قدّم صناع الدراما العربية أعمالهم في رمضان 2013، تحت عناوين عريضة... أبرزها في مصر، الصراع بين الليبراليين والإخوان، والذي تجسد عبر أكثر من عمل، ظهر جليا أنها استفادت من مناخ الحرية الذي وفره الرئيس المعزول محمد مرسي من أجل تقديمها وكتابتها طيلة السنة الماضية، ناهيك عن زيادة بعض التوابل فيها عقب "ثورة 30 يونيو"، كما يسميها البعض، والانقلاب كما يطلق عليه آخرون.. أما في سوريا، فجاءت مسلسلات الأزمة في مقدمة اهتمام المشاهدين، وتبين أن سوريا لن تغيب عن الشاشة رغم الدمار والقتال.. وهذه نظرة سريعة على أهم دراما رمضان 2013.. تشير النتائج الأولية لاستفتاءات الإذاعات والمواقع السورية المهتمة بالدراما، إلى أنّ المشاهد السوري انحاز إلى المسلسلات التي تحاكي وجعه. وقالت جريدة "الأخبار" اللبنانية، في تقرير نشرته أمس، إنه من مجمل الإنتاج الدرامي المحلي هذا الموسم (31 عملاً)، لا حديث يتردد في الشارع، أو مواقع التواصل الاجتماعي إلا عن الأعمال التي تتناول الأزمة ك "منبر الموتى"، و"سنعود بعد قليل"، و"حائرات"، و"وطن حاف". ويخرج عن هذا التصنيف "سكر وسط" و"يا مال الشام". . "منبر الموتى".. اعتقالات خارج النص! يبدو "منبر الموتى" (الولادة من الخاصرة 3) بحسب جريدة "الأخبار" اللبنانية دوما، صاحب الحظوة الأكبر في الشارع السوري (بغض النظر عن مستواه الفني، حيث النص أقوى بكثير من الصورة). يكفي أن يحين موعد عرضه الأول على إحدى المحطات العربية، حتى يبدأ صوته بالتسرّب من المحال التجارية، وجدران البيوت، ثم يصل صداه إلى الفايسبوك. معارك حقيقية تنتقل من مشاهد المسلسل إلى الجدار الأزرق بين عشّاق الكاتب سامر رضوان، وكارهي مسلسل الولادة من الخاصرة 3. معظم المشاهدين يتابعون العمل كما لو أنهم يشاهدون نشرة أخبار يعجز الإعلام الرسمي السوري عن تقديمها، أو برنامجا وثائقيا يبحثون فيه عن ذواتهم، أو يقيسون مدى شفافية طرحه، مقارنةً بقناعاتهم. اللافت في "منبر الموتى" (نشدّد هنا على المستوى الجماهيري لا النقدي) أنّ أصحاب الاتجاهات السياسية المختلفة لم يتفقوا على حلقة واحدة من حلقاته، إلا أنهم يتابعونه بالمرصاد رغم حملات التخوين والهجوم التي استهدفت فنّانين مشاركين فيه. . سنعود بعد قليل... وعاد دريد لحام! أما "سنعود بعد قليل"، فكان مفاجأة الموسم، ليس من حيث جرأة الطرح فقط، بل في سلاسته أيضاً. رغم الإيقاع البطيء والتطويل، والحوارات التي لا تخلو من التنظير الأجوف، إلا أنّ العديد من المشاهدين السوريين وجدوا شبهاً بين شخصياتهم، وبين أربعٍ من شخصيات العمل على الأقل، هي راجي "رافي وهبي"، ومريم (دانا مارديني)، كريم (باسل خياط)، فؤاد (قصي خولي). بالتأكيد هناك من يشبه نجيب (دريد لحام)، بهذا الحجم من الفقد، والعاطفة، والحنين. وثمّة همس يقول إنّ الفنّان الكبير دريد لحّام بدا في المسلسل أحبّ إلى الناس، مما هو عليه في الواقع، بسبب الحملات الكثيرة التي استهدفته منذ اندلاع الأحداث في سوريا. كأنّ المسلسل كان عربون العودة الجماهيرية للحّام، ليجد فيه المشاهدون على اختلاف توجهاتهم (باستثناء المتطرفين في مواقفهم)؛ صورة الأب السوري الباحث (وسط كل ما يجري) عن ملاذ آمن يصرّ على أن يكون المكان الذي ولد وعاش فيه. . "يا مال الشام- حدث في