أُسدل، أول أمس، الستار عن فعاليات الطبعة السابعة لمهرجان الفيلم العربي بوهران، بقاعة المؤتمرات محمد بن أحمد، على وقع الموسيقى الكلاسيكية، التي عزفت أعذب مقطوعاتها الأوركسترا السيمفونية، معانقة طبوعا متنوعة من التراث الموسيقي الوطني، ليكتمل مشوار المهرجان، بتتويج فيلمي "مريم" السوري و"هرج ومرج" المصري، بالجائزة الكبرى "الوهر الذهبي"، التي حصلا عليها مناصفة، في حين حاز الفيلم الجزائري "قبل الأيام" على "الوهر الذهبي" في منافسة الأفلام القصيرة. لم تخالف لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، التي ترأسها المخرج الجزائري، أحمد راشدي، توقعات الفنانين والصحفيين وحتى المواطنين الذين تنبؤوا بتتويج الفيلم السوري، "مريم" لمخرجه باسل الخطيب، حيث منحته اللجنة، الجائزة الكبرى المتمثلة في "الوهر الذهبي"، مناصفة مع الفيلم المصري "هرج ومرج"، لمخرجته نادين خان. "مريم"، حمل قيما إنسانية صنعتها ثلاث نسوة يحملن الاسم ذاته، أي "مريم"، حيث يروين فصولا دراماتيكية عن حروب عاشتها سوريا على مرّ 100 سنة، وكانت الإنسانية أكبر ضحية فيها. في حين يحكي فيلم "هرج ومرج"، قصة حب تجمع بين "منال" و"زكي" و"منير"، في كنف وضع سياسي وأمني مترد في مصر، يحاولون تحدّيه. أما زكي ومنير، فكل واحد يريد قلب منال والرهان عليها. ومنحت لجنة التحكيم "تنويها خاصا" لدور الممثلة "صابرين" في الفيلم الجزائري "العلبة". وعادت جائزة أحسن إخراج إلى الفيلم الكويتي "سيناريو" للمخرج طارق الزامل، وجائزة أحسن سيناريو إلى الفيلم السعودي "صدى". أما جائزة أفضل ممثل، فحصل عليها وبإجماع أعضاء لجنة التحكيم، "فتحي هداوي" في الفليم التونسي "خميس عشية"، أما جائزة أحسن ممثلة فمنحت مناصفة ل"يارا أبو حيدر" في الفيلم اللبناني "عصفوري" لمخرجه فؤاد عليوان، و"تهاني سلوم" من الأردن. الفيلم المغربي، "المغضوب عليهم"، لمخرجه محسن البصري، الذي عالج ظاهرة التطرف الديني، حصل هو الآخر على "جائزة لجنة التحكيم". هذا ومنحت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، جائزة أحسن انطلاقة، للفيلم الإماراتي "ظل البحر"، الذي يعد أول تجربة سينمائية لمخرجه "نواف الجناحي". هذه القرارات التي أعلنتها لجنة التحكيم، قال عنها الناقد الكويتي الدكتور نادر القنة، إنها كانت بكل روح ديمقراطية فنية، واحتكمت إلى الفن والجمال والإبداع، موصيا محافظة مهرجان الفيلم العربي بوهران، باستحداث ورشات تكوينية على مستوى عال في مجال السينما. ولم تغب الجزائر عن التتويج، فقد حاز فيلم "قبل الأيام" لمخرجه، كريم موساوي، على جائزة "الوهر الذهبي" في منافسة الأفلام القصيرة. ويتحدث الفيلم عن شابين مراهقين، "جابر" و"يمينة"، المقيمين بالجزائر العاصمة، أين يواجهان حياة مقيدة بعادات وتقاليد مجتمعية قاهرة، فيما أشادت لجنة التحكيم بفيلمي "المنفى" للمخرج الجزائري مبارك مناد، و"بوبي" للمخرج التونسي مهدي البرصاوي. جائزة لجنة الصحافة، التي يترأسها الزميل زياد صالح، منحت جائزة الصحافة، للفيلم الأردني "لما ضحكت موناليزا" للمخرج فادي جورج حداد. وقبل الإعلان عن نتائج جائزة أحسن