انتقدت الجزائر تقرير "مؤشر العبودية العالمية"، الصادر عن منظمة (مؤسسة والك فري) الأمريكية، والذي صنّفت فيه الجزائر في صدارة بلدان المغرب العربي، من حيث رعاية العبودية والرق واستغلال البشر في العام 2013، والذي قدر عدد المستعبدين في الجزائر ب70 ألف عبد. وأكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، أن التقديرات المنسوبة للجزائر في التحقيق الذي أجرته مؤخرا منظمة (والك فري) حول العبودية في العالم "غير معقولة تماما". وقال بلاني في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية، إنه باعتراف مسؤولي هذه المنظمة الأمريكية غير الحكومية أنفسهم، فهذا التحقيق لا يستند لمعطيات موثوقة وأكيدة، لكون مؤشر انتشار العبودية الحديثة مجرد نتيجة لتعميم وهمي يقوم على عيّنات عشوائية يعد تمثيلها أكثر من مريب". وأضاف الناطق باسم الدبلوماسية الجزائرية، قائلا "إنه بالإضافة إلى هذه المنهجية التي تفضي إلى استنتاجات خاطئة كليا، فإن التقديرات المنسوبة للجزائر في هذا التحقيق غير منطقية ومنافية للعقل، ولا تستحق المزيد من التعليقات". وتشير هذه الدراسة التي نشرت يوم الخميس المنصرم في لندن، إلى نحو 30 مليون شخص يعيشون في "ظروف استعبادية" في العالم، ثلاثة أرباعهم في آسيا، وبينهم 70 ألفا في الجزائر، حالة استرقاق واستغلال البشر في أعمال قاسية أو قسرية، متقدمة في ذلك على المغرب وليبيا وتونس. وعكس التقارير السابقة سواء لمؤسسة (والك فري فونداشين) أو منظمات غير حكومية أخرى تعنى بحقوق الإنسان، فإن الفساد من أهم أسباب انتشار ظاهرة العبودية في العالم، ليس الفقر مثلما هو متداول لدى عامة الناس. وليست هذه المرة الأولى من نوعها التي تنتقد فيها الجزائر، التقارير الصادرة عن منظمات غير حكومية، خاصة تلك التقارير المنتقدة لأوضاع حقوق الإنسان، على غرار تقرير كتابة الدولة الأمريكية لشؤون الخارجية الأمريكية، شهر جوان المنصرم، الذي اتهمت فيه الجزائر صراحة بتجاهل ظاهرة الاتجار بالبشر، وعدم بذل مجهود كاف لمكافحة الظاهرة.