ذئاب بشرية تقتل الوجوه البريئة.. قاصرات يتعرضن للخطف والاغتصاب حالات الإختطاف عرفت إرتفاعا محسوسا يصل إلى ما يفوق 1000 طفل في السنتين الأخيرتين بمعدل 20 طفلا مخطوفا شهريا أصبحت ظاهرة الإختطاف في الجزائر مشكلا حقيقيا زرع فوبيا الرعب بين أفراد الأسرة الواحدة، فلم يسلم منه لا الكبير ولا الصغير مما جعل أخصائيي علم الإجتماع والنفس، يدقون ناقوس الخطر بعد إرتفاع نسبة الإختطافات في السنوات الأخيرة. بات الإختطاف بمجتمعنا في الأونة الأخيرة من بين الظواهر التي مست جميع أفراد المجتمع بمختلف الفئات العمرية، مما زرع فوبيا حقيقية بين العائلات الجزائرية خوفا على فلذات أكبادها من الضياع، بعد إستفحال الحوادث المخيفة التي يرتكبها منفذو الجرائم بحق وجوه بريئة لم ترتكب ذنبا سوى أنها وقعت بمرأى أشخاص بدون ضمير حاولوا تحقيق مصالحهم من خلال تلك الأجساد الضعيفة، فتلك الذئاب البشرية تترصد من ينجولون بالشوارع من الأطفال أو النساء الذين يقعون كفريسة بين مخالب لا تملك رحمة ولا شفقة، فكثيرا ما تعثر مصالح الأمن على جثثهم في مناطق بعيدة عن مقر سكنهم في المقابل فإن أخصائيين ومحققين كشفوا عن أسباب كثيرة لزيادة نسبة الإختطاف من سنة 2011 إلى 2012، فحسب الإحصائيات فإن حالات الإختطاف قدرت ب20 طفلا مخطوفا شهريا، حيث عرفت إرتفاعا محسوسا يصل إلى ما يفوق 1000 طفل في السنتين الأخيرتين، والتي تباينت بين الإعتداء الجنسي وتصفية الحسابات بين العائلات أو طلب الفدية، لكن المشين أن تلك الظاهرة لم يسلم منها لا الكبير ولا الصغير، وخير دليل على تفاقمها إختطاف أبناء الأثرياء ورجال الأعمال من أجل طلب الفدية في تيزي وزو، وإختطاف بنات حواء من الشوارع بالتهديد من قبل مجهولين يحاولون إشباع رغباتهم بإنتهاك الحرمات. أسر تعيش مأساة إختطاف أطفالها تعاني الأسر الجزائرية في السنوات الاخيرة من كابوس زرع فوبيا الخوف لديها من فقدانها لفلذات أكبادها في غفلة منها، بسبب الحوادث المخيفة التي تقشعر لها الأبدان والتي لحقت بالكثير من الوجوه البريئة التي ينتهي بها المطاف بتعرضها لأبشع أنواع العنف سواء بالقتل أو الإعتداء الجنسي، فتلك الظاهرة كانت في وقت سابق تقتصر على المجتمع الغربي فإعتبرها المختصون أنها دخيلة وغريبة عن مجتمعنا عادت بقوة إلى الواجهة، حيث خلفت العديد من الحوادث المأساوية وقد اكتسحت الشارع الجزائري وأصبحنا نتعايش مع وقائعها في وسائل الإعلام، هذا ما دفعنا لزيارة بعض الأسر التي كان أطفالها ضحايا للإختطاف، فياسين وياسر ويعقوب هم جميعا وقعوا بمصيدة تلك الوحوش البشرية التي إستغلت براءتهم لتخطفهم من أحضان والديهم، حيث تقربنا من عائلة الطفل ياسين، صاحب الأربع سنوات والذي إختطف منذ سنوات ببرج الكيفان، من أمام منزله لتسرد لنا وقائع إختفاء طفلهم في ظروف غامضة لعدة أيام، حيث تقربنامن والدته المجروحة بداخلها وقد لاحظنا دموع الحزن التي تملأ عينيها، حيث تروي لنا بمرارة وهي تسترجع ذكرياتها الحزينة فتقول “سمحت لإبني الخروج أمام البيت ليستمتع باللعب لكني لم أتوقع يوما أنه سيختفي بطريقة غريبة في لمح البصر بعدما غفلت عن مراقبته، حيث دامت فترة إختفائه 57 يوما لكني كنت أملك بصيص أمل أن يعود لبيته سالما، إلا أني تلقيت صدمة قوية بعدما عثرت عليه الشرطة جثة هامدة مقتولا بطريقة وحشية بأحد الآبار”، كما أضافت أن طفلها “لم يبتعد يوما عن منزله بل قام المجرم بإستدراجه بالقوة إلى إحدى المزارع المعزولة مستغلا خلو المكان ليرتكب جريمته البشعة”. ذئاب بشرية تقتل الوجوه البريئة في حين وقعت وجوه بريئة كثيرة في فخ تلك الذئاب البشرية، وطاردها شبح الإختطاف