يبدو أن رفض وزارة الثقافة التصريح لقناة "أم. بي. سي" بالتصوير داخل قصر الثقافة "إمامة"، سيكون بمثابة القطرة الأخيرة في كأس الخلافات "الخفية" بين الفنان نوري كوفي، والوزارة قبل أن يفيض، هكذا لمّح صاحب "سيدي بومدين جيتك قاصد" في تصريح حصري ل"الشروق"، أول أمس، مُستغربا موقف المسؤولين بقوله "أن وزارة الثقافة في أي بلد في العالم هدفها التعريف بموسيقى وثقافات بلدها"، مُضيفا "إن البعض يريد الإساءة لسمعته من خلال الترويج بأنه يطلب "المُحال" نظير غنائه في مختلف المهرجانات". وفي التفاصيل التي حصلت عليها "الشروق" أن برنامج "أم. بي. سي في أسبوع"، وفي إطار سلسلة الروبورتاجات التي يعدها مراسل المحطة السعودية في الجزائر، رفيق بخوش، حول التراث التلمساني وموسيقى الحوزي والأندلسي، وقع اختيار المراسل على الفنان الكبير نوري كوفي باعتباره أشهر فنان قدم هذا النوع الموسيقي وطوّره، فما كان من الفنان إلا أن اقترح التصوير داخل قصر الثقافة "إمامة" بتلمسان، نظرا لهندسته المعمارية وزخرفته الإسلامية - الأندلسية، لكن الظاهر أن هذا الطلب لم يكن كوفي يعرف أنه سيقابل بالرفض من طرف وزارة الثقافة . وفي هذا السياق، علمت مصادر "الشروق" أن مراسل "أم. بي. سي" قام بالاتصال بمدير قصر الثقافة "إمامة"، السيد الطاهر عرّيس، للحصول على تصريح بالتصوير، إلا أن هذا الطلب قُوبل بالرفض من طرف الوزارة الوصيّة، ما حدا بفريق برنامج "أم. بي. سي في أسبوع" إلى الانتقال بكاميراته إلى فندق "الزيانيين" لتأمين التصوير مع الفنان. نوري كوفي من جهته، لم يفوّت الواقعة دون أن يسجل استياءه واستغرابه مما حصل، حيث قال ل"الشروق": "أستغرب من ردة فعل وزارة الثقافة، لأني لم أكن لأتحدث عن نفسي، بل كنت سأتحدث عن التراث الموسيقي الحوزي والأندلسي على وجه العموم، بمعنى أنني كنت سأعرّف به. واسمحوا لي، أي وزارة ثقافة في العالم تكون مهمتها نشر ثقافة بلدها والتعريف بها". وأضاف المتحدث أنه لا يستبعد أن يكون هذا الرفض حلقة جديدة في مسلسل إقصاء اسمه من البرامج والحفلات الفنية: "البعض أساء إلى سمعتي من خلال تبريره عدم اشتراكي في بعض المهرجانات بأنني أطلب أموالا طائلة، مع أن الأموال الطائلة تذهب، وكما هو معروف، إلى المشارقة والأجانب". تصريحات الفنان نوري كوفي قادت البعض إلى استنتاج أن مسألة الرفض مرّدها "تصفية حساب" أو "ثأر قديم" بينه وبين وزارة الثقافة، التي أرادت بهذا "الفيتو" وعلى ما يبدو، تجنب أي تصريحات نارية قد يرمي بها الفنان ضد وزارة تومي. كما حدث قبل نحو سنتين حين فتح صاحب "لالة مليكة" النار على سياسات الوزارة، مُعيبا عدم دعوة فناني تلمسان لتظاهرة "تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية"، الأمر الذي يفسر الحصار المفروض على الفنان منذ ذلك الوقت أو ربما من قبل.