دمشق"... سلاف "اليهودية"! هذا العمل المقتبس عن رواية قحطان مهنا (وداد من حلب)، الذي يعدّه كاتب السيناريو عدنان العودة رسالةً إلى كل السوريين بشأن ضرورة المحافظة على نسيجهم الاجتماعي عبر شخصية "وداد" (سلاف فواخرجي) اليهودية الدمشقية التي تمسّكت بانتمائها إلى وطنها رغم الظروف والسنوات التي أبعدتها عنه. . مسلسلات رمضان في مصر هذه السنة... أداة انتقام ضد "السلفيين والإخوان"! تقول مختلف التقارير الإعلامية المنشورة في مصر إن دراما رمضان هذا العام شهدت صراعا خاصا بين ما يمكن أن نطلق عليه العلمانيين ومن ينتمون إلى التيارات الدينية. وهذا ما كشفت عنه على سبيل المثال مسلسلات: الداعية، موجة حارة، بدون ذكر أسماء، اسم مؤقت، وغيرها. . الدراما تعرض حال المجتمع... ليس دوما! وفي هذا السياق، أكد المؤلف وحيد حامد، في تصريح ل"الشروق" المصرية، أن ما تعرضه الدراما هذا العام ما هو إلا رصد لحال المجتمع، وما يجرى من أحداث به. ومن الواضح أن الدراما هذا العام بها اتجاه إلى مناهضة التيار المتشدد، وتقف ضد الاتجار بالدين وضد استغلال الدين فى الأمور السياسية. وألاحظ أن هناك رصدا واضحا لظاهرة المشايخ المدعين، وهو نقل لواقع يعيشه المجتمع المصري الآن. وأضاف حامد أن ما يحدث ما بين القوى الليبرالية والدينية ليس صراعا، لأن الصراع يحتاج إلى قوتين، وطبيعة مصر طوال تاريخها تعتمد على الإسلام الوسطي المعتدل، وهو يشمل غالبية المصريين. أما الفكر المتطرف فلا يمكن أن يكون نصف المجتمع، لذا غالبية المجتمع ترفضه بسبب عدم وجود تجانس فيما بينهما. وأعتقد أن الدراما تصدت لهذه الفكرة بشكل منطقي وحقيقي حتى يصل إلى المشاهد بشكل مباشر. . كاتبة "موجة حارة".. أنا متحيزة لأعداء الإخوان! أما السيناريست مريم نعوم والتي رصدت الأمر من خلال شخصية الشيخ سعد العاجاتي فى مسلسل "موجه حارة" فقالت: بصراحة أنا متحيزة للجانب الليبرالي على حساب الجانب الآخر المتشدد، ولكني فى موجة حارة قمت بنقل الواقع الذي نعيشه في الفترة الحالية، مثلا سعد العجاتي رجل الدين في العمل، لا يمثل كل رجال الدين وإنما فئة معينة ظهرت على السطح فى الفترة الأخيرة، ويعاني منها المجتمع، مشيرة إلى أنها بدأت فى كتابة العمل قبل 30 يونيو، ولم تكن تعرف أن حكم الإخوان سينتهي، ولم تغير شيئا بعد ثورة 30 يونيو. وأكدت ناعوم أنها حاولت من خلال العمل إبراز أهم الصراعات الموجودة على الساحة الآن. وكان هذا الموضوع من أهم تلك الصراعات وهي استغلال الدين لتحقيق رغبة معينة والوصول إلى هدف معين. أما مدحت العدل مؤلف مسلسل الداعية فقال: أرى أنه في دراما هذا العام، كان هناك إصرار من كتاب الدراما على مواجهة هذا التيار المتشدد، دون أي اتفاق فيما بيننا، وذلك لأننا في مرحلة صراع خطير للحفاظ على هوية الدولة، وأرى أن هذا دورنا فى كشف الغطاء عن محاولة بعض المتشددين الزج بالدين عن طريق آرائهم وقنواتهم لتحقيق أغراض ما. . فرح ليلى.. بعيدا عن السياسة! من الأعمال الدرامية هذا العام التى بعدت تماما عن السياسة كان مسلسل "فرح ليلى" من بطولة ليلى علوي، فموضوعه الدرامي كان لا يمت بصلة لأي أحداث سياسية، ودارت قصته حول أختين ومشكلاتهما المتتالية فى حياة كل منهما الخاصة، التى شملت وقوع كل منهما في علاقات عاطفية