افتتحت أمس مختلف المؤسسات التربوية أبوابها للمتمدرسين لموسم 2007/2008 ، دخول مدرسي سبقه بيومين شهر رمضان المبارك، الذي رمى بثقله على مصاريف أولياء التلاميذ، مما انعكس سلبا على دفع فاتورة التمدرس، وحتى منحة الرئيس تظل بين قوسين منحة معتبرة، هذا إن وصلت إلى مستحقيها على غرار ما ذهب إليه رؤساء جمعيات أولياء التلاميذ . سجلت المؤسسات التربوية عبر ولايات عدة من الوسط الجزائري ارتفاعا في مستوى التلاميذ المتمرسين لا سيما عبر المؤسسات الإبتدائية التي فاق فيها العدد 10 آلاف تلميذ يدخلون المدرسة لأول مرة . دخول عاصمي على وقع الإكتظاظ سجلت العاصمة التحاق أكثر من 500 ألف تلميذ بولاية الجزائر بمقاعد دراستهم منهم 48.036 تلميذا يلتحقون لأول مرة بالمدارس، وقد تم توفير لاستقبال هؤلاء المتمدرسين بالولاية كما أوضحه مدراء التربية الثلاث لولاية الجزائر، وخصت العاصمة ب 15 مؤسسة تربوية جديدة ستفتح أبوابها لأول مرة وخمس ثانويات و10 إكماليات، ولكنها ومع ذلك تبق ضئيلة مقارنة بارتفاع عدد المتمدرسين، وهو العبئ الذي رمى بثقله في ولايات عدة أكثر تضررا من العاصمة على غرار ولاية عين الدفلى أكثر من 14 ألف تلميذ جديد وهو ما كان وراء تدعيم القطاع بالولاية ب10 ابتدائيات مقابل ثانوية واحدة وثلاث متوسطات، وتواجه أقسام الطور المتوسط في ولاية عين الدفلى اكتضاضا رهيبا على مستوى الأقسام، جعل متوسط عدد التلاميذ في القسم الواحد يرتفع فوق عدد 40 تلميذا، من جهة أخرى تعزز قطاع التربية في ولاية بومرداس بهياكل قاعدية بغية فك الخناق عن الأقسام حيث استلمت مصالح مديريات التربية بالولاية خمس مجمعات مدرسية ومتوسطة واحدة، بالإضافة إلى إحدى عشر حجرة تربوية من مجموع المشاريع المسجلة لعام 2007 ، لكنها حسب رؤساء المدارس التربوية تبقى ضئيلة ولا تخفف من ضغط التلاميذ، وفي ولاية المسيلة تم دخول 19 ألف 938 تلميذا جديدا وهو الرقم الذي فجر قنبلة البحث عن المدارس في الولاية، حيث يضطر تلاميذ المراحل الإبتدائية بوجه الخصوص إلى قطع أكثر من 10 كلمترات بحثا عن مدرسة، الواقع المر في قطاع التربية بولاية المسيلة جعل عدد تلاميذ المرحلة الإبتدائية يرتفع إلى حدود 136 ألف تلميذ، وهو ما جعل أيضا عدد تلاميذ الحجرة الواحدة يرتفع فوق مستوى 40 تلميذا لكل قسم. أما في ولاية المسيلة فإن عدد المتمدرسين داخل القسم الواحد وصل إلى أكثر من 50 تلميذا في القسم على مستوى المتوسطات، وهو الأمر الذي يرى فيه المربون عائقا في وجه تحسين النتائج لا سيما أن عدد المتمدرسين في الطور المتوسط وصل إلى أكثر من 20 ألف تلميذ جديد وهو ما يعني أن إجمالي تلاميذ المتوسط يقدر ب 83 ألف تلميذ. وتلاميذ يبحثون عن منحة الرئيس موسم 2007 كان أيضا مناسبة للحديث عن منح التمدرس سواء كانت عينية أو نقدية، وارتفعت بدورها تكاليفها في ولايات الوسط، حيث من المنتظر أن يستفيد تلاميذ العاصمة من مجموع 119.177 حقيبة مدرسية كما خصصت ميزانية بقيمة إجمالية تقدر ب60 مليون دج من أجل اقتناء 114.977 حقيبة مدرسية التي سيتم توزيعها على المؤسسات التربوية وفقا للاحتياجات المعبر عنها و عدد المستفيدين الذي حددته المديريات التربوية الثلاث لولاية الجزائر العاصمة، وإذا كان هذا هو حال تلاميذ العاصمة فإن تلاميذ ولاية غرداية يعيشون أوضاع مزرية حيث تم تسجيل