استفاق سكّان الشريط الحدودي بتلمسان، أمس الخميس، على وقع فاجعة أليمة، عقب اغتيال جماعة إرهابية، ل3 صيّادين، بمنطقة حيداس، القريبة من غابات جبل عصفور، ببلدية بني بوسعيد الحدودية. وأقدمت الجماعة الارهابية على ذبح الصيادين الثلاثة من الوريد إلى الوريد، ليتم العثور على جثثهم، صبيحة أمس، حيث كان بينهم كل من: ابن وأخي السيناتور السابق عن ولاية تلمسان ومحافظ حزب جبهة التحرير الوطني محمد سابق. وكشفت مصادر "الشروق" أنه عُثر على جثتي اثنين من الصيادين مرميتين، وهما أحمد سابق شقيق السيناتور السابق محمد سابق، والثاني يدعى قرقابو لطفي، ويجري البحث عن الضحية الثالث، وهو ابن شقيق السيناتور السابق، الذي لم يظهر له أثر إلى حدّ كتابة هذه الأسطر. كما تم تجريد الضحايا من بنادق الصيد التي كانت بحوزتهم. هذا، واكتشف المجزرة مجموعة من أهالي الضحايا، الذين دخلوا في رحلة بحث منذ يوم الثلاثاء الماضي عن الصيادين، قبل أن يعثروا عليهم فجر أمس جثثاً مرمية في منطقة حيداس الجبلية، مجرّدين من بنادق الصيد والهواتف النقالة. وتجمّع أهالي الضحايا منذ ساعات الصباح الأولى أمام مستشفى مغنية، منتظرين وصول جثامين الضحايا، الذي تأخر إلى ما بعد منتصف النهار، حيث خيّم الحزن والصدمة على الجميع، خاصة وأن هذه العملية، تأتي بعد أزيد من سنة، عن آخر عملية قامت بها الجماعات الإرهابية، والتي استهدفت في رمضان 2012 أربعة من عناصر حرس الحدود واغتالتهم. كما أنها تأتي عقب تصدع الجماعة المنضوية تحت لواء جماعة حماة الدعوة السلفية، بعد أن فقدت في ظرف أسابيع قليلة ثلاثة من عناصرها، سلّموا أنفسهم للمصالح الأمنية. وهو ما جعل عدد عناصرها، لا يتجاوز العشرة. كما أن استهداف الصيادين واغتيالهم ذبحا، كشف بما لا يدع مجالا للشك، أن الجماعة أضحت تعاني نقصا فادحا في السلاح، وحتى في الذخيرة الحيّة، وهو ما جعلها تستهدف الصيادين. من جهة أخرى باشرت قوات الجيش الوطني الشعبي، حملات تمشيط واسعة، في غابة تتميز بصعوبة تضاريسها، وامتدادها من المملكة المغربية إلى غاية تخوم ولاية سعيدة.