وجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تهنئة أمس إلى عاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثامنة لاعتلائه العرش مشيرا الى عزمه الراسخ على توثيق العلاقات بين البلدين ، غير أن الرئيس بدا واضحا في تحديد مدى مساحة التعاون المسموح بها في مجالات التعاون مؤكدا على تلك المجالات الممكنة لتحقيق مصلحتهما المشتركة. تأتي الدعوة الى التعاون التي طرحها رئيس الجمهورية بعد الرسالة التي وجهها العاهل المغربي للرئيس بوتفليقة عقب العملية الانتحارية التي استهدفت ثكنة عسكرية بضواحي الأخضرية في ال 11 جويلية الماضي ،حيث أبدى محمد السادس تضامن الرباط مع الجزائر واستعدادها المطلق للتعاون والتنسيق معا في مجال مكافحة الإرهاب . وكتب رئيس الجمهورية في رسالته : "يسعدني و الشعب المغربي الشقيق يحيي الذكرى الثامنة لاعتلاء عرش أسلافكم الميامين أن أعرب لجلالتكم باسم الجزائر حكومة و شعبا و أصالة عن نفسي بأحر التهاني و أصدق التمنيات داعيا المولى جل و علا أن يحفظكم و يصونكم و ينعم عليكم بموفور الصحة و السعادة و على الشعب المغربي الشقيق بالمزيد من الخير و الهناء و اطراد التقدم و الرخاء". و أضاف الرئيس بوتفليقة يقول : "إننا ننوه و نشيد بالتحولات الإيجابية و الهامة الحاصلة في المملكة المغربية الشقيقة منذ اعتلاء جلالتكم عرشها. مشيرا الى أن الورشات التي بادر العرش الملكي بفتحها لتحديث الهياكل والمؤسسات و الهيئات في بلدكم تؤكد أنكم وفقتم في استجماع شروط تعجيل تنميته الاقتصادية و الاجتماعية". وختم رئيس الجمهورية برقيته بالقول :" لا يفوتني أن أغتنم هذه المناسبة الغراء لأجدد الإعراب عن عزمي الراسخ على توثيق العلاقات بين بلدينا الشقيقين في مجالات التعاون الممكنة تحقيقا لمصلحتهما المشتركة . وبالرغم من أن الدعوة الى التعاون التي طرحها الرئيس بوتفليقة على العاهل المغربي تبدو مشروطة تندرج ضمن مؤشرات انفراج العلاقات بين البلدين منها حضور "للا سلمى"زوجة الملك المغربي سهرة افتتاح فعاليات "أسبوع الجزائر" في الرباط الذي أشرف عليه العربي بلخير سفير الجزائر في المغرب الى جانب حضور الوزير الأول المغربي إدريس جطو و بقية أعضاء الحكومة المغربية الحفل الذي تزامن مع حدث أكثر أهمية و هو المفاوضات التي كانت دائرة في نواحي نيويورك لأول مرة منذ عشر سنوات برعاية أممية و أمريكية بين المغرب و البوليزاريو ، غير أن هذه المفاوضات لم تقطع الطريق أمام المناوشات التي بقيت مستمرة بين طرفي النزاع في قضية الصحراء الغربية و إن شكل رفض العاهل المغربي استضافة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في إطار الزيارة التي قادته لدول المغرب العربي علامة استفهام كبيرة حول الأسباب الحقيقية لهذا الرفض وانعكساته على العلاقات الجزائرية المغربية ، غير أن الرسائل الضمنية المتبادلة على مستوى القمة في البلدين تجعل استحالة الجزم بمصير العلاقات في الظروف الراهنة . من جهتها شكلت برقية لوكالة الأنباء المغربية، أحد مؤشرات التقارب بين البلدين حيث نقلت هذه الأخيرة ، أن سفير الجزائر بالمغرب، العربي بلخير، "عبر عن شكره لصاحبتي السمو الملكي الأميرتين للاسلمى وللا أسماء على حضورهما هذا الحفل، وعن "عميق العرفان والامتنان لصاحب الجلالة، الملك محمد السادس الذي يحرص، في كل مرة، على تقديم كامل الدعم وكل التسهيلات للبعثة الجزائرية في المغرب، تكريسا لروابط الصداقة المتميزة التي تجمع بين جلالته وفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية، وكذلك إرادتهما المشتركة للارتقاء بالعلاقات الجزائرية المغربية لفضاء أرحب وأوسع بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين فهل سيتمكن المجال الأمني من إصلاح ما أفسده الزمن في العلاقات الجزائرية المغربية. سميرة بلعمري:[email protected]