكبيرة التي يقدمها في شتى الفنون، مضيفة أن جمعيتها هي الأخرى تضررت من تداعيات الجائحة، لكنها مازالت صامدة أمام التحديات الراهنة التي تتطلب الصبر والمثابرة من أجل تحقيق الأهداف المسطرة للجمعية وتنفيذ برنامجها الثري.