قال أمس وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، إن الجزائر تتفادى صبّ الزيت على النار، في تعاطيها مع أفعال وتصريحات المسؤولين الرسميين وغير الرسميين القادمة من المملكة المغربية. ورفض وزير الشؤون الخارجية، الخوض في الآليات التي ستعتمدها الدبلوماسية الجزائرية مستقبلا للرد على استفزازات المغرب. واكتفى، ردا على سؤال "الشروق"، على هامش افتتاح المعرض الدولي للكتاب أمس، بخصوص المسألة بالقول: "نرفض صب المزيد من الزيت على النار". وبطريقة دبلوماسية، رفض وزير الشؤون الخارجية العودة بالحديث إلى التصريح الذي أدلى به، أمس الأول، إلى وسائل الإعلام، والذي أطلق فيه أول إنذار رسمي لمسؤول جزائري في اتجاه المملكة المغربية، عندما سئل عن تصريحات أمين عام حزب الاستقلال المغربي. وبعد أن وصف لعمامرة تصريح الأمين العام لحزب المستقبل وتهجمه على الجزائر ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ب "اللامسؤول وغير المقبول" والقابل للرد عليه مستقبلا، فضل التريث الدبلوماسي، والهدنة على الطريقة الجزائرية المعتادة. وعاد ليقول ل"الشروق" أمس: "لا نريد صب الزيت على النار للرد على التصريحات الاستفزازية". وهروبا من الرد قال إن الموعد ثقافي ويجب إعطاء هذا الموعد حقه بالتحدث عن المعرض الدولي للكتاب والإصدارات الجديدة. من جهته، كشف وزير الاتصال، عبد القادر مساهل ل "الشروق" أن أول ندوة صحفية مشتركة سيعقدها وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، بمعيته، في سياق اللقاءات الإعلامية الشهرية التي شكلت محور اتفاق بين دائرته الوزارية والخارجية ستكون في ال 10 نوفمبر القادم، مشيرا إلى أن الاتفاق جرى على أن الندوة الصحفية تعقد بصفة دورية في الأسبوع الثاني من كل شهر، وستكون مفتوحة على كل الانشغالات والأسئلة المتعلقة بالدبلوماسية الجزائرية وعلاقاتها بالمجتمع الدولي. وكان الوزير الأول، عبد المالك سلال، قد أشرف أمس على افتتاح الطبعة ال18 للصالون الدولي للكتاب. وفي وقت حضر مراسم الافتتاح رئيس المجلس الدستوري، مراد مدلسي، تخلف غالبية أعضاء الحكومة، واقتصر الحضور على أقل من 10 وزراء فقط، على نقيض المرات السابقة أين كان يستقطب الافتتاح حضور أعضاء الحكومة جميعا، وذلك لأن الرئيس بوتفليقة كان يشرف شخصيا على افتتاح المعرض. وفي مقابل مقاطعة غالبية أعضاء الحكومة للافتتاح الرسمي للمعرض الدولي للكتاب، سجل أعضاء من الممثليات الدبلوماسية المعتمدة بالجزائر حضورهم. الصالون الدولي للكتاب الذي يدوم إلى غاية 9 نوفمبر القادم بقصر المعارض- الصنوبر البحري- تحت شعار "افتح لي العالم" يحصي مشاركة حوالي 1000 عارض جزائري وأجنبي. وهو الرقم الذي ارتفع مقارنة بالسنة الماضية بأكثر من 300 مشارك. وسجلت جمهورية الصين الشعبية لأول مرة مشاركتها في المعرض الدولي للكتاب. وبالأجنحة التي وقف عندها الوزير الأول بالمعرض الدولي للكتاب، أكد عبد المالك سلال، أهمية الكتاب والمراجعة. وعند دور الكتاب الجزائرية تعمد الوزير الأول الخوض في مسألة مشروع الحكومة المتعلق بإقامة مكتبة بكل بلدية، وتحدث عن وصاية الجماعات المحلية على هذه المكتبات، وعلاقتها بالوصاية أي بوزارة الثقافة. كما استمع سلال إلى انشغالات ومشاكل بعض دور الكتاب والناشرين. وستكون مقاطعة "والونيا" البلجيكية ضيف شرف طبعة 2013 للصالون الدولي للكتاب بالنظر إلى "تجربة هذه المنطقة في مجال الأدب والنشر".