لينتهي بها المطاف جثثا هامدة تم قتلها بطرق وحشية بعد الإعتداء عليها جنسيا، فما تعرضت له الطفلة “شيماء” مؤخرا بمنطقة المعالمة في زرالدة هز الشارع الجزائري وزرع الرعب بين الأولياء لخوفهم الشديد من فقدان فلذات أكبادهم بنفس الطريقة، حيث علمنا من عائلتها أنها خطفت بعدما طرق المجرم القاطن في نفس المنطقة باب منزلها مستغلا غياب والدها بالعمل ليقوم بخطفها في لمح البصر، حيث تم العثور عليها بعد عدة أيام بمقبرة سيدي عبد الله، بعدما قام المتهم برمي جثتها بطريقة وحشية، وقد أثبتت تحقيقات مصالح الأمن أن الغرض من الإختطاف هو الإعتداء الجنسي، حيث أثبتت أن الجاني تخلص من الضحية خوفا من البوح بهويته كونه من نفس المنطقة. ولا يختلف ما حدثتنا عنه إحدى الأمهات اللواتي أكدت لنا أن بعض السيارات المشبوهة أصبحت تتجول أمام المدارس الإبتدائية في زرالدة، بغرض خطف الأطفال، حيث تروي لنا تجربة محاولة خطف ابنتهافتقول “تفاجأت عندما ذهبت إلى مدرسة ابنتي فوجدت أحد الأشخاص يتحدث إليهالكنه هرب بمجرد وصولي للمكان، حيث أخبرتني ابنتي أنه قدم لها الشوكولاطة ليقنعها بركوب سيارته”. كما حاولنا رصد معاناة الطفل “ياسر” بعد الحديث لعائلته التي تلقت صدمة إختطاف فلذة كبدها بحزن شديد، ولم تتوقع أن يخطف طفلهم الرضيع من أمام منزلهم في ظروف غامضة، حيث لمسنا الجروح العميقة التي تكبتها والدته بداخلها والتي حرمها المختطفون من شعورها بالأمومة وحنان طفلها الذي تعبت لإنجابه، فقد أكدت لنا والدته أنها لم تجد مبررا لإختطاف طفلها من قبل أشخاص لا يملكون ذرة رحمة لكنها تظل متمسكة بأمل رجوعه إلى حضنها من خلال جهودها في مناشدة المختطفين، وإقناعهم بضرورة إرجاعه لحضن والديه بالرغم من مرور فترة طويلة على اختفائه بوسائل الإعلام. بنات حواء يتعرضن للإختطاف في الشوارع بعد إستفحال ظاهرة إختطاف الأطفال في زرالدة، أصبحت بنات حواء شريحة اخرى مستهدفة من قبل الخاطفين بعدما باتت من الأماكن المحظورة بغياب الأمن بغرض الإعتداء عليهن بالقوة بإستخدام طرق متعددة، كالتهديد بالأسلحة البيضاء أو الضرب، حيث علمنا من سكانها أن شابات وطالبات لم يسلمن من جرائم المختطفين بعدما تعرضن لمحاولات إختطاف تحت التهديد من قبل أشخاص يجولون شوارعها بسياراتهم، كما أن بعض الأسر أكدت لنا أن هناك محاولات متكررة للإختطاف في المنطقة لأشخاص مجهولين يترصدون الأطفال المتواجدين في الشوارع، حيث أكدت لنا إحدى الأمهات أنها كادت تفقد ابنتها البالغة من العمر 7 سنوات لولا خروجها في الوقت المناسب من منزلها، بعدما لمحت شابين يحاولان إقناعها بركوب السيارة بتقديم الحلوى لها، حيث أضافت أنهم لاذوا بالفرار بعدما لمحا والدها متوجها نحو السيارة. فتيات قاصرات تتعرضن للخطف والاغتصاب كماسمعنا عن حوادث إختطاف أخرى زرعت الرعب في أحياء كثيرة إنتهت بجرائم قتل بشعة يندى لها الجبين، فقد علمنا عن وقائع إختطاف إحدى الشابات من قبل أشخاص مجهولين بالشارع إنتهت بحرقها بطريقة وحشية في إحدى الشواطئ، حيث عثرت مصالح الشرطة العلمية على رفات جثتها المحروقة. في حين علمنا أن عدد لا يستهان به من الفتيات القاصرات يتعرضن للإختطاف بالمناطق المعزولة، والقرى تحت وقع التهديد من قبل مجهولين بغرض الإعتداء عليهن جنسيا، كما تحاول بعض النسوة ترصد الأطفال المتمدرسين بالإبتدائيات لخطفهم بغرض تقديمهم للعائلات الراغبة في التبني مقابل تلقيهم أموالا كبيرة. شباب يصطادون الغنائم لقد أخذت قضايا الإختطاف أبعادا خطيرة، حيث أصبح مرتكبوها من شريحة المراهقين أو الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم ال20 سنة بعدما أصبحوا