عاشت عائلة خليفي الحاج بلقاسم مقدم الطريقة التجانية بآفلو في ولاية الأغواط، كابوسا من الخوف والقلق لمدة 24 ساعة بعد اختفاء الابنة خولة البالغة من العمر 13سنة، قبل أن ينتهي الكابوس بتخلي خاطفيها عنها بولاية الجلفة. المأساة بدأت السبت الفارط، عندما خرجت خولة متجهة إلي الحمام الذي تملكه عائلتها، التي افتقدتها بعد مدة فقامت بالبحث عنها لدى الأهل والمعارف والجيران، من دون العثور عليها، حينها تقدمت العائلة ببلاغ لدى المصالح الأمنية باختفاء ابنتها وعاشت العائلة رحلة البحث على أمل العثور عليها، وكلها خشية على مصيرها في ظل تزايد حالات الاختطاف والجريمة بالمجتمع. وجاء الفرج مع الصباح، حين تلقت العائلة مكالمة من مصالح الأمن بالجلفة، تبشرها بأن خولة في عهدتها، وتستدعي الوالد لاستلامها. وتنقل الوالد الذي استلم ابنته، وكان له لقاء مع "الشروق" حين عودته، أين روى لنا قصة اختطاف ابنته، رغم حالته النفسية المتدهورة، البداية كانت، حسبه، عندما خرجت من البيت، وفي الطريق توقفت سيارة على متنها رجل وامرأة وطلبا منها إن كانت تعرف سكن الحاج بلقاسم الراقي، لأنهما يريدان الرقية، وبعفوية طفولية بريئة أجابت خولة أنها ابنته، فطلبا منها مرافقتهما إلى البيت، فركبت السيارة، وبعد أن ركبت انطلقت السيارة في اتجاه آخر وأطلق بخاخ على انفها وجهها فأغمي عليها ولم تسترجع جزءا من وعيها إلا بعد قطع مسافة 150 كلم عن مدينة آفلو عند مدخل مدينة حاسي بحبح، حيث انتبهت إلى إشارة المرور الدالة على مدخل المدينة. خولة نقلت إلى منزل عائلة بها نساء وبنات، وقدم إليها العشاء وعوملت معاملة حسنة وقضت ليلتها نائمة وسط البنات دون أن تعرف شيئا عن مصيرها وما يخفيه لها القدر. وفي الصباح الباكر من يوم أمس تم إيقاظها وحملها على متن السيارة دون أن تعلم الوجهة المقصودة او المطلوب منها، إلا إنها في الطريق سمعت سائق السيارة يكلم شخصا على الهاتف يقول له هل نطلب منه 300 أو 500 مليون؟ وظلت عملية التفاوض لمدة طويلة بين المختطف ومخاطبه، حينها أدركت خولة أنها مختطفة، وأن أهلها يتعرضون للمساومة مقابل مبالغ مالية. وبعد السير مدة، وبعد أن سلكت السيارة مسلكا ترابيا دخلت مدينة الجلفة قرب محطة المسافرين فرأى المختطفون حاجزا أمنيا، وخشية ان يفتضح أمرهم، ويتم إيقافهم أنزلوها ولاذوا بالفرار، حيث توجهت خولة في حالة من الذهول والخوف إلى داخل المحطة، وكانت البدايات الأولى للصباح فتوجهت إلى الشرطي الذي نقلها إلى محافظة الشرطة بالجلفة، حيث كان قد وصلها بلاغ الاختفاء وإعلان البحث، حيث اتصلت بعدها المحافظة بوالد خولة الذي استرجعها وعيناه تفيضان دمعا بفرحة اللقاء.