يذكر أن أقصى منطقة في جنوب إسرائيل، تبعد نحو 16 كيلومتراً عن السعودية في منطقة خليج العقبة, ويذكر أيضا أنه مع أوائل الثمانينات الميلادية أبرمت صفقة عسكرية ضخمة بين الرياض والكونغرس الأميركي لشراء عدد من طائرات "أواكس" لإنذار المبكر, ومنذ ذلك الحين وعلى مدار عقدين من الزمن أثبتت دول الخليج والسعودية خاصة مدى التزامها بتعهداتها مع حليفها الاستراتيجي, ولم تطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل, وبالتالي لا خوف على إسرائيل من الخليج العربي, ومن هنا بداية العد لانطلاق حلف بغداد الجديد. وافقت إسرائيل على صفقة الأسلحة الأمريكية المتطورة المقترحة على السعودية ودول الخليج الأخرى، حيث عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن تفهمه للخطة, وقال إن بلاده تتفهم دواعي الخطة الأمريكية لتزويد دول مجلس التعاون الخليجي بأسلحة متطورة, في إطار صفقة عسكرية بقيمة 20 مليار دولار, بهدف مواجهة التأثير الإيراني في المنطقة, وأضاف "نحن نفهم حاجة الولاياتالمتحدة لدعم الدول العربية المعتدلة, هناك حاجة لوجود جبهة موحدة بيننا وبين الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بإيران", وهي الموافقة النادرة التي تعكس مدى القلق الإسرائيلي والأمريكي المشترك, والخليجي حول التهديد المحتمل للوجود الإيراني النوويً. موافقة إسرائيل على هذه الصفقة على لسان رئيس الحكومة أيهود اولمرت يعني أن الدولة العبرية تراجعت على موقفها الرافض لهذه الصفقة, حيث تكلمت تقارير صحفية الخميس الماضي أن إسرائيل تضغط على الولاياتالمتحدة لمنعها من عقد هذه الصفقة خشية أن تؤثر على قدرة الردع الإسرائيلي في الشرق الأوسط، حيث أثار وزير الدفاع، عمير بيرتس القضية أثناء لقاء جمعه في الحادي عشر من مارس الماضي مع وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس, وطرح المخاوف الإسرائيلية. وفي المقابل، وتبديدا لهذه المخاوف, عرضت الولاياتالمتحدة زيادة كبيرة في المساعدات الدفاعية لتل أبيب، وأكدت للدولة العبرية أنها ستحافظ على تفوقها العسكري في المنطقة، كما أوردت الأسوشيتد برس, وهو الخبر الذي أكده إيهود أولمرت, وقال أن زيادة المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل ستضمن تفوقها الاستراتيجي، بصرف النظر عن تحديث القوات المسلحة العربية, وأن الرئيس الأمريكي تعهد له بذلك أثناء زيارته لواشنطن العام الماضي, وأضاف "أثناء لقائي الأخير معه قررنا أن حجم المساعدات سيكون 30 مليار دولار خلال 10 سنوات، أي بمعدل 3 مليارات دولار سنوياً، وهذا يمثل زيادة بنسبة 25 في المائة عن المساعدات الحالية.. وهو مهم جداً لأمن إسرائيل", وبذلك تكون إسرائيل المستفيد الأول من هذه الصفقة, حيث سترتفع المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية إلى تل أبيب بنسبة 25 في المائة، أي من 2.4 مليار دولار سنوياً إلى 3 مليارات دولار، ومضمونة لمدة 10 سنوات. وانتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان روبرشت بولنتس في حديث نشرته صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" عقود بيع الأسلحة الأمريكية المرتقبة إلى دول خليجية، معتبرا أنها قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة, وقال "عندما نضيف متفجرات إلى برميل بارود نزيد من الخطر ولا نحسن الأمن في المنطقة", ويعتبر عمليات بيع السلاح هذه يمكن أن تدفع إيران إلى تسريع برنامجها العسكري الخاص بالتزود بالسلاح. وكان مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أكد يوم السبت أن الولاياتالمتحدة تعد مشروع صفقة لتزويد المملكة العربية السعودية بأسلحة متطورة وتحديث قدراتها الحالية لمواجهة أي اعتداء إيراني في منطقة الخليج, وأشار المسؤول إلى أن قيمة الأسلحة ومتعلقاتها المقترحة ستصل إلى 20 مليار دولار، على أن تصل مدته إلى عشر سنوات, وعبر إسرائيليون عن قلقهم جراء امتلاك السعودية لقدرات تسليحية ذات دقة إصابة عالية جداً، الأمر الذي يدفع الولاياتالمتحدة، وفقاً للمسؤول الأمريكي، إلى إجراء محادثات بشأن ضمان أمن إسرائيل وبقاء الأسلحة في مكان بعيد عنها. للإشارة فإن الولاياتالمتحدة قامت بتزويد إسرائيل بهذا النوع من الأسلحة في تسعينيات القرن الماضي، وأن الأخيرة استخدمتها خلال حرب لبنان الأخيرة ضد حزب الله، حسب صحيفة "نيويورك تايمز". حسين زبيري