فيلم وثائقي، فضل نبيل حاجي، رئيس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية تلاوة مجموعة من التوصيات، دعا فيها إلى ضرورة الاهتمام بهذا النوع من الأفلام، بتمويل المخرجين، الذين يقدمونها بإمكانياتهم الخاصة، كما عرّج ذات المتحدث على وضعية قاعات السينما بوهران، التي قال إنها يجب أن تزود بأحدث التجهيزات لعرض الأفلام بطريقة فنية جيدة، لينطق في الأخير بقرار لجنة التحكيم، التي منحت الفيلم الوثائقي، "العالم ليس لنا"، وهو فلسطيني - لبناني- إماراتي، الجائزة الكبرى، من إخراج مهدي فليفل، الذي لم يكن حاضرا أثناء التتويج وتسلم عنه أحد الفنانين الجائزة. وهكذا اختتمت الطبعة السابعة لمهرجان الفيلم العربي بوهران، الذي أجمع فيه كثير من الفنانين على ضرورة ترقيته والدفع به إلى الأمام، كونه أضحى "ملتقى فنيا" للعرب، يمكنهم من تبادل الخبرات في مجال الصناعة السينمائية، التي ما تزال تمشي بخطى متثاقلة في الوطن العربي.
لقطات وسقطات من المهرجان.. جمعها محمد حمادي الموسيقى الكلاسيكية.. والكل يتثاءب..؟! تسبب الإطالة في الوصلات الموسيقية التي عزفتها الأوركسترا السيمفونية في حفل اختتام الطبعة السابعة لمهرجان وهران، في إصابة كثير من الحضور بالنعاس، الذين راحوا يتثاءبون، وهم الذين كانوا يتوقعون البدء في الإعلان عن نتائج تحكيم الأعمال الفنية المشاركة في المهرجان، مبكرا، لكن القائمين على التنظيم فضلوا تمديد عمر الوصلات الموسيقية، التي تخللتها معزوفات تحاكي التراث الوطني.
"الهواريان" يسرقان الأضواء من النجوم العرب! سرق، الممثل هواري وهو أحد أعضاء "ثلاثي الأمجاد"، وكذا ملوك هواري المعروف ب"فتيتة"، الأضواء من النجوم العرب، حيث تدفق عليهما جموع من المعجبين، الذين راحوا يلتقطون معهما صورا تذكارية، خاصة لما لمحوه لديهما من تواضع وخفة دم، ما جعل العائلات التي حضرت فعاليات اختتام مهرجان الفيلم العربي بوهران، تتقرب منهما لأخذ الصور.
شقيق المرحوم حسني.. وأغنية "ما ظنيتش نتفارقو" تزامن اختتام الطبعة السابعة لمهرجان وهران، مع الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال الشاب حسني، حيث تفاعل الحضور مع أغنية "ما ظنيتش نتفارقو" التي دوت قاعة المؤتمرات محمد بن أحمد، التي احتضنت حفل الاختتام. وفي المقابل كان، هواري شقرون شقيق المرحوم حسني، الذي يعمل كتقني صوت بمحطة التلفزيون في وهران، يساعد زملاءه في تفقد معدات التصوير، ليفاجئه عدد من الشبان، الذين أرادوا أخذ صورة تذكارية معه، بعد أن تأثروا بأغنية المرحوم.
"حضرت الجوائز وغاب أصحابها..."! تميز، حفل اختتام الطبعة السابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي، بغياب لافت للمخرجين، الذين حازت أعمالهم الفنية جوائز، حيث اضطر منشط الحفل إلى الاستنجاد بمخرجين وممثلين من نفس البلد، كي ينوبوا عن المتوجين في تسلّم الجوائز، على غرار، نادين خان مخرجة الفليم المصري "هرج ومرج"، التي ظفرت بجائزة "الوهر الذهبي"، لكن لم يعرف سبب مغادرتها للمهرجان، ليتسلم فيما بعد مخرج من بلدها الجائزة بدلا عنها، والسيناريو ذاته تكرر مع أعمال فنية أخرى.