أجمع ضيوف منتدى "الشروق" الذي انتظم تحت عنوان: هل سيتكرر سيناريو الجزائر في مصر؟ أن الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، كانت "انقلابا عسكريا مكتمل الأركان"، وأكدوا أن الجديد في "الحالة المصرية" كان تجنيد الإعلام بشقيه العمومي والخاص لإيهام الرأي العام في الداخل والخارج، بأن الرئيس المنتخب فشل في مهامه. وسجل المنتدى تحذيرا من انزلاق الأحداث في مصر إلى ما عاشته الجزائر في بداية التسعينيات، إثر توقيف المسار الانتخابي من طرف المؤسسة العسكرية. أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، سليم قلالة الأركان الخمسة للانقلاب العسكري متوفرة في الإطاحة بمرسي أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، سليم قلالة، أن إزاحة الرئيس المصري المنتخب، محمد مرسي، تم بانقلاب عسكري مكتمل الأركان، وأرجع ذلك ل"خط الإخوان المسلمين وليس لأخطائهم وقال سليم قلالة: "لا يمكن أن نسمي الانقلاب انقلابا إلا إذا توفرت خمسة شروط رئيسية، وهي أن تقوم به المؤسسة العسكرية، وأن يتم باسم الشعب، وأن يوقف العمل بالدستور والقانون، وأن يوقف الإعلام المعارض للانقلاب، وأن تتم ملاحقات واعتقالات ضد قيادات وشخصيات الطرف الذي وقع عليه الانقلاب". وقدر المتحدث بأن كل هذه الشروط متوفرة بالكامل، ما يجعل توصيف الانقلاب العسكري صحيحا ولا نقاش فيه. وأوضح أستاذ العلوم السياسية في المنتدى الذي نظمته "الشروق" تحت عنوان: هل سيتكرر سيناريو الجزائر في مصر؟ إن الحالة المصرية اعتمدت أسلوبا جديدا، وظفت فيه الإعلام بشقيه العمومي والخاص، من أجل تمهيد الطريق للعملية الانقلابية، وذلك من خلال إعطاء معلومات غير صحيحة، وإيهام الرأي العام في مصر وخارجها بأن تظاهرات 30 جوان، لم تكن أبدا بالعدد الذي تم الترويج له، والذي وصل حسب روايات الإعلام الداعم للانقلاب إلى ما يفوق الثلاثين مليون متظاهر، لكنه تأثير "سحر الاعلام"، كما يقول ضيف المنتدى . الإخوان عوقبوا لخطهم وليس لأخطائهم ورفض سليم قلالة التبريرات التي قدمت من طرف "الانقلابيين" لتمرير عمليتهم الانقلابية، وقال: "لا يمكن أن نطلب من فصيل سياسي لم يمارس السلطة من قبل أن يتصرف بمثالية وأن يحقق إنجازات غير مسبوقة في ظرف وجيز"، كما حصل مع حالة الرئيس محمد مرسي، الذي "لو كان يسير في الطريق الخطأ لما وقع عليه الانقلاب"، يضيف قلالة. وتفهّم ضيف "الشروق" عدم إقدام الرئيس المطاح به على قرارات حاسمة، ومن بينها إلغاء اتفاقية "كامب دايفد" مع دولة الكيان الصهيوني، وأوضح: "لا يمكن لسياسي يصل السلطة عبر صندوق الانتخابات، أن يعمل في اليوم الموالي لفوزه على إلغاء أي اتفاقية دولية ولو كانت كامب ديفد، وخاصة في حالة الرئيس محمد مرسي، الذي لم يفز على منافسه أحمد شفيق، سوى بأقل من 02 بالمائة من عدد الأصوات".
قال إن معارضي مرسي لم يجمعوا أكثر من 300 ألف يستحيل فيزيائيا اتساع ميدان التحرير ل 3 ملايين متظاهر شكّك أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، سليم قلالة، في الأرقام التي قدمها الإعلام والمعارضة المصريين عن عدد المتظاهرين الذين خرجوا في 30 جوان لمطالبة الرئيس محمد مرسي، بالاستقالة، وأكد بأن عدد المتظاهرين الذين خرجوا إلى ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، لم يتعدوا في أحسن الأحوال 300 ألف متظاهر. وأوضح ضيف المنتدى أنه قام بعملية حسابية بسيطة بواسطة محرك البحث "غوغل مايبس" لقياس مساحة ميدان التحرير والشوارع المحيطة به، ووجد أنها تمتد على طول ب 2.5 كيلو متر، وتتربع على مساحة 76953.25 متر مربع. وانطلاقا من هذه الأرقام يقول المتحدث "يستحيل فيزيائيا أن يصل العدد إلى ثلاثة ملايين متظاهر، غير أن التصوير بطائرة الهيليكوبتر، أظهر المتظاهرين في صورة حشود كبيرة، في حين أنها عكس ذلك تماما. وخلص سليم قلالة: "إذا احتسبنا أن كل متر يتسع لشخصين في حالة حركة، يستحيل فيزيائيا تجميع ثلاثة ملايين متظاهر في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به".
الزبير عروس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر مرسي أخطأ بحديثه عن مراجعة "كامب دايفد" وليس إلغائها قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الزبير عروس، أن ما تعيشه مصر هذه الأيام بعد الانقلاب على الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، يتقاطع مع التجربة الجزائرية في بداية التسعينيات في بعض الجوانب ويختلف في بعضها الآخر وذكر عروس: "هناك تطابق في بعض الجوانب واختلاف في بعضها الأخر، النقاش حاليا يتمحور حول ما إذا كان ما حدث للرئيس محمد مرسي كان انقلابا أو تصحيحا ثوريا، لكن في كل الحالات يبقى الخاسر الأكبر هو الشعب المصري". وأضاف: "من الناحية القانونية والدستورية، هناك رئيس منتخب بصفة ديمقراطية، نزعت شرعيته من طرف هيئة غير شرعية، لذلك أقول إن ما حدث كان انقلابا واضحا قاده العسكر، وهذا وجه الشبه مع الحالة الجزائرية". وحمّل أستاذ علم الاجتماع "الإخوان المسلمون" جزءا من مسؤولية ما حصل للرئيس محمد مرسي، مشيرا إلى أن من بين الأخطاء التي كلفت الرئيس المطاح به كثيرا، حديثه عن مراجعة اتفاقية "كامب ديفيد" وليس إلغائها. وقدّر المتحدث بأن "الإخوان المسلمون" لم يستطيعوا الخروج من مرحلة الدعوة السرية إلى مرحلة قيادة الدولة، كما أنهم بحسب، ضيف المنتدى، تحوّلوا إلى "قوة إحلال مالي وسياسي لرجالات نظام مبارك، بدل أن يعملوا من أجل التغيير، الأمر الذي قادهم إلى صدام حقيقي مع بعض مكونات الشعب المصري". واستبعد عروس أن يكون ما حدث لمرسي استقطابا إيديولوجيا، وقال: "نحن بصدد فهم ما جرى في مصر. أعتقد أنه لم يكن اصطفافا علمانيا إسلاميا. فحزب النور السلفي والأزهر باركا العملية الانقلابية، وحتى السعودية التي توصف بأنها دولة دينية لم تتأخر هي أيضا في دعم الانقلاب معنويا وماليا". وعبّر المتحدث عن مخاوفه من أن تستنسخ التجربة الجزائرية في مصر بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وقال: "قد يختلف الطابع الجغرافي للجزائر عن نظيره في مصر، غير أن الأحداث التي طبعت المشهد في الأيام السابقة، والتي ميزها سقوط ضحايا، تؤشر على أن المستقبل يلفّه الكثير من المخاوف من تكرار سيناريو الجزائر في مصر".
سعيدي يدافع عن أداء الإخوان ويعلن: "السيناريو الجزائري لن يتكرر في مصر" يستبعد الرئيس السابق لمجلس شورى حمس، عبد الرحمان سعيدي، تكرار ما حدث في الجزائر بداية التسعينيات مع وقف المسار الانتخابي، في مصر بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي من قبل الجيش. يبني محمد سعيدي موقفه من عدم لجوء تنظيم الإخوان إلى العمل المسلح بعد الانقلاب العسكري الأبيض الذي قاده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، إلى مسارعة السلطة العسكرية تغييب القيادات الإخوانية المؤثرة عن الساحة والإبقاء على حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان، وزيادة على ذلك، -يتابع سعيدي- أن التيار الجهادي في مصري قد دخل في مراجعات فكرية، ويبقي المتحدث على احتمال أن تشهد مصر بعض الانزلاقات الطائفية، يصنفها في خانة الأفعال الفردية. ويفضل عبد الرحمان سعيدي توصيف ما حدث في مصر بالخروج عن الشرعية ولبس الانقلاب العسكري، ويقول في منتدى الشروق، أن ما حصل للرئيس المصري من قبل قيادة الجيش هو خروج عن الشرعية، رغم أن ضيوف المنتدى قد اتفقوا على تسمية ما حدث بالانقلاب ظاهر المعالم. ويقدم سعيدي بض العلامات للتأكيد على أن عزل مرسي هو خروج عن الشرعية، كرد على المعارضة المصرية والمؤسسة العسكرية التي تؤكد أن ما حدث انحياز للإرادة الشعبية، ويذكر ضيف الشروق "الهيئة العازلة -يقصد قائد الجيش- سلطة أدنى من رئاسة الجمهورية، ولأنها متيقنة أن منطق الانقلابات مرفوض في العالم، كما هو في لوائح الاتحاد الإفريقي، ولهذا تم صباغة الانقلاب بمصوغ شعبي وسياسي وإعلامي". ويدافع البرلماني السياق، عن أداء الإخوان بعد وصولهم إلى سدة الحكم، ويقول في شأنهم "الثورات هي من أهلتهم للوصول إلى الحكم، فهم لم يكونوا ليترشحوا أصلا، لكنهم عانوا من العراقيل التي كانت من المعارضة العلمانية". وعن قراءته للمواقف الدولية مما حدث في مصر، وتباينها من دولة إلى دولة، فيرجعها إلى نفوذ الدول وقوتها.
مراني يجلد الإخوان ومرسي: "أخطاؤكم قاتلة" يحمل الوزير السابق للشؤون الدينية بداية التسعينيات احمد مراني، الرئيس المعزول محمد مرسي المسؤولية في تأزم الوضع في مصر والذي انتهى بإزاحته من سدة الحكم، لكنه يؤكد أن ما وقع لمرسي انقلابا، وينفي وجود تشابه بين ما حصل في مصر وما حصل في الجزائر بداية التسعينات مع بعض العوامل المقربة بين الحدثين، مؤكدا أن أمريكا كانت معارضة للانقلاب. رد مراني على الدفاع الذي أبانه كل من البرلمانيين السابقين عبد الرحمان سعيدي ومحمد حديبي والأكاديمي سليم قلالة، عن أن محمد مرسي والإخوان المسلمين، ورفضوا أن يحمل مرسي الأزمة الاقتصادية والسياسية التي شهدتها مصر طيلة سنة من حكم الإخوان، وقال مراني "يجب علينا ان نرى عيوبنا، من البديهي أن يواجه حزب مؤسس خصوما في العملية السياسية، لكن مرسي وبشهادته شخصيا قال انه اخطأ"، ويشدد مراني على توصيف اخطاء مرسي ب"الفادحة"، واستغرب المتحدث من دفاع الحضور في منتدى الشروق على مرسي، وخاطبهم "هنالك من يخفى على عيوبه حتى تصبح مقدسة". وحسب الوزير السابق في حكومة سيد احمد غزالي، فالشرعية ليست شرعية انتخابات فقط، ولكن تستلزم أن يقدم المسؤول على مواجهة المشاكل التي يعرفها البلد، ويقدم الحلول لها، وإسقاطا على الواقع يقدم مثالا لما حدث لرئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني الذي طلب الاستقالة لفشله في التسيير، وعن محمد مرسي قال "مرسي لم يتجه إلى حل الأزمة التي عرفتها مصر، فرفض الاستفتاء أو الذهاب إلى رئاسيات مسبقة". وعن قدرة مؤيدي مرسي على إحداث الفارق اعتمادا على الاعتصامات، يجزم مراني بعدم إحداث أي تقدم لهم، ونصحهم بعدم الانعزال عن السياسة والتنافر مع المؤسسة العسكرية.
حديبي يستغرب: كيف لدولة دينية كالسعودية أن تدعم العلمانيين والتغريبيين! يؤكد مسؤول الإعلام في حركة النهضة محمد حديبي، أن محمد مرسي تعرض لانقلاب عسكري ظاهر المعالم، ويشدد أن الذي حصل أسقط مقولة أن الإسلاميين عملاء لأمريكا. قال البرلماني السابق عن حركة النهضة محمد حديبي، انه كان من الطبيعي أن يقوم الجيش والمعارضة العلمانية بتدبير الانقلاب على محمد مرسي، وما تبعه من سجن لقيادات الإخوان وغلق منابرهم الإعلامية، ويشدد "الطبيعي والبديهي أن ينقلب على تيار إسلامي، أما غير الطبيعي أن لا يحصل الانقلاب". وفي تقييمه لمواقف الدول من الانقلاب العسكري، اتهم أمريكا وقوى أخرى كإسرائيل بالوقوف وراء الانقلاب، لكنه توقف عند الدور السعودي، ويقول "ما يحز في نفسي الموقف السعودي، فهذه الدولة التي تطبق الإسلام في بلدها تدافع عن العلمانية وعن التيار التغريبي". ويحذر ضيف الشروق، من جرجرة الجيش المصري إلى العنف، وعند انتهاء مرحلة الدمن يجبر الإخوان على القبول بالديموقراطية التزويرية للعودة إلى الحياة السياسية، ويتوقع أن يرفض الإخوان هذه الصفقة.
النائب لخضر بن خلاف ينتقد مبررات الانقلاب الحشود التي خرجت لتأييد مرسي أكثر بكثير من معارضيه اعتبر النائب لخضر بن خلاف التحجج بالأخطاء التي يكون قد ارتكبها الرئيس المصري محمد مرسي، للإطاحة مجرد تبريرات واهية للانقلاب، وقال: "نعم وقعت هناك أخطاء، وقد اعترف بها محمد مرسي نفسه، ولكن هل يبرر القيام بانقلاب على رئيس شرعي تجسدت فيه الإرادة الشعبية؟" وأضاف القيادي في حزب جبهة العدالة والتنمية: "هناك الكثير من الرؤساء والزعامات نزلت شعبيتهم إلى مستويات دنيا، مثل الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، غير أن الجيش لم يتدخل لعزلهم كما حدث لمرسي". وأكد ضيف المنتدى أن النية كانت مبيتة للإطاحة بالرئيس المنتخب منذ أن وصل سدة الرئاسة، مشيرا إلى أن الجيش المصري والقيادات العلمانية المعارضة كانت تتحين الفرصة المناسبة كي تنقض على الشرعية، متسائلا: "هل يمكن الحكم على رئيس في مدة سنة واحدة؟" وانتقد بن خلاف محاولات تسويق مظاهرات 30 جوان على أنها غير مسبوقة في تاريخ مصر وقال إن العدد لا يتعدى بضعة مئات الآلاف فقط، عكس ما روج له "الانقلابيون". وهاجم المتحدث القيادات العلمانية والجيش المصري قائلا: "الحشود التي خرجت لتطالب بإعادة مرسي للرئاسة أكثر بكثير من أولئك الذين طالبوا بتنحيته، لكن هؤلاء (المعارضة العلمانية) لا يعترفون بالعدد ولا بالديمقراطية ولا بصناديق الانتخاب، همهم الوحيد هو كيف يبقون أوصياء على الشعب المصري". وذكر النائب: "الإخوان المسلمون فازوا في خمس استحقاقات منذ سقوط نظام المخلوع حسني مبارك، ثم يأتي من خسر كل هذه الانتخابات ويتقلد مسؤوليات في الحكومة الجديدة بعيدا عن إرادة الشعب"، مستغربا موقف الولاياتالمتحدة من الانقلاب، ووصف المساعدات المالية التي قدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت ب "الرشوة".