عقد، نهار الأحد، تزامنا واليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، الشيخ النوي، وهو في الخامسة والثمانين من عمره، قرانه على السيدة خديجة، التي تبلغ من العمر 65 سنة، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، أي بكماء وصماء، لا تسمع ولا تتكلم، وليست لها عائلة، وذلك بحضور أهل العريس الذين سافروا من ولاية أم البواقي إلى غاية برج بوعريريج، مكان إقامة العرس، إضافة إلى حضور بعض المتطوعين ورجال الأعمال، الذين أسهموا في توفير كل مستلزمات الزفاف. العرس المتميز، الذي تزامن واليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، المصادف ل 14 مارس من كل سنة، تم تنظيمه على مستوى مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة والتكفل النفسي "صامي سوسيال"، ببرج بوعريريج، وهو المأوى الذي كانت تلجأ إليه العروس العجوز، من نحو 18 شهرا، حيث تم إحضارها من طرف مصالح الأمن الوطني، بعدما عثر عليها تفترش الطريق في شوارع برج بوعريريج، لتعيش وحيدة على ما يقدّم لها من المحسنين. وقالت مديرة المركز، بوقرة صبرينة، التي أشرفت على كل مراسم العرس، إن الزواج تم صدفة، بعدما عرض أحد مواطني برج بوعريريج، على مسؤولة المركز مساعدتها على إيجاد زوجة صالحة لصهره الذي ينحدر من مدينة عين مليلة، التابعة لولاية أم البواقي، وعرضت عليه السيدة خديجة، لكونها ليس لها أهل أو مسكن يؤويها، وتمت الموافقة بين الطرفين، وعقد قرانهما المدني لدى مصالح البلدية، الأسبوع الماضي، على مستوى بلدية برج بوعريريج، وبمساعدة من أهل الخير تم تجهيز العروس وتحضير كل مراسم من حلويات ومشروبات والغداء وحتى مطلقي البارود، بعدما تم ذبح خروفين وإقامة مأدبة غداء وعرس متميز، ميزته هدية أحد رجال الأعمال في ولاية برج بوعريريج، الذي وعدهم بعمرتين إلى البقاع المقدسة بعد زوال جائحة كورونا.. وخرجت العروس من المركز بالديجي والكورتاج والبارود، في أجواء رائعة، وتم توديع السيدة خديجة بالزغاريد، وزفها إلى بيت الزوجية، لتعيش ما تبقى من حياتها بعيدا عن الشارع الذي لم يرحمها.