أطلقت قرية الساحل ببوزقان بأعالي ولاية تيزي وزو، مبادرة قيمة ترمي إلى بعث المنازل التقليدية المتواجدة في القرية عبر ترميمها ووضعها تحت تصرف السياح والعائلات الراغبة في زيارة المنطقة وملامسة الماضي الجميل للحظات معدودة تحت أسقف هذه السكنات التي بدأت تندثر مع اجتياح الهندسة المعمارية الحديثة أعرق القرى والمداشر. مسابقة أجمل وأنظف قرية بولاية تيزي وزو، فتحت المجال لبعث وإنعاش القطاع السياحي، حيث أثمرت المنافسة الكبيرة لافتكاك اللقب، على عدد من القرى التي تتباهي بوجهها الجمالي الرائع والتي زادتها الطبيعة الخلابة سحرا وجمالا، ما جعل الوكالات السياحية داخل الولاية ومن مختلف ولايات الوطن، تأخذ من هذه القرى وجهة سياحية للعائلات، بعد ما اكتسبت روعة صنعتها أنامل الفنانين والسكان، وغيّرت عنوان القرى من التهميش والحرمان إلى الجمال والإبداع، لتدخل غمار المنافسة في المجال السياحي، حيث غيّبت النقائص والاضطرابات الأمنية، السياحة الجبلية من قاموس سكان تيزي وزو وزوارها، لتعود مع هذه القرى بداية من قرية الساحل، التي تعمل على اعادة تهيئة وترميم المنازل التقليدية القديمة المتواجدة في القرية ووضعها تحت تصرف زوار الساحل لتمكينهم من المبيت وفسح المجال أمامهم لاستكشاف المنطقة من جهة، ومعانقة الماضي الجميل عبر هذه المنازل من جهة أخرى، حيث تعمل العائلات المالكة لهذه السكنات التقليدية على مرافقة ضيوفها من الزوار وتحضير أكلات تقليدية خاصة بالمنطقة وتوفير اجواء كتلك التي كان يعيشها السلف تحت أسقفها، حيث تعتبر الزيارة رحلة نحو الماضي بنمط معيشي تقليدي يلامس بساطة وروعة حياة أجدادنا. نفس الخطوة قد تتبعها بقية القرى المؤهلة لاحتضان الزوار والسياح عبر أعالي منطقة القبائل، التي تعد فيها السياحة الجبلية من المجالات الواعدة التي من شأنها انعاش القطاع والاستغلال الأمثل للمؤهلات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، والتي بدأت بعض الفرق والجمعيات الرياضية باستكشافها وإجراء دورات ومنافسات وطنية ينتظر أن تكون دولية في مجال القفز بالمظلات، الرحلات الاستكشافية، التخييم، تسلق الجبال، الى جانب التزحلق على الثلوج. رياضات ورحلات من شأنها جلب الآلاف من عشاقها عبر ربوع الوطن وحتى خارجه في حال دعمت السلطات المعنية مبادرات ومساعي الشباب العامل على انعاش القطاع السياحي بأبسط الإمكانات المتاحة، طيلة فصول السنة حتى لا ينحصر الامر على الصيف ويتوقف على الشواطئ ومناطق معينة، وهو الأمر الذي يدعو الشباب إلى تطبيقه واستغلاله في الجنوب الكبير الذي يحمل في ظاهره ثروات وتنوعا سياحيا أغنى من المعادن المستغلة من باطنه.