احتلت الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء أعلى نسبة للرشوة على مستوى العالم يليها بعض دول الشرق الأوسط، وفقا لتقرير "بارومتر الفساد العالمي" لعام 2010 والذي تعده منظمة الشفافية العالمية سنويا. كما كشف التقرير عن أن ربع سكان العالم مرتشون، وأن الأحزاب السياسية وأجهزة الشرطة أكثر المؤسسات ارتشاء. وأصدر "بارومتر الفساد العالمي" تقريره بعد إجراء استطلاع للرأي حول الفساد ودفع الرشاوى في المصالح الحكومية على أكثر من 91 ألف شخص في 86 بلدا وإقليما حول العالم، في الفترة بين جوان وسبتمبر2010. وأظهر التقرير أن العالم بات يقترب أكثر من الفساد عما كان عليه في العام الماضي، وقال 56% ممن شملهم الاستطلاع بأن بلادهم أصبحت أكثر فسادا. وسجلت الدول الإفريقية جنوب الصحراء أعلى نسبة للرشوة، وهي أوغندا ونيجيريا والسنغال والكاميرون وكينيا وزامبيا وغانا وليبريا وسيراليون، وقال أكثر من 50% ممن ينحدرون من هذه المنطقة وشملهم الاستطلاع إنهم قدموا رشوة لمسؤولين. فيما احتلت عدة دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المرتبة الثانية بنسبة 36%، حيث سجلت زيادة نسبة الفساد وتلقي الرشاوى على النحو التالي: العراق (77%) ولبنان (82%) والأراضي الفلسطينية المحتلة (22%) والمغرب (13%) وإسرائيل (78%). ولم يتطرق التقرير السنوي لمنظمة الشفافية الدولية إلى دول كبرى في الشرق الأوسط مثل مصر والسعودية والأردن. وتأتي في المرتبة الثالثة للدول الأكثر ارتشاء جمهوريات الاتحاد السوفيتي ب32%، ودول أمريكا الجنوبية ب23%، ودول البلقان ب19%، ومنطقة آسيا والمحيط الهادي ب11%، والاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية ب5%. وأفاد أكثر من 20 بلدا ممن شملهم الاستطلاع بوجود زيادة كبيرة في "الرشاوى الصغيرة" منذ عام 2006، وسجلت الشيلي وكولومبيا وكينيا وجمهورية مقدونيا اليوغسلافية، ونيجيريا وبولندا وروسيا والسنغال وتايلاند أعلى المعدلات في "الرشوة الصغيرة". ربع سكان العالم راشون وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 1 من كل 4 أشخاص (ربع سكان العالم) خلال العام الماضي دفعوا رشوة في نحو 11% من المؤسسات الحكومية (واحدة من كل تسع مؤسسات) مثل مؤسسات الصحة والتعليم والسلطات الضريبية. كما أفاد ثلث المستطلع آراؤهم أن الأشخاص دون سن الثلاثين دفعوا رشوة خلال العام الماضي بمعدل أكبر من الذين تصل أعمارهم 51 عاما فما فوقها. ووجدت الدراسة التي تعد السابعة لمنظمة الشفافية الدولية منذ عام 2003 أن الأشخاص الأقل دخلا وأكثر فقرا يدفعون الرشوة أكثر من ذوي الدخل المرتفع بمعدل مرتين، لينتفعوا بالخدمات الأساسية مثل التعليم. واختلفت الأسباب التي قدمها المستطلع آراؤهم حول تقديمهم للرشاوى؛ حيث قال نصفُ من شملهم الاستطلاع إنهم دفعوا رشوة لتفادي المشاكل، في حين قال الربع إنهم دفعوا الرشاوى من أجل تسريع الإجراءات في المصالح الحكومية. وجاءت الأحزاب السياسية وأجهزة الشرطة على رأس المؤسسات التي تنتشر فيها الرشوة، حيث قال 29% ممن تعاملوا مع دوائر الشرطة وشملهم الاستطلاع إنهم دفعوا رشوة. واعتبر 8 من كل 10 أشخاص أن الأحزاب السياسية من أكثر المؤسسات فسادا، فيما يعتقد 50% أن حكوماتهم غير فعالة في معالجة المشكلة. وأشار التقرير إلى أن هناك فسادا كبيرا في مؤسسات القضاء في دول مثل أفغانستان وبوليفيا وبلغاريا وكمبوديا وكرواتيا ومقدونيا وبيرو وأوكرانيا، أما في قطاع البرلمان فسجلت دول مثل البرازيل وكولومبيا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية ورومانيا ارتفاعا كبيرا في تقديم الرشاوى، وفي التعليم أرمينيا وتركيا، وفي مجال الإعلام سنغافورة، وفي المؤسسات الدينية النرويج. أحزاب إسرائيل الأكثر فسادا وأشارت نتائج "بارومتر الفساد العالمي" إلى أن 88% من الإسرائيليين يعتقدون أن الأحزاب السياسية الإسرائيلية فاسدة، بحسب ما نقله موقع "عرب 48". وطلب من المستطلعين الإسرائيليين تدريج "مستوى فساد المؤسسات" من 1 إلى 5 فحصلت الأحزاب السياسية الإسرائيلية على التدريج الأسوأ، بمعدل 4.5 درجة في سلم الفساد، يليها الكنيست والمؤسسات الدينية الإسرائيلية بمعدل 4، ثم الجيش بمعدل 2.6 درجة. وقال 76% من المشاركين إنه حصل ارتفاع في مستوى الفساد في إسرائيل في السنوات الثلاث الأخيرة، كما اعترف 4% من المشاركين أن لهم دورا في الفساد الذي حدث في العام الأخير. أما في لبنان فقد اعتقد المستطلعون أن الفساد أكثر انتشاراً بين الأحزاب السياسية والتي حصلت على نتيجة 4.1، في مقابل المؤسسة العسكرية التي يعتبرونها الأقل فسادا بين كل المؤسسات التي حصلت على 2.4، وحصل القضاء على 3.5. "مقلق" وتعليقا على نتائج التقرير السنوي قال هوجيت لابيل رئيس منظمة الشفافية الدولية: "الأزمات المالية العالمية لا زالت تؤثر في آراء الناس حول الفساد، ولاسيما في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية.. وعلى المؤسسات في كل مكان أن تكون حازمة في جهودها الرامية لاستعادة الحكم الرشيد والثقة". وأضاف لابيل: "الرسالة التي توصلنا إليها من بارومتر 2010 هو أن الفساد موجود ويتدرج بشكل مرتفع وهو ما جعل الناس يفقدون إيمانهم وثقتهم، لكن الخبر السار هو أن الناس مستعدون للتحرك". وبدوره أعرب روبت هودس مدير الأبحاث في منظمة الشفافية الدولية عن قلقه الخاص بالأرقام التي أظهرها التقرير السنوي. وأضاف هودس: "لسوء الحظ أن يقدم الأفراد رشوة للشرطة.. هذا يبعث على القلق حقا.. الأرقام ارتفعت خلال السنوات القليلة الماضية.. تضاعفت تقريبا.. في عام 2006 واحد من كل ثلاثة أشخاص قدموا رشوة للشرطة". * احتلت عدة دول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المرتبة الثانية بنسبة 36%، حيث سجلت زيادة نسبة الفساد وتلقي الرشاوى على النحو التالي: العراق (77%) ولبنان (82%) والأراضي الفلسطينية المحتلة (22%) والمغرب (13%) وإسرائيل (78%).