على بعد بضعة أيام من لقاء واغادوغو الحاسم، الذي قد يُظهر ملامح المنتخب الذي يسافر إلى البرازيل، يعاني المدرب وحيد خاليلوزيتش من وجع رأس قادم من أكبر وأجمل بطولة كروية في العالم، إسبانيا، حاملة اللقب العالمي والأوروبي في الوقت الحالي، فمن بين خمسة لاعبين دوليين جزائريين ينشطون في الدوري الإسباني، لا يوجد سوى لاعب واحد أساسي، ويشارك باستمرار مع ناديه وهو ياسين براهيمي، بينما تعقدت أوضاع بقية النجوم الأربعة، وتحولت إلى معاناة نفسية قد تجبرهم جميعا على مغادرة أنديتهم والدوري الإسباني، رغم أنهم كانوا ضمن المرحّب بهم، وهم فيغولي الذي أصبحت معاناته نفسية، بعد أن تحوّل تهميش المدرب للاعب، إلى غضب جماهيري من اللاعب، كما لم يحدث لأي لاعب جزائري في أوروبا، ومهدي لحسن الذي صار يعلم أن مكانه لن يتحوّل عن مقاعد الاحتياط، وهو ما أفقده شارة قيادة الخضر، وربما حتى مكانه كأساسي، وحسان يبدة الذي عاد من إصابة جسدية إلى إصابة معنوية، حيث لم يعد مرغوب فيه حتى على مقاعد الاحتياط، وكادامورو مع سوسيداد، الذي عوقب من ناديه لأنه عجز عن مراقبة النجمين نيمار وميسي، اللذان سجلا هدفين أمام ناظريه، لتصبح بذلك إسبانيا مقبرة حقيقية للاعبي الخضر. . ماجر وصايب لعبا وأبدعا مع فالنسيا قصة الكرة الجزائرية مع المنتخب الاسباني مختصرة في لقاءين، أولهما عام 1980 ضمن الألعاب الأولمبية في موسكو، حيث تعادلا بهدف مقابل واحد، مكّن الخضر من بلوغ الدور الربع النهائي والأخير عام 1986 ضمن منافسات كأس العالم في المكسيك، حيث لم يرحم بوتراغوينيو وميشال وكماتشو المنتخب الجزائري وسحقوه بثلاثية نظيفة، ودّع بعدها المنتخب الجزائري المونديال وكان يكفيه التعادل للتأهل للدور الثاني، ولعب الإسبان بعنف دفع ثمنه الحارس نصر الدين دريد، الذي أصيب من طرف جزار الملاعب الإسبانية اللاعب غويكوتشيا المشهور باعتدائه على مارادونا عندما لعب لبرشلونة، أما قصة اللاعبين الجزائريين في الدوري الإسباني، فاستهلها رابح ماجر في موسم 1988 - 1989 وهو بطل أوروبا، عندما انضم لنادي فالنسيا، ولعب ماجر 35 مقابلة سجل خلالها 15 هدفا، أحدها بالعقب، بطريقة أروع من هدف النهائي ضد بايرن مونيخ، وبعد تسع سنوات في موسم 1997 - 1998 كرّر الدولي الجزائري السابق موسى صايب التجربة الإسبانية مع نفس النادي فالنسيا، قادما من نادي أوكسير كبطل لفرنسا، ولكن تجربته لم تكن كما حلُم، حيث لعب 14 مقابلة ولم يسجل أي هدف، ثم انتقل صايب إلى توتنهام الإنجليزي، ومنها إلى السعودية ودبي، ولولا الإصابة لأكمل مشواره مع فالنسيا، النادي الذي بقي يقدم عروضه لصايب رغم تجاوزه سن الثلاثين، كما لعب جزائريون آخرون في بلد"الرسام" إنييستا، منهم فتحي غيلاس في سيلتا فيغو في الدرجة الثانية، وعامر بوعزة مع راسينغ سانتاندير في تجربة تعد سيئة للاعب وفاق سطيف الحالي، والذي غادر الفريق من الباب الضيق بعد أن ضاق مسؤولوه ذرعا ب"الفرار" المتكرر للاعب إلى فرنسا، فيما لعب عبد القادرغزال نصف موسم مع ليفانتي، وسجل له في آخر مباراة له هدفين مكّنا ليفانتي من المشاركة في أوروبا ليغ لأول مرة في تاريخ النادي، ومع ذلك رفض النادي التجديد لغزال الذي عاد إلى القسم الثاني الإيطالي. . سيناريو معاناة فيغولي في غرونوبل يتكرر معه في فالنسيا وبالرغم من أن الخمسة لاعبين الجزائريين الذين ينشطون حاليا في البطولة الإسبانية حافظوا على استقرارهم مع أنديتهم، من أجل تحسين وضعيتهم، إلا أنها ساءت، وهي أسوأ من حالة جزائريي إيطاليا، وهم تايدر وبلفوضيل ومصباح وغزال، وتبدو حالة فيغولي أسوأ من الجميع، لأن سفيان ينشط للموسم الرابع مع فالنسيا، وكان اللاعب قد عاش سيناريو مماثلا مع فريقه السابق غرونوبل الفرنسي، حيث عانى كثيرا من انتقادات مسؤوليه، وحتى الجماهير إلى درجة أن اللاعب تشابك بالأيدي معهم قبل أن يبتعد عن الملاعب قرابة 6 أشهر بسبب الإصابة، لينتقل بعدها إلى فالنسيا، وظن كثيرون بعد الوجه الحسن الذي ظهر به اللاعب في السنوات الماضية، أن النادي الأندلسي قد يكون جسرا لعبوره إلى أندية أقوى ولما لا ريال مدريد أو برشلونة، خاصة مع سيره نحو المشاركة في كأس العالم مع المنتخب الجزائري، ولكن فيغولي يتعرض حاليا لضغط نفسي، نادرا ما يحدث للاعبي الكرة، لم يرحمه فيه المدرب الذي واصل تهميشه ولا زملاءه ولا الإعلام الإسباني، والطامة الكبرى أن الجماهير دخلت في اللعبة، عندما أضاع هدفا سهلا أمام مرمى شاغر، ورغم أن هدف نيمار ضد ريال سوسيداد حدث بعد سوء تفاهم بين الحارس برافو وكادامورو، إلا أن المقصلة طالت اللاعب الجزائري فقط رغم استدعائه للتشكيلة سهرة أمس في رابطة الأبطال، لتلعب بذلك إسبانيا دون أن تدري مع بوركينا فاسو.