يقومون بخطف قاصرات من الطور الإبتدائي والمتوسط أو الثانوي واللواتي لم يتجاوز سنهن ال16 سنة، حيث مست تلك الظاهرة ولايات مختلفة على غرار قسنطينةوعنابة، فقد شهدت عنابة عدة حوادث إختطاف إرتكبها شباب مراهقون قاموا بإرتكاب الفعل المخل عليهم بالقوة، حيث راحت ضحيتها 5 فتيات قاصرات تعرضن للإغتصاب بطريقة وحشية بلديات بن مهيدي والبسباس تنجح بالاطاحة بالمتورطين وبمنطقة سيدي عمار نجحت مصالح الأمن في وضع يدها على مختطفي 4 فتيات قاصرات، في حين تم تسجيل حادثة إختطاف غريبة في مدينة علي منجلي بقسنطينة، حيث تم إستدراج شابة في العشرين من عمرها بالشارع بعدما طلب أحد السائقين الحديث معها بسيارة “غولف” داكنة اللون، حيث قام بإجبارها على ركوب السيارة بالقوة بمساعدة شخص أخر، لتختفي المخطوفة عن الأنظار في ظروف يتخللها الغموض في حين نجت طالبة جامعية بذات المدينة من محاولة إختطاف عند عودتها في المساء إلى غرفتها بالإقامة الجامعية، حيث حاول مجهولان إقناعها بركوب السيارة لأجل التحدث معها وعندما رفضت حاولا جرها بالقوة لإختطافها، ولحسن حظها فإنها فلتت بأعجوبة من دون التعرف على هوية الفاعلين. ومن ضمن حوادث الإختطاف الغريبة في ولاية سطيف، ماحدث للتلميذات خلال رحلة إستجمام قادتهن للموقع الأثري الجميلة، حيث تحولت رحلتهن في لمح البصر إلى كابوس بعدما تهجم شبان مجهولين على إحدى الفتيات في محاولة منهم لإختطافها مما زرع الرعب لدى عائلتها، حيث إختفت لما يقارب ال24 ساعة ليتبين بعد ذلك خلال التحقيقات لمصالح الأمن أنها كانت ضحية اختطاف وحشي من قبل 3 شبان قاموا بتهديدها بالخناجر وإستدرجوها بالقوة نحو الغابة إلى بيت مهجور بغرض الإعتداء عليها جنسيا بشكل جماعي، حيث نجحت الشرطة في تحرير الفتاة التي لم يتجاوز عمرها ال16سنة في حالة نفسية وبدنية يرثى لها، حيث تم إلقاء القبض على شابين من المختطفين. مواليد يختطفون من المستشفيات بغرض التبني لم يكن في الحسبان أن يمس فيروس الإختطاف المستشفيات، وبالضبط القسم الخاص بالولادة، حيث أن المفروض أن تكون هناك مراقبة مستمرة لحماية تلك الأجساد البريئة من أيادي مختطفين بدون ضمير، ولا يملكون ذرة شفقة إتجاه أمهات يتم حرمانهن من فلذات أكبادهن بعد شقائهن في حملهن 9 أشهر ومعاناتهن لإنجابهن، ليتم إختطاف أطفالهن بكل سهولة بالتواطؤ مع العاملين أو بفعل غياب المراقبة المستمرة على المواليد الجدد، فما سمعنا عنه من قصص واقعية وتجارب مأساوية مرت بها بعض الأمهات في المراكز الصحية، يدل على أن إختطاف المواليد الجدد في تزايد ملحوظ، فكثيرا ما تفقد الأمهات فلذات أكبادهابشكل غريب من قبل أشخاص مجهولين بفعل إهمال العاملين بها، والغريب أنهم يتخلون عن المسؤولية بكل سهولة وكأن فقدان الأطفال من المستشفيات شيء عادي، حيث تقربنا من إحدى الأمهات التي تعيش مأساة إختطاف طفلها الرضيع بعد ولادته في احد المستشفيات، حيث تقربنا منها لتسرد لنا وقائع إختفائه من قسم الولادة في ظروف غامضة، فبوجهها الحزين وعينيها الملئتين بالدموع قررت الأم “فريدة” سرد وقائع ضياع فلذة كبدها من مستشفى “بلفور” في الحراش، حيث أخبرتنا أنها إنتظرت لسنوات بعد رحلة علاج طويلة إنجاب طفل لتحقيق حلم زوجها في الأبوة، لكنها تلقت صدمة قوية كادت توصلها للجنون بعدما طلبت رؤية مولودها لكن العاملين أخبروها أنه مفقود، كما أضافت أن ما زاد من استغرابها أن الخاطفين إرتكبوا جريمتهم بكل سهولة، وقد سمح لهم الحراس بالدخول من دون التأكد من هويتهم، حيث راودتها شكوك أن العاملين لهم يد في حوادث الاختطاف كونهم يتواجدون في المستشفى لكنهم يتملصون من مسؤولية اختفائهم”.