خلال اهتمامهما بوالدهما العجوز، لكن فى كثير من المشاهد ظهر بعض من الشباب من أصدقاء أخت ليلى وهم يستعدون للخروج إلى ميدان التحرير ومساندة أصدقائهم فى الاعتصامات، بينما ظهرت جماعة الإخوان أيضا فى الجامعة، وكان لهم تأثير كبير على بعض من الفنانين الشباب الذين ضمتهم أحداث وقصة المسلسل وجعلوه يبتعد عن زملائه وغيروا تدريجيا من طريقة تفكيره. . إلهام شاهين.. تنتقم من الشيوخ! لم يتناول المسلسل الكوميدي "نظرية الجوافة" السياسة بشكل مباشر، لكنه أيضا تأثر بها بدرجة ملحوظة، وكانت معظم الإفيهات الشهيرة في المسلسل مقتبسة من خطابات للرئيس المعزول محمد مرسي، ورددها بعض من النجوم الذين ظهروا في حلقاته مثل هاني رمزي، الذي جسد دور مريض نفسي يشعر بأن هناك أصابع خفية تلعب من حوله وتحاول إفساد حياته، أو ظهور هالة صدقي أيضا في دور مريضة نفسية تخشى أن يفضح سرها أمام أهلها وعشيرتها. أما إلهام شاهين، بطلة المسلسل، فأيضا تعرضت لبعض عبارات السياسيين بشكل ساخر، وكانت في مشاحنات مستمرة مع جارها المسلم المتشدد، المنضم إلى الجماعات الإسلامية الذي قدم شخصيته تامر عبد المنعم، وظهر بهيئة شخص لا يفكر في المبادئ والمعتقدات التي تعتنقها الجماعة، واعتبرها أمرا مسلما به وغير قابل للنقاش. أما بالنسبة إلى مسلسل "اسم مؤقت" فهو لم يتناول أحداثا سياسية بشكل مباشر، لكنه تداول تداعيات بعض منها مثل حالة الأمن المتردية فى الشوارع أو الصراعات الجانبية بين المرشحين السياسيين لمنصب رئيس الجمهورية، حيث كان لهذه الأحداث تأثير كبير على شخصية "يوسف" الشخصية الأساسية فى العمل التي قدمها يوسف الشريف، وبالتالى كان لها تأثير كبير على الأحداث، وتدخلت فى دراما العمل. . الداعية.. يسقط حكم المرشد! مسلسل "الداعية" لهاني سلامة وبسمة، وفيه أيضا تم تناول المظاهرات التى قامت ضد التيار الإسلامي السياسي وحملت عبارات "يسقط حكم المرشد"، وكان لهذه الأحداث تأثير على العمل وكانت جزءا منه، لأنها شهدت العواقب التى تعرض لها داعية إسلامي بابتعاده عن الجماعات المتطرفة والمتشددة بعد وقوعه فى الحب. هذه المواقف واللقطات السياسية التي ضمتها الأعمال بعضها لم يكن ضروريا في الدراما وتم الزج به فى الأحداث لمواكبة ما يحدث في الشارع المصري. . منذر رياحنة يسقط في "العقرب" من بين هؤلاء النجوم كان الأردني منذر رياحنة الحصان الرابح لدراما رمضان 2012 لكنه بمسلسله الجديد "العقرب" هذا العام مر مرور الكرام، ولم يحقق شيئا بين المسلسلات المعروضة معه. وكان منذر قد شارك العام الماضي فى بطولة مسلسل "خطوط حمراء" لأحمد السقا وأحمد فهمي وأحمد رزق والذى حقق من خلاله نجاحا باهرا، إلا أن "عقرب" منذر رياحنة هذا العام لم يشعر به المشاهد. "العقرب" يشارك فى بطولته كل من هادي الجيار ومحمد لطفي ولقاء الخميسي ومنة فضالي. وهو قصة وسيناريو وحوار حسام موسى وإخراج نادر جلال. . عادل إمام، نور الشريف ومحمود حميدة.. الأسماء وحدها لا تكفي! أصر نور الشريف هذا العام على تحقيق نفس الفشل الذى بدأ يراوده منذ العام الماضى، حيث كان يعرض له مسلسل "عرفة البحر" خلال رمضان 2012، بينما هذا العام حاول أن ينافس بمسلسله الجديد "خلف الله" إلا أن المشاهد لم ينتبه إليه. وهو عن عالم الصوفية، من خلال