عادت مصر، لتصنع الحدث الرياضي الممزوج بالسياسة، عقب تمكن النادي الأهلي المصري، من انتزاع كأس رابطة أبطال إفريقيا للمرة الثامنة في تاريخه، وبينما كانت أيادي المصريين على قلوبهم بعد شوط أول عقيم، وكان الإقصاء قريبا منهم، حدثت الوثبة في الشوط الثاني، حيث سجل أبو تريكة، المغضوب عنه من طرف النظام الحالي المُسيّر للبلاد الهدف الأول، ليتمكن زميله أحمد عبد الظاهر، من قتل المباراة بهدف ثان، ولكنه قتل أيضا الذين كانوا أرادوا أن يقولوا أن مصر جميلة بأمانها وانتصاراتها في عهد السيسي، حيث