انتهت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي رسميا في 2021، من إعداد جميع الخرائط القاعدية، منها الجوية والأرضية والإدارية والسياسية الخاصة بالجزائر، والمقدرة ب3620 خريطة، كما تسعى إلى نشر 168 محطة لنظام التموقع الشامل عبر الساتل، من قبل المعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد، التابع لقيادة أركان الجيش عبر كامل التراب الوطني، بعد دخول 18 محطة حيز التنفيذ، مما سيسمح للجزائريين بالاستغلال الأوسع لنظام "الجي بي اس" لتحديد الأحياء والشوارع والمقرات العمومية والبنايات ومختلف المواقع. وصرح المدير العام للمعهد الوطني للخرائط والكشف عن بعد العقيد حسان عبد اللاوي ل"الشروق"، بأن المعلومة الجغرافية تلعب دورا هاما في تسيير الأقاليم وتدعيم المشاريع التنموية على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، حيث تعتبر الأداة الأساسية في اتخاذ القرارات الصائبة ذات الصلة بالتطور المستدام للبلاد. وأوضح العقيد، على هامش اليوم الإعلامي حول "تحصيل المعلومة الجغرافية المكانية، التقنيات والتكنولوجيات الحديثة"، من تنظيم المعهد الوطني للخرائط والكشف بالعاصمة، أنّ هيئته تعتمد على وسائل وأنظمة متعددة، مثل الصورة الجوية والمعلومات الجغرافية الملتقطة عبر الساتل على غرار "ألسات 2 أّ" وطائرتين مزودتين بأحدث تكنولوجيات الرصد والتصوري الرقمي، على غرار "استخدام الكاميرات الرقمية ذات التمييز العالي للتصوير الجوي ومنظومة التقاط المعطيات عن طريق تقنيات الليزر LIDAR التي تعتبر أحدث تقنية لاقتناء المعلومة الجغرافية العمودية أو المعروفة بالبعد الثالث"، وكذلك نشر عبر التراب الوطني شبكة "جيوديزية" مكونة من محطات ذات الاستقبال الدائم عبر أقمار التموقع الدقيق، حيث تستعمله كل الهيئات العمومية والعسكرية. ومن بين التكنولوجيات الحديثة الأخرى المستعملة، تحدث المسؤول العسكري عن استغلال صور الأقمار الاصطناعية والكشف عن بعد في شتى الميادين، فضلا عن تطبيقات أخرى تتعلق بالتموقع عبر الأقمار الاصطناعية والتي سيتضمنها مشروع النظام الجزائري، كما قال ل"الرفع من الأداء لتحديد التموقع عبر السواتل الذي هو حاليا في طور الإنجاز". وعن الجديد في هذا الميدان العلمي، أشار العقيد عبد اللاوي إلى أن هناك "18 محطة من أصل 186 ذات الاستقبال الدائم عبر الأقمار الاصطناعية من عدة أنواع GPS أمريكي وGLONAS الروسي وGALILEO الصيني وBEIDOR الأوروبي تشتغل حاليا، فيما سيتم نشر الباقي قريبا"، بعد التأخر المسجل على حد قوله بسبب جائحة كورونا. كما تعمل ذات الهيئة التي توفر قاعدة معطيات لفائدة النشاط العملياتي لوحدات الجيش الوطني الشعبي على تطوير رقمنة الأرشيف الخاص بالخرائط والطوبوغرافيا الوطنية خدمة للتنمية، إلى جانب توفرها على قدرات كثيرة مثل مركب نسخ الخرائط الذي تقدر طاقته السنوية بنحو 2 مليون خريطة متعددة الأنماط وكذا عتاد رقمي للتحليل والدراسات الخرائطية، إضافة إلى قيام المعهد بعمليات التقاط الصور الجوية أثناء عملية ترسيم الحدود الليبية الجزائرية وكذلك الحدود البرية والبحرية مع تونس، كما ساهم في عملية ترسيم الحدود مع النيجر ومالي وموريتانيا.