شخصية "خلف الله"، الذى يتعرّض لحادث يفقد فيه أسرته بالكامل، وهو ما تسبّب فى زهده في الدنيا، والفشل ذاته سجله عادل إمام في مسلسل "العراف" الذي لم يحقق أي صدى رغم تواجد الزعيم فيه. من جهته، أخفق محمود حميدة في عودته إلى الدراما التليفزيونية عبر بطولة مسلسل "ميراث الريح" مع سمية الخشاب، لكنه فاجأ الجميع أيضا بعدم شعورهم به ولا أحد يعلم هل قصته التقليدية أم محدودية الإنتاج أم الاختيار الخاطئ لباقي فريق العمل وراء هذا التجاهل؟أم أن المسلسلات المنافسة هذا العام أقوى من مسلسل "ميراث الريح" الأمر الذي أسقط العمل؟! . نيران صديقة.. شهادة ميلاد جديدة للدراما العربية كتب الناقد المصري أسامة الشاذلي فقال: هذا العام يشهد مسلسلًا جديدًا يعتبر انقلابًا دراميًّا للدراما ذاتها، وهو مسلسل "نيران صديقة" للكاتب محمد أمين راضي، وللمخرج خالد مرعي، حيث يعيد كاتب السيناريو تغيير المفردات الثابتة لسيناريو المسلسل العربي من خلال إيقاع لاهث وقصة تخلط الواقع بالفانتازيا ومزج مبهر بين الحاضر و"الفلاش باك"، لتخرج كل حلقة وكأنها فيلم سينمائي قائم بذاته. بل ويبدو مؤلف المسلسل حريصًا أيضًا على التوثيق لأحداث مصر الأهم منذ عام 86 وحتى الألفية الجديدة، وهو ما بدا واضحًا فى أحداث الأمن المركزي عام 86، واعتقد أنه سيمر على زلزال 92 وحادثة الأقصر وهكذا، دون أن يربك المشاهد الذي عايش تلك الأحداث من خلال وجودها فى خلفية الحدث الرئيسي. لكن يبقى التمثيل حتى الآن النقطة الأقل في مسلسل "نيران صديقة"، وتلك مسؤولية المخرج الموهوب خالد مرعي، والتى أظن أنه سيتم تلافيها فى الحلقات القادمة، فليس ضروريًّا أن يدرك الممثل دائمًا أنه يقدم مسلسلًا مشوقًا يعتمد على المفاجأة، ولكن هذا لا يعيب هذا المسلسل الذي قرر صانعوه أيضًا أن يحتفوا بالفنان عمرو دياب خلال أغنية في كل حلقة تجعلنا نعيش حالة من النوستالجيا. مسلسل "نيران صديقة" ليس مجرد مسلسل جيد فى الموسم الرمضاني المزدحم، بل شهادة ميلاد جديدة للدراما التليفزيونية التي تترنح تحت مقصلة النجم الواحد والطاقم الذي لا يعمل إلا معه، والشكل المتعارف عليه للدراما. . رامز جلال متهم بالسرقة! أجلت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة المنعقدة بعابدين في مصر، في أولى جلسات دعوى ضد شبكة قنوات "الحياة" والفنان رامز جلال، للمطالبة بوقف بث برنامج "رامز عنخ أمون"، لاكتشافه سرقة فكرة البرنامج الموثقة وإنتاجها حصريا لقناة "الحياة" دون موافقته أو علمه، لجلسة 8 أكتوبر لإعلان المدعى عليه. وذكر الكاتب الصحفي محمد زكي، في صحيفة الدعوى أن فكرة البرنامج الموثقة بتاريخ 8 أكتوبر 2011، بمكتب توثيق الأهرام النموذجي تحت رقم 4741 قد قدمها و(إسكريبت) حلقة تخيلية إلى قناة "الحياة" خلال شهر نوفمبر عام 2011، عن طريق الوكيل الإعلاني الحصري "ميديا لاين"، وذلك قبل إنهاء الشراكة بينهما في يناير 2012، لإنتاجها ضمن خطة برامج القناة في رمضان الماضي 2012، إلا أنه فوجئ منذ أيام بتنفيذ فكرة برنامجه الموثقة تحت اسم "بيت الأشباح" ضمن برامج القناة الرمضانية 2013، دون الحصول على موافقته أو علمه تحت اسم "رامز عنخ أمون"، مما يعد انتهاكا صارخا على حقوق الملكية الفكرية، وإهدارا علنيا لحقوقه الأدبية والمادية.