أكد السفير الروسي لدى الجزائر إيغور بيليايف، الثلاثاء، أن المشاورات مستمرة بين الجزائر وموسكو حول قضية الصحراء الغربية. وقال بيليايف في حوار مع وكالة سبوتنيك الروسية: "أريد أولاً الإشادة بمستوى الحوار المباشر والشفاف والمستمر بين روسياوالجزائر في كل الملفات ذات الاهتمام المشترك، وبعد تأزم ملف الصحراء المغربية مؤخراً، نواصل الحوار مع الجزائر على مستويات مختلفة حيث تباحث وزير الخارجية الجزائري بنظيره الروسي مرتين، وبينت هذه المباحثات تشابه وجهات النظر بين البلدين حيال هذه الأزمة". وأضاف السفير مكرراً موقف بلاده من أزمة الكركرات: "الجزائروروسيا تدعوان لضبط النفس، ورجوع كل الأطراف إلى اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991، وكذلك استئناف المفاوضات المباشرة وتعيين مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة في أسرع وقت ممكن". أزمة الكركرات وعادت القضية الصحراوية إلى الواجهة بعد أن أعلن المخزن في 14 نوفمبر الماضي، عن عملية عسكرية في معبر الكركرات، مما يخالف الاتفاق السابق الذي اعتبر منطقة الكركرات منزوعة السلاح. وأعلنت الجمهورية الصحراوية، عقب ذلك، أنها لم تعد ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه مع المغرب عام 1991 برعاية الأممالمتحدة. وفي حين يحاول المخزن فرض الأمر الواقع بإبقاء احتلال الأراضي الصحراوية، تطالب الحكومة الصحراوية باستفتاء لتقرير المصير، حسب مقررات الأممالمتحدة. وخلال "أزمة الكركرات" بالصحراء الغربية، تلقت المغرب دعماً من بعض الدول العربية البعيدة عن المنطقة المغاربية، لكن الدول المحاذية جغرافياً لمنطقة النزاع، لم تدعم الخطوة المغربية وهو ما شكل انتكاسة للطرف المغربي. يُشار إلى أن القمة الإفريقية الاستثنائية الرابعة عشر حول برنامج إسكات البنادق، وافقت في ختام أعمالها، أمس الأول الأحد، على إعادة القضية الصحراوية مجدداً لأجندة مجلس السلم والأمن الإفريقي، استجابة لمشروع قرار بهذا الشأن تقدمت به مملكة ليسوتو. ويضع قبول مشروع القرار الذي تقدمت به ليسوتو والذي يسلط الضوء على الأحداث الأخيرة التي شهدتها الجمهورية الصحراوية بعد العدوان المغربي، حداً لمحاولات المغرب إقصاء المنظمة الإفريقية من الجهود الرامية إلى إيجاد حل للنزاع في الصحراء الغربية يكفل للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وحسب القرار "يطلب من مجلس السلم و الأمن الإفريقي طبقاً للأحكام ذات الصلة من بروتوكوله، أن يتواصل مع الطرفين وكلاهما من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي من أجل معالجة الوضع الحاصل بهدف تهيئة الظروف اللازمة لوقف جديد لإطلاق النار والتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع يكفل تقرير مصير شعب الصحراء الغربية"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية (واج).