ستؤدي وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، واحدة من آخر المهمات الكبيرة قبل انتهاء ولايتها، بمثولها أمام أعضاء الكونغرس، الأربعاء، للإدلاء بشهادتها في الهجوم الدامي على القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر الماضي. ورغم قرارها الابتعاد عن الأضواء بعد وعكة صحية طويلة في آخر أسابيع لها في منصبها، فان كلينتون حريصة على وضع خاتمة لحادثة الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي الذي أدى إلى مقتل أربعة أمريكيين من بينهم السفير كريس ستيفنز وأدى إلى عاصفة سياسية في الولاياتالمتحدة. وأصبحت جلسات الاستماع أكثر ضرورة بعد أزمة الرهائن في الجزائر وآثارها على واشنطن بعد مقتل ثلاثة أمريكيين خلالها. ويبرز هذان الحادثان بوضوح التحذيرات التي أطلقتها كلينتون حول مخاطر المتطرفين خاصة أعضاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، على المصالح الأمريكية والغربية في شمال إفريقيا. وكان من المقرر أن تقدم كلينتون شهادتها في ديسمبر بعد تحقيق صارم ألقى بالمسؤولية في هجوم بنغازي على عدم توفير الحماية الكافية في القنصلية الأمريكية في بنغازي. ولكنها اضطرت لإرسال اثنين من مساعديها إلى تلك الجلسات بسبب إصابتها بوعكة صحية بسبب فيروس في المعدة، وبعد ذلك إصابتها بارتجاج في المخ بسبب سقوطها إضافة إلى إصابتها بتجلط دموي. وستأتي شهادتها أمام لجنتين في الكونغرس عشية جلسة مجلس الشيوخ لتأكيد تعيين خلفها السناتور جون كيري الذي من المتوقع ان تتم المصادقة عليه بسهولة ليتولى منصبه الجديد خلال أيام. وستتخلى كلينتون عن منصبها رغم أن معدل التأييد لها يبلغ نحو 65 بالمائة. كما ترتفع أصوات بين أنصارها لتدعوها إلى خوض انتخابات الرئاسة في 2016. إلا أن الهجوم على بنغازي وغيابها عن الساحة قرابة الشهر كانا سمة الأسابيع الأخيرة في منصبها. ومنذ عودتها إلى العمل مطلع جانفي، لم تلتق كلينتون (65 عاما) سوى بعدد قليل من الشخصيات الأجنبية في مقر الوزارة، ولم تعقد سوى عدد قليل من المؤتمرات الصحافية.