مؤشرات رهيبة عن التسرب الإداري من المدارس بسبب غلاء فاتورة التمدرس، حيث صرح بعض رؤساء جمعيات أولياء التلاميذ ''للشروق اليومي'' على أن حوالي 20 بالمائة من مجموع الأطفال كما تؤكد الأرقام التي قدمها رؤساء جمعيات أولياء التلاميذ، أما في ولاية بومرداس فمن المنتظر أن يستفيد 39100 تلميذ من محافظ مدرسية موزعين على 450 مؤسسة تربوية، أما عن منحة التمدرس المقدرة ب 2000 دج ينتظر أن يستفيد منها 60 ألف معوز من بينهم 53 ألف و 770 تلميذا متمدرسا في التعليم الابتدائي، أما في ولاية غرداية سجلت بها نسبة 59.81 بالمائة كتلاميذ معوزين في الطور الابتدائي حسب الأرقام التي قدمها رؤساء جمعيات أولياء التلاميذ للشروق اليومي، بالإضافة إلى نسبة 28.55 بالمائة للطور الإكمالي، و 11.64 بالمائة للطور الثانوي ومن جهة أخرى يشتكي مدارس مغلقة بسبب أشغال الترميم تفاجأ أولياء و تلاميذ مدرسة الإخوة قايد ببلدية ''بوعينان'' ولاية البليدة بالحالة المزرية التي تتواجد بها المدرسة في أول يوم للدخول المدرسي،فبعد أن توجه نهار أمس التلاميذ رفقة أوليائهم للالتحاق بمقاعد الدراسة وجدوا أغلب الأقسام مغلقة وقد بررت الإدارة هذا بغياب حارس المؤسسة،لكن الحقيقة كانت عكس ذلك – حسب أولياء التلاميذ - لأن مفاتيح الأقسام كانت بحوزة المقاول الذي أوكلت له مهمة تهيئة و ترميم الأقسام،و بعد أن حضر وفتحها تفاجأ الجميع بوجود أدوات البناء بدل المقاعد و الكراسي،مما جعل التلاميذ الذين كانوا فرحين بالدخول المدرسي خاصة الذين التحقوا بالمدرسة لأول مرة.ينتظرون في الساحة إلى غاية إيجاد حل لهذه الوضعية،و على صعيد موازي تعاني المدرسة وضعية مزرية في ظل غياب زجاج النوافذ والطاولات المكسرة حسب ما أكده الأولياء. أعباء الإشهار تلغي مسابقة الأساتذة المجازين احتج بعض أساتذة عين الدفلى على قرار تأجيل مسابقة الأساتذة المجازين التي كانت مقررة الأحد الماضي لكنها أجلت لأسباب غير واضحة ، قبل أن تتأكد الشروق اليومي أن سبب التأجيل يعود حسب السيد '' عبد القادر زارب '' مدير التربية بولاية عين الدفلى أن السبب يعود إلى إجراءات إدارية تتمثل في رفض المديرية العامة للوظيف العمومي اعتمادها، نظرا لإشهار تفاصيلها على صفحات الجرائد اليومية، هذا وينتظر أكثر من 1200 مترشح إجراء الإمتحانات للتنافس على 41 منصب عمل. وبالموازاة مع ذلك تسجل ولاية عين الدفلى عجزا في التأطير يصل إلى أكثر من 300 منصب . الفقراء لن يدخلوا المدرسة... فئة أخرى لن يكون بمقدورها الدخول إلى المدرسة، ففي ولاية غرداية 20 بالمائة حرمهم أوليائهم من الإلتحاق بالمدرسة، بسبب ارتفاع تكاليف أعباء التمدرس، ومن المنتظر أن تشهد بعض ولايات الوسط تحسينا في مستوى الخدمات المدرسية لا سيما منها الوجبات الغذائية التي تقدم عبر المدارس، حيث من المتوقع أن يوزع 2400 وجبة على 12 مطعم مدرسي بولاية المسيلة، في حين تبقى مدارس أخرى يشتكي تلاميذها الجوع، مشكل آخر تعانيه مناطق الوسط يتمثل بوجه الخصوص في بعد المدرسة على أماكن إقامة التلاميذ بأكثر من10 كيلومترات في كل من ولاية المسيلة دائما، وهناك فئة من المتمدرسين سينتقلون من الشارع إلى المدرسة وهم أبناء المناطق التي تم تهديم منازلها في مناطق عدة من العاصمة بعد أن كانت تقطن في بيوت قصديرية. فضيلة م/ س ح/ ن ب /المراسلون