دعا أمس رئيس المجلس الوطني لأخلاقيات مهنة الطب محمد بقاط بركاني المشرعين وكذا رجال الدين في الجزائر، إلى ترخيص عمليات الإجهاض لفائدة المغتصبات على غرار ما تم بالنسبة للنساء اللائي اغتصبن من قبل الإرهابيين وذلك بسبب الانتشار الكبير لظاهرة الحمل خارج العلاقات الزوجية في الآونة الأخيرة . وقال بقاط الذي نزل ضيفا على فوروم جريدة المجاهد ، أن المشرع الذي رخص خلال عشرية الإرهاب الإجهاض لضحايا الاغتصاب من قبل الجماعات الإرهابية في إشارة منه إلى الفتوى التي أصدرها آنذاك المجلس الإسلامي الأعلى في عهد عبد المجيد مزيان بجواز إجهاض المغتصبات من قبل العناصر الإرهابية ، مطالب اليوم بتزكية من رجال الدين بإصدار رخص لإجهاض المغتصبات من ضحايا العنف والجريمة في المجتمع مع تقييد هذه الرخصة بتحديد الحالات المعنية بهذا الاستثناء من أجل ضمان عدم انفلات الأمور. على صعيد آخر كشف رئيس مجلس أخلاقيات الطب عن إخطار وزارة الداخلية بنشاط الأشخاص الذين يمارسون مهنة التداوي بالأعشاب الطبية وكذا ممتهني الحجامة ، وذلك حسبه بعد وصول شكاوي من مواطنين كانوا ضحايا وصفات خطيرة خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة ، معتبرا أن هذه النشاطات التي تتم دون رخص تمثل خطرا على صحة السكان والغريب في الأمر كما قال "أن أحد المصريين الذي قدم مؤخرا إلى الجزائر بصفته مختصا في الحجامة لقي دعوة من قبل التلفزيون كما قدم دروسا لتكوين الأطباء في الحجامة " ، مضيفا أن المجلس حذر الأطباء أيضا من الانسياق وراء ذلك . يحدث هذا حسب ذات المتحدث في ظل الأوضاع الكارثية التي يعرفها قطاع الصحة في بلادنا وكذا التهميش الممارس على الأطباء فضلا عن أن هناك فئة كبيرة من خريجي معاهد الطب يحولون مباشرة إلى البطالة ، حيث يوجد حاليا 800 طبيب بالعاصمة بدون منصب عمل "حتى أن المسابقة التي نظمتها الوزارة مؤخرا لشغل 600 منصب عمل للأطباء تقدم إليها4000 مترشح " ، في الوقت الذي يمثل العنصر النسوي مانسبته 60 بالمئة من أطباء قطاع الصحة في بلادنا . ومن هذا المنطلق أكد رئيس هذا التنظيم الذي يضم 36 ألف طبيب من القطاعين العام والخاص أن الشهادات الجزائرية في ميدان الطب غير معترف بها لدى الدول الأوروبية وبصفة خاصة فرنسا التي تعد الوجهة الأولى للأطباء الجزائريين حيث يتواجد بها حاليا 3 ألاف طبيب رفضت عمدة الطب الفرنسية الاعتراف بشهاداتهم وهو القرار الذي وصفه الدكتور لقاط ب" السياسي" من منطلق أنه حتى في حالة العجز في اليد العاملة بقطاع الصحة بفرنسا يتفادى الفرنسيون الاستعانة بالأطباء الجزائريين ويلجأون إلى البولونيين والرومانيين رغم عدم إتقانهم للغة الفرنسية بحكم أن اللغة عامل مهم في العلاقة بين الطبيب والمريض . وتعد هذه النقطة من أهم المحاور التي سيتناولها بالنقاش المشاركون في الندوة الاورومتوسطية حول أخلاقيات مهنة الطب والتي ستحتضنها الجزائر يومي 1و2 نوفمبر القادم بمشاركة سبع دول عربية إلى جانب دول الضفة الجنوبية للمتوسط ، زيتم خلالها حسب الدكتور لقاط وضع وثيقة مشتركة تسمى "ميثاق الجزائر" تتضمن مسائل التنسيق بين هذه الدول وكذا برامج التكوين للأطباء. عبد الرزاق بوالقمح