سيتم قريبا الشروع في مخطط واسع لإعادة تهيئة المنطقة الصناعية رويبة - رغاية شرق العاصمة من اجل عصرنة أكبر منطقة صناعية للجزائر التي تنشط بها حوالي 250 مؤسسة. وقال فورات محجوب، مساعد المدير العام لشركة التسيير العقاري للجزائر العاصمة المكلف بتسيير هذه المنطقة عشية لقاء حول مشروع عصرنه هذه المنطقة أن هذا البرنامج يندرج في إطار التوجه الجديد للحكومة الرامي إلى تجهيز المناطق الصناعية عبر الوطن بشكل أفضل حتى تكون مكيفة مع المقاييس الدولية. ويتمثل المشروع في تأهيل شبكة التطهير التي تمتد على 25 كلم لاسيما من خلال أشغال التنظيف واستحداث أشطر جديدة بعد إنشاء وحدات جديدة في هذا الفضاء التي تقدر مساحته ب1000 هكتار حسب محجوب. كما يتعلق الأمر أيضا بإنشاء شبكة للتفريق بين المياه المستعملة ومياه الأمطار وتزويد المنشآت القاعدية لهذه المنطقة بشبكة خاصة بمكافحة الحرائق بكافة التجهيزات حسب نفس المتحدث الذي ذكر من جهة أخرى بالتجديد الكامل لشبكة الإنارة في إطار عملية إعادة التأهيل التي تمت ما بين 2009 و2011. وتتمثل الأعمال الأخرى المدرجة في إطار المخطط الجديد لشركة التسيير العقاري للجزائر العاصمة التي أنشئت في سنة 2004 في تزفيت مجموع الطرق (25 كلم) وتهيئة الفضاءات المخصصة لتوقف السيارات والراحة وإنشاء محطات للرفع. كما سيتم ربط المنطقة الصناعية عبر محول بالطريق الاجتنابي الثاني للجزائر العاصمة من أجل ضمان أفضل استفادة من هذا الفضاء الاقتصادي الذي سيزود بنظام مراقبة عن بعد بهدف تأمين المداخل. وعن سؤال حول الجانب المالي لمخطط العصرنة رد محجوب أنه سيحدد حسب الحاجيات موضحا أن الدولة ستتكفل بإجمالي تكلفة هذا البرنامج. وأكد محجوب أن وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار "ستتكفل ماليا بحاجيات المنطقة من حيث التهيئة ووضع تجهيزات جديدة وإنشاء هياكل قاعدية تكون مطابقة مع المعايير الدولية الضرورية للسير الحسن لهذه المنطقة". كما كشف المتحدث أنه في سنة 2012 تم رصد قرابة 380 مليون دج لأشغال التهيئة وصيانة التجهيزات بهذه المنطقة. من جهة أخرى ذكر نفس المسؤول بالمشاريع التي جسدت خلال الفترة 2009-2011 والتي سمحت بإعادة تأهيل وتجديد الفضاءات المشتركة والهياكل القاعدية لاسيما شبكة الإنارة العمومية للمنطقة والتي بلغت قيمتها الإجمالية 470 مليون دج. في نفس الاتجاه أوضح محجوب أن المنطقة الصناعية تواجه مشكلا عدم دفع بعض المتعاملين لمصاريف التسيير للمؤسسة التي لديها مستحقات تعود لأكثر من عشرين سنة. وتستعمل شركة التسيير العقاري للجزائر العاصمة هذه المصاريف المحددة حسب المساحة المستغلة من طرف المؤسسة لتمويل أشغال الصيانة وتزفيت الطرق المؤدية للمنطقة الصناعية. للإشارة فان نسبة تحصيل الديون لدى الكتل الاقتصادية الناشطة في المنطقة الصناعية لا تتجاوز 35 بالمائة حسب محجوب الذي أوضح أن هذا التحصيل قد عرف تطورا منذ وقت قصير. وتضم المنطقة الصناعية رويبة - رغاية 79 مؤسسة عمومية منها الشركة الوطنية للسيارات الصناعية والشركة الوطنية للنقل البري على مساحة تقدر 784 هكتار. أما الشركات الخاصة وعددها 163 التي تنشط بهذه المنطقة فإنها مختصة في الصناعات الصيدلانية والكيمياء والصناعات الغذائية علما أن مساحة نشاطها تبلغ 156 هكتار.