يتواصل البحث الحثيث عن الطفلة ملاك، التي اختفت منذ أمسية الجمعة الماضية، خلال تواجدها على مقربة من بيتها العائلي، بحي فدّان السبع الشعبي بتلمسان، فإضافة إلى البحث المتواصل عنها من طرف عناصر الأمن والدرك الوطنيين، وتحقيقاتهم المفتوحة بحثا عن خيط يقودهم إلى استرجاع الطفلة، وإعادتها لأحضان عائلتها، تضاعفت أعداد المواطنين المشاركين في رحلة البحث، بل إن الكثيرين من شباب تلمسان، استعانوا بالكلاب، وقاموا بتمشيط الوديان والبنايات المهجورة المحيطة بحي فدّان السبع، ووصلت أبحاثهم إلى غاية أحياء مجاورة. ووصل الأمر إلى ذروته ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، بعدما نزل المئات من المواطنين إلى محيط المنزل العائلي لملاك، وبقيت أعداد كبيرة أمام مقر الأمن الحضري بسيدي سعيد منتظرين خبرا مفرحا. وتنفس الجميع الصعداء، بعد ورود معلومات مفاجئة تفيد بالعثور عليها في صحة جيدة، وهي الإشاعة التي تمّ تداولها بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى درجة إقامة مواكب الأفراح، وحتى عائلة ملاك غمرتها السعادة، وعاشت سعادة لا توصف لمدة زمنية معتبرة، قبل أن يسقط كل شيء في الماء، ويتبيّن أنها مجرد إشاعة ليعود الجميع إلى نقطة الصفر مجدّدا. من جهته، وبعيدا عن سلبية الإشاعات، وصعوبة الحفاظ على سرية التحقيق في ظل تواجد العشرات أمام مقر الأمن الحضري، وتتبعهم لمختلف تحركات عناصر الشرطة. فإن الهبة التضامنية مع عائلة ملاك لها انعكاسات إيجابية، تؤكد تآزر وتكاتف أبناء الشعب الجزائري فيما بينهم في المحن، ففي بلدية مغنية غرب الولاية، وعد مواطن فضّل أن يبقى اسمه مجهولا بمبلغ مالي، يقدر ب100 مليون لفائدة كل من يقدم معلومة تمكن من استعادة ملاك، المتبرع أكد أنه لا يعرف الطفلة ولا عائلتها، لكنه تأثر كثيرا بعد رؤية صورتها وفيديوهات عائلتها. مواطن آخر يقطن بتلمسان، عرض هو الآخر مكافأة لمن يعثر على ملاك متمثلة في حافلة مؤكدا بأنها مصدر رزقه الوحيد، لكنه مستعد ليهبها لكل من يتمكن من إعادة ملاك لأحضان أسرتها. ليبقى الجميع في انتظار الفرج وعودة ملاك إلى أحضان عائلتها.