تأمل الأممالمتحدة، أن تتمكن، الاثنين، من جمع حوالي 3.85 مليار دولار لمساعدة اليمن، في اجتماع لإعلان التعهدات يعقد عبر الإنترنت، لتحاشي ما يقول مارك لوكوك، مسؤول الإغاثة الأول في المنظمة الدولية، إنها ستكون مجاعة واسعة النطاق "من صنع الإنسان"، تمثل أسوأ ما شهده العالم من مجاعات منذ عشرات السنين. وتقول الأممالمتحدة، إن حوالي 16 مليون مواطن يمثلون أكثر من نصف سكان اليمن يعانون الجوع. ويحذر لوكوك من أن خمسة ملايين من هؤلاء على شفا المجاعة. ودفعت الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من ست سنوات، والتي يرى كثيرون أنها حرباً بالوكالة بين السعودية وإيران، باليمن الفقير إلى أزمة تصفها الأممالمتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم. وتوضح معلومات الأممالمتحدة، أن حوالي 80 في المائة من اليمنيين يحتاجون للمساعدة، وأن 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد. ويعتمد اليمن في الحصول على جانب كبير من احتياجاته من المواد الغذائية على الاستيراد، وقد تسببت الأطراف المتحاربة في اضطراب هذه الإمدادات بشدة. وقال لوكوك للصحفيين: "قبل الحرب كان اليمن دولة فقيرة بها مشكلة سوء تغذية، لكنه كان دولة بها اقتصاد فعال وحكومة توفر الخدمات لعدد كبير من أفراد شعبها. وقد دمرت الحرب ذلك إلى حد كبير". وأضاف "في العالم الحديث المجاعات تتمثل في الأساس في عدم وجود دخل لدى الناس ثم تعطيل آخرين المساعي الرامية لمساعدتهم. وهذا بالضبط هو ما نجده في اليمن". الجوع والجائحة كان تحالف بقيادة السعودية قد تدخل في اليمن في 2015، بعد أن أخرجت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران الحكومة اليمنية من العاصمة صنعاء. ويقول الحوثيون، إنهم يحاربون نظاماً فاسداً. وازدادت معاناة الشعب اليمني بفعل انهيار الاقتصاد والعملة وجائحة كوفيد-19. ويحاول مسؤولو الأممالمتحدة إحياء محادثات السلام، وقد قال الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، إن اليمن يمثل أولوية لإدارته. وأعلن وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية وطالب بضرورة وقف الحرب. وحذرت 12 منظمة إغاثة، من بينها أوكسفام وهيئة إنقاذ الطفولة وكير إنترناشونال، من أن 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن سيعانون الجوع هذا العام، إذا لم تعمل الحكومات على زيادة التمويل، الاثنين. وروى محسن صديقي مدير أوكسفام في اليمن، حواراً دار مع يمنية عمرها 18 عاماً تسبب الصراع في نزوحها وأصبحت تعيش في مخيم في شمال اليمن. وقال صديقي لوكالة رويترز للأنباء: "قالت جائحة فيروس كورونا تجعلنا أمام خيارين قاسيين. فإما البقاء في البيت والموت من الجوع، أو الخروج والموت من المرض". وتقول الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة، إن الأرقام الرسمية لا تصف مدى انتشار المرض في اليمن. وفي العامين 2018 و2019، استطاعت الأممالمتحدة منع حدوث مجاعة بفضل نداء لتقديم المساعدات أسفر عن تعهدات كبيرة، من بينها تبرعات ضخمة قدمتها السعودية والإمارات والكويت. وفي 2020، لم تتلق الأممالمتحدة سوي ما يزيد قليلاً على نصف التبرعات المطلوبة وقدرها 3.4 مليار دولار. وقال لوكوك، إن ذلك يرجع في جانب كبير منه إلى تقلص تبرعات الدول الخليجية. وحث دول الخليج على تقديم تعهدات سخية لعام 2021 والإسراع بسدادها. ويوم الجمعة، قالت الإمارات، إنها ستتعهد بتقديم 230 مليون دولار للعام الجاري. Yemen's children starve as U.N. seeks billions to avoid vast 'man-made' famine https://t.co/djwRYRdvL3 pic.twitter.com/0Cg5wyhLMJ — Reuters (@Reuters) February 27, 2021