في الستين من عمره رحل الأسطورة الأرجنتيني الأسطورة الكروية ديغو أرماندو مارادونا، وفي ذاكرة الجزائريين كثير من المواقف واللحظات الخاصة به والتي تبقى محفورة في المخيال الشعبي. دموع مونديال الشباب في 1979 أمام الجزائر قصة ديغو مارادونا مع الجزائر بدأت عام 1979، وبمناسبة بطولة العالم للشباب باليابان، التي توج بلقبها رفقة منتخب التانغو، حينها ذرف دموع الحزن، وظل يبكي بعد المباراة. وكان هذا اللقاء في ربع نهائي الدورة أمام الخضر، ورغم فوز الأرجنتين بخماسية نظيفة افتتح فيها صاحب ال19 عاما عداد الأهداف، في شباك الحارس محمد رحمان، بكى مارادونا بسبب استبداله من قبل مدربه مينوتي في الشوط الثاني. وجاء في كتابه "أنا ديغو": "جلست على مقاعد البدلاء غاضبا، ثم توجهت مباشرة لغرف الملابس، بدأت في البكاء كالمجنون". الحنين لذكرى 1979 وإشادة بالمحاربين أشاد الراحل دييغو مارادونا بمنتخب المحاربين الذي واجهه في السبعينات، وقال على حسابه في إنستغرام قبل أشهر إن الجزائريين "لعبوا بشكل جيد رغم الخسارة". ونشر الأسطورة الأرجنتيني صورة، للفريقين وهما يدخلان أرضية الملعب، بدا في مقدّمتها حاملا راية بلاده وإلى جانبه لاعبي المنتخب الجزائري. وعلق على الصورة بالقول "في ربع نهائي كأس العالم للشباب 1979 لعبنا ضد الجزائر، لقد لعبوا بشكل جيد، لكننا تمكنا من التغلب عليهم بنتيجة 5 مقابل 0". وتابع أنه سجل هدفا في المباراة، وبعد استبداله في فترة ما بين الشوطين شعر بالجنون في غرفة الملابس، خاصة وأنه كان قائد الفريق حينها. مارادونا للجزائريين: "كونوا فخورين بمنتخبكم" "كونوا فخورين بمنتخبكم".. كان أجمل ما أدلى به دييغو مارادونا لدى حلوله ضيفا على الجزائر في 2013، لحضور احتفالية شركة الاتصالات "موبيليس" للهاتف النقال لإطلاق الجيل الثالث لخدمات الهاتف المحمول. ورغم الجدل الشعبي الذّي رافق زيارته حينها، بسبب ما أشيع حول المبلغ الذّي تقاضاه وكذا لقطة وصفت بغير الأخلاقية مع زوجته، إلا أن زيارته استطاعت أن تغطّي على أحداث سياسيّة كثيرة، بالنّظر إلى صورته الأسطوريّة في ذهن الجزائريين. وحضرت الحفل، قوى لوجوه سياسية ورياضية وإعلامية كبيرة في الجزائر، وتصدرت زيارته عناوين الصحف المحلية والعالمية. كما تهافت الجميع لأخذ صور تذكارية معه بمجرد وصوله إلى مطار هواري بومدين، ولكن أغلبهم عاد بخفي حنين بسبب الحراسة الشديدة التي فرضت عليه. مارادونا: الجزائر فرضت تواجدها في مونديال 2014 ب"الدم" ومن مواقف ديغو مارادونا مع الجزائر، إشادته بالإصرار الكبير لدي المنتخب الجزائري الذي كان له دورا في تأهله إلى دور ال16 من مونديال البرازيل. وصرح لصحيفة الاتحاد الإماراتية آنذاك "الجزائر تأهلت عن استحقاق كامل، وكانت لدي ثقة كبيرة في أنهم سيعبرون الدب الروسي، نظرا للحماس الكبير، الإصرار كان واضحا على جميع لاعبي المنتخب الجزائري". وأضاف " كان سفيان فيغولي ينزف دما وأصر على الإستمرار في الملعب، إصرار جعلهم يتأهلون وهم يستحقون ذلك". وعن مواجهة المانشافت قال: "رغم قوة الألمان، لكن الحماس الجزائري له دوره الكبير، الفريق يضم مجموعة جيدة من اللاعبين قادرة على تشريف الكرة العربية". وأكد دييغو مارادونا حينها عبر برنامجه اليومي الشهير "دي زوردا" الذي يقوم من خلاله بتحليل مباريات المونديال،عبر قناة أرجنتينية عند تناوله لمواجهة الخضر وألمانيا:"الفريق الجزائري أحكم قبضته على الفريق الألماني ولم يسمح له باللعب بحرية". وتابع: "ألمانيا تتميز بالخطورة في تنفيذ الهجمات إلا أن المنتخب الجزائري تصدى لتلك الهجمات ولم يسمح لألمانيا أن تظهر بالشكل الذي كنا نتوقعه" . ديغو مارادونا عاش ساحرا كرويا مثيرا للجدل، وترك خلفه مسيرة حافلة من الذكريات ستبقى محفورة في ذاكرة الرياضة العالمية، فصاحب 312 هدفا في مسيرته الحافلة، كان مستعدا للرحيل وهو الذي قال يوما في حياته "مستعد لكل شيء حينما يقرر الرب أن الوقت حان، أعتقد أنه سيأتي لأجلنا".