تعرف محلات بيع اللحوم المجمدة هذه الأيام إقبالا متزايدا مقارنة بالأيام العادية، نظرا إلى التهاب أسعار اللحوم الطازجة التي فاقت كل التوقعات في أول أيام شهر رمضان المعظم. ورغم تطمينات وزارة التجارة بعدم الزيادة في الأسعار، إلا أن هذه التعليمات بقيت مجرد حبر على ورق، فحطمت أسعار اللحوم أرقاما قياسية، إذ بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من "لحم الخروف" 1500 دج، و"لحم العجل" في حدود 1100 دج، بينما تجاوز سعر الدجاج 390 دج للكيلوغرام الواحد. وهو ما لمسناه في أغلب أسواق العاصمة، إذ مست حمى ارتفاع الأسعار مختلف المواد الغذائية وفي مقدمتها اللحوم بمختلف أنواعها، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد للحم الغنم 1500 دج، بعد أن كان سعرُه يتراوح بين 900 دج و1000 دج، في الأيام العادية، أما سعر لحم البقر ففي حدود 1100 دج بعد أن كان لا يتعدى سعره 800 دج في باقي الأيام. وفيما يخص أسعار الدجاج فقد قفزت قفزة كبيرة بعد أن انخفضت أسعاره في الأيام الفارطة إلى حدود 180 دينار لتصل هذه الأيام 390 دج للكلغ وهو ما جعل المواطن البسيط يقصد محلات بيع اللحوم المجمدة لعله يجد ضالته في هذه الأخيرة، بما أن أسعارها منخفضة مقارنة بنظيرتها الطازجة. وعلى الرغم من أن محلات بيع اللحوم المجمدة لم تكن تلقى رواجا عند بعض المستهلكين في الأيام العادية، فقد أصبحت مع حلول شهر الصيام وجهتهم المفضلة ومتنفسهم الوحيد في ظل الغلاء الفاحش الذي ضرب بقوة "اللحوم الطازجة" بنوعيها الحمراء والبيضاء. وخلال جولتنا في سوق "بن عمر" بالقبة لاحظنا توافدا كبيرا للزبائن أمام محل لبيع اللحوم المجمدة. اقتربنا من إحدى السيدات فأجابت أنها وغيرها من العائلات ذات الدخل الضعيف يضطرونء إلى شراء اللحوم المجمدة رغم ما يشاع عنها أنها تتسبب في تسممات وأمراض، لأن "اللحوم الطازجة" ومع أسعارها الخيالية ليست في متناولهم. أما عن أسعارها فأجابنا صاحب المحل أنها هي الأخرى عرفت ارتفاعا، فبعد أن كان سعرها لا يتعدى 500 دينار في الأيام العادية بلغت 800 دينار أياما قبل حلول الشهر الكريم. "بلقاسم. س" صاحب محل بيع اللحوم المجمدة في السوق البلدي للرغاية، قال إن محله كان يستقبل زبائن المحل الذين اعتادوا الشراء من عنده وفقط إلا أنه وخلال هذين اليومين الأخيرين قبل حلول شهر الصيام صار يقصده زبائن جدد، خاصة وأن اللحوم المجمدة التي يبيعها من أجود اللحوم حسبه، فبعد أن كان هؤلاء يفضلون اللحوم الطازجة أجبروا على تغيير رأيهم بعد أن اشتعلت أسعار اللحوم الطازجة أياما قبل حلول شهر الرحمة. وفي هذا السياق، صرح رئيس الاتحاد العام للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، أن ارتفاع أسعار اللحوم الطازجة يرجع إلى قلة الإنتاج الوطني، في حدود 600 ألف طن وهو ما لا يكفي لتغطية استهلاك المواطنين الذي يبلغ 1 مليون طن، بالإضافة إلى عدم توفر مذابح ومسالخ وطنية محترفة، ناهيك عن الاستهلاك غير العقلاني للفرد الجزائري، ما يستدعي استيراد كمية من اللحوم المجمدة تصل إلى حوالي 70 ألف طن سنويا، حيث يبلغ استهلاك المواطنين خلال شهر رمضان 10 آلاف طن من اللحوم المجمدة.