إصابات خطيرة ومفقودون ومعاملة لا تصلح إلا للمجرمين تعرّض الأسبوع الماضي، فوج من الحراڤة من مدينة مستغانم على مستوى السواحل الإسبانية إلى مطاردة عنيفة من قبل حراس السواحل الإسبان الذين كانوا على متن طائرة هيليكوبتر، حيث استعملت الذخيرة الحية بهدف حمل 05 حراڤة كانوا يمتطون قارب صيد، على الاستسلام، مما ترتب عن المطاردة إصابة شابين بجروح خطيرة في حين يجهل مصير البقية. كشف أحد الحراڤة الذي تمكن من النجاة بجلده في اتصال هاتفي مع الشروق اليومي، أن الرحلة التي كلفتهم 60 مليون سنتيم كمستحقات تأمين المغامرة باتجاه الضفة الشمالية، إنطلاقا من أحد الشواطئ القريبة من الميناء التجاري بمستغانم، والتي تكفل أحد المحترفين قيادتها، انتهت في حدود الساعة الثانية والنصف صباحا بمطاردة عنيفة شنتها شرطة السواحل الإسبانية، إنطلاقا من طائرة هيليكوبتر على قارب الحراڤة باستعمال الذخيرة الحيّة، حيث أمطرت الشرطة الحراڤة الخمسة بوابل من الرصاص حسب رواية المدعو (ه. الحاج) بغرض دفعهم للإستسلام. وقد استغرقت المطاردة حسب ذات المصدر حوالي ساعتين، تعرّض خلالها اثنان من الحراڤة إلى إصابات خطيرة، فيما اضطر البقية إلى مغادرة القارب على مسافة أمتار قليلة من الشاطئ. ولم يستبعد مصدرنا أن يكون زملاؤه قد تعرضوا لحادثة غرق بفعل الضغط الكبير والخوف الذي انتابهم. وكشف الحراڤ الذي تمكن من النجاة بجلده أنه وصل مدينة ألميريا الإسبانية بعد أكثر من 03 ساعات عند بزوغ فجر اليوم الموالي من الرحلة. تجدر الإشارة أن مجموعة الحراڤة الذين غادروا شاطئ "المطرية" بمستغانم، كان من بينهم شاب ينتمي لعائلة ميسورة، يشاع أنه تكفل بجميع مصاريف الحراڤة، مما يظهر أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية لم تعد تقتصر على الفئات الهشّة من المجتمع، إلى جانب فئة البطالين حاملي الشهادات العليا، بل امتدت لتشمل فئة الأثرياء، على اعتبار أن عائلة الشاب تملك استثمارات هامة في مجال التبريد وكذا تجارة الجملة. وعلى صعيد آخر، تبرز هذه الحادثة مدى الصرامة التي باتت شرطة السواحل الإسبانية تتعاطهاا مع ملف الحرڤة، والتي لا يمكن وصفها إلا في خانة العنصرية. هذا وقد وجد المرشحون إلى الهجرة غير الشرعية بمدينة مستغانم في شهر رمضان فرصة سانحة للتكثيف من عمليات الهجرة السرية، حيث أصبحت تتم الحرڤة أثناء فترات الإفطار، وهي فترة تخلو معظم الشواطئ من الحراسة وكذا الشوارع من الحركة. يحدث هذا في الوقت الذي كثفت فيه مصالح الدرك الوطني بمعية حراس السواحل من تشديد الرقابة، حيث أحبطت ذات المصالح عدّة عمليات في غضون الأسابيع القليلة الماضية، أين تمّ توقيف حوالي 20 حراڤا على مستوى شواطئ متفرقة، غير أن هؤلاء الموقوفين سرعان ما يكتشف أنهم من خارج إقليم الولاية، في حين نقلت مصادر متطابقة عن نجاح أكثر من 200 شاب في بلوغ الضفة الشمالية من أبناء منطقة مستغانم، خاصة على مستوى شواطئ دائرة عشعاشة. العربي. ب