وضعت الجزائر، وموريتانيا ورقة طريق لتجسيد التعاون في المجال الصحي بين البلدين تتضمن التكوين والصيدلة ومكافحة الأوبئة بعد جلسة عمل جمعت خبراء من البلدين. أكد وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، بأن "السلطات الجزائرية مستعدة لبذل المزيد من المجهودات لتقديم كل العون لهذا البلد الشقيق في المجال الصحي كاشفا بالمناسبة عن تنظيم لقاءات مستقبلا مع وزير الصحة الموريتاني للتوقيع على اتفاقيات تعاون في هذا المجال". وأضاف الوزير، الثلاثاء، خلال استقباله البعثة الطبية الموفدة الى موريتانيا لتقديم خدمات للمصابين بفيروس كورونا، أن المبادرة "التي قامت بها الجزائر خلال هذا الظرف الصحي الذي تميز بتفشي فيروس كورونا لاقت "استحسانا وترحيبا" من طرف السلطات الموريتانية وكذا المرضى". للاشارة فإن وزارة الصحة أوفدت الاثنين بعثة من الخبراء في التكوين والصيدلة والمراقبة الوبائية وبعد تنظيم جلسة عمل مع زملائهم الموريتانيين توجت هذه الجلسة بوضع ورقة طريق تحدد سبل التعاون الثنائي في المجال الصحي. كما رافق وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في الرابع من هذا الشهر البعثة الطبية التي قدمت خدمات بسبعة مستشفيات موريتانية. ومن جانبه أكد وزير الصحة الموريتاني، محمد نذيرو ولد حامد، الاثنين، أن هذه الاتفاقية ستمكن من تعميق التعاون في المجالات الأساسية كالمصادر البشرية والتكوين والأدوية والبحوث الطبية، مضيفا أنها ستساعد في تكثيف التعاون من خلال تعزيز قدرات الطواقم الطبية للبلدين. وأشار ولد حامد خلال استقباله البعثة الجزائرية الطبية، حسب الوكالة الموريتانية للأنباء، إلى أن هذا التعاون يشمل البحوث العلمية في مجال الصحة العمومية، إذ من المنتظر أن تتم الاستفادة من الدروس التي أعطتها جائحة كوفيد19. وعقد الخبراء من البلدين جلسة عمل الاثنين، بنواكشط، كللت بالاتفاق على وضع ورقة طريق لتجسيد التعاون في المجال الصحي بين البلدين . وتضمنت ورقة الطريق التي تم الاتفاق حولها ثلاثة محاور رئيسية: التكوين والصيدلة والدراسات في مجال مكافحة الأوبئة وتبادل الخبرات . واتفق الطرفان في المحور الأول على ضرورة تعزيز التعاون في مجال التكوين شبه الطبي من خلال دعم وزارة الصحة نظرا لتجربتها الناجحة في هذا الميدان للمدارس الموريتانية خاصة في تكوين الاستاذة المكونين في هذا المجال. كما دعا الجانب الموريتاني الى تبادل البرامج البيداغوجية بين البلدين وإحداث توأمة بين المراكز الصحية الى جانب تعزيز التعاون في مجال زيارات البعثات الطبية الدورية . وفيما يتعلق بالقطاع الصيدلاني فقد ركز الجانب الموريتاني على دعم الخبراء الجزائريين بلده من حيث القوانين وتسجيل الادوية و إجراءات الاستيراد ودراسات السوق ومراقبة الأدوية . كما اتفق الطرفان على تقديم مساعدة الى الجمهورية الإسلامية الموريتانية على وضع إجراءات خاصة بالتموين في مجالات الأدوية ومواد التحاليل والمستلزمات الطبية. كما دعا الجانب الموريتاني الى مرافقة الجزائر لبلده لإنشاء وحدة لإنتاج الاوكسيجين . واكد ممثل مجمع صيدال من جهته على استعداد المجمع لمساعدة موريتانيا لإنشاء وحدة لإنتاج المحلول الكحولي. أما في مجال مكافحة ومراقبة الأوبئة وهو المحور الثالث الذي تناولته الجلسة فقد اتفق معهدا الصحة العمومية للبلدين على وضع برامج بحث خاصة في مجال الإحصائيات الى جانب تبادل المعلومات حول المراقبة الوبائية . كما دعا الطرفان إلى تعزيز النشاطات الثنائية حول الأمراض المتنقلة سيما السيدا ومرض السل و الملاريا مع تسطير برامج تكوين بين إطارات المعهدين . واتفق من جهة أخرى على تعزيز التعاون مستقبلا في المجال البيئي من خلال التبادل المعلومات حول تلوث المياه والهواء والأرض مع إطلاق دراسات نموذجية بين البلدين في هذا السياق.