أظهر استطلاع للرأي أن الفساد ازداد سوءا في معظم الدول العربية منذ ما يعرف ب "الربيع العربي"، رغم أن الغضب على فساد المسؤولين كان سببا رئيسيا في تفجير الثورات. وكشف المسح الذي أجراه مركز الشفافية الدولية، وهو مركز عالمي غير حكومي يرصد مشكلة الرشوة في شتى أنحاء العالم، أن معظم الذين شاركوا بمصر وتونس واليمن في الاستطلاع، شعروا أن "مستوى الفساد زاد خلال العامين الماضيين". وفي تونس قال 80 في المائة إن الفساد ازداد سوءا، وبلغت النسبة في مصر 64 في المائة، بينما كان الاستثناء الوحيد في ليبيا حيث قال 46 في المائة فقط إن البلاد أصبحت أكثر فسادا. وصنّف 78 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي بمصر، الشرطة على أنها فاسدة أو فاسدة جدا، بينما بلغت هذه النسبة 65 في المائة بالنسبة للقضاء و45 في المائة بالنسبة للجيش المصري. وأظهر المسح أيضا استياء متناميا في عدد كبير من الدول العربية التي لم تشهد احتجاجات لكن "الربيع العربي" صعد التوترات السياسية فيها. وفي لبنان قال 84 في المائة إن الفساد زاد خلال العامين الماضيين، وبلغت النسبة في المغرب 56 في المائة وفي العراق 60 في المائة. كما وصلت النسبة في الأردن 39 في المائة، لكن قال 44 في المائة إن مستوى الرشوة ظل على حاله. وقال مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز الشفافية، كريستوف ويلك إن الشرطة والقضاء والأحزاب السياسية في الدول العربية بحاجة إلى إصلاح لتكسب ثقة المواطنين. لكن في إطار الاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية التي حدثت بعد الاحتجاجات لم يكن لدى الحكومات الوقت أو الطاقة لتبني مثل هذه الإصلاحات.