شرعت الشركة الوطنية للكهرباء والغاز «سونلغاز» في تنفيذ الخطوات الفعلية في اتجاه التحول من مجمع خدماتي إلى شركة قابضة بنزعة صناعية تقوم على 39 فرعا في مختلف النشاطات ذات الصلة بالابتكار والإنتاج الصناعي الطاقوي. الخطوة الأولى المتخذة من قبل إدارة المجمع في هذا الاتجاه هي الانطلاق في تطوير عدادات وأجهزة القياس محليا، في أعقاب إعلان ضمها رسميا في سبتمبر 2010 الشركة الوطنية لأجهزة القياس والمراقبة بمجمع «سونلغاز»، وهي شركة مختصة في صناعة العدادات لفروع المجمع وتوزيعها، حيث يمكن أن تسمح بتحديث صناعة العداد لتطوير مسارات الإنتاج وتزويدها بآخر ما وصلت إليه تكنولوجيات الاتصال. ومن شأن إدماج الشركة الصناعية «المتعثرة» ضمن أقدم مؤسسة وطنية أن يمكن المجمع الطاقوي من تطبيق إستراتيجيته الصناعية بعدما كانت نشاطاته مقتصرة على الخدمات ضمن 4 عقود من العمل، حيث كان المجمع ينتج ويركب في العام 400 ألف عداد لنقل الغاز والكهرباء، وبفضل ضم هذه الهيئة سيتمكن مجمع «سونلغاز» من مضاعفة العدد وتطويره خاصة فيما تعلق بالطاقات المتجددة. ويطمح القائمون على المجمع جعل عملية ضم الشركة الوطنية لأجهزة القياس والمراقبة إلى مجمع «سونلغاز» بمثابة قاعدة صناعية للبلاد، ينشد من خلالها المجمع دخول الجزائر عالم صناعة الطاقات المتجددة. وتعد هذه الخطوة مكملة لمشروع «رويبة للإنارة» الذي سيشرع فيه نهاية 2012 أو بداية 2013 لإنتاج تجهيزات الطاقات المتجددة من خلال هذه المشاريع، ما يمكن الجزائر من مضاعفة إنتاجها الوطني والمشاركة في المشاريع الكبرى والدخول في سوق الصناعات المتجددة، وبالتالي تتم إعادة ترميم مصنعها الموجه إلى إنتاج الصفائح الضوئية بهدف تشغيله في نهاية 2012. ومن المنتظر أن تلي هذه الخطوات عدة مشاريع جديدة لتحويل الشركة الوطنية للكهرباء والغاز إلى قطب صناعي في مجال الطاقات المتجددة، وكذا إدماج صناعة تجهيزات محطات الكهرباء التقليدية التي تكلف الجزائر سنويا الملايير من الدولارات لغياب صناعة وطنية، حيث تكلف إنجاز محطة كهرباء واحدة نحو ملياري دولار من التجهيزات الصناعية. جدير بالإشارة إلى أن «سونلغاز» أصبحت اليوم مجمعا صناعيا يتكون من 39 شركة، منها ست شركات مساهمة مباشرة، هذا، دون حساب المساهمات غير المباشرة مثل شركة «كهرماء»، وأخذ مساهمة من خلال فرع «آ.أو.سي»، وقد التحق فرع أخير بالمجمع في جوان 2009، هو «إنارة الرويبة». وبدأت عملية تشييد «سونلغاز» كمجمع صناعي منذ إعلان تحويل المجمع في جانفي 2004 مع إنشاء ثلاث شركات "مهن قاعدية"، وهكذا فإن الوحدات المسؤولة عن إنتاج الكهرباء ونقلها ونقل الغاز قد شيدت كفروع تضمن إنجاز هذه النشاطات، ويتعلق الأمر بالشركة الجزائرية لإنتاج الكهرباء والشركة الجزائرية لتسيير شبكة نقل الكهرباء والشركة الجزائرية لتسيير شبكة نقل الغاز. وفي سنة 2006 تم إنشاء خمس شركات «مهن قاعدية» أخرى، ممثلة في مسير منظومة الكهرباء، أوكل له مهمة إدارة نظام إنتاج ونقل الكهرباء، كما تم إنشاء بالموازاة مع ذلك أربعة فروع تضمن مهنة توزيع الكهرباء والغاز في ثلاث جهات عبر الوطن، فضلا عن شركة رابعة مختصة في التوزيع بمحيط العاصمة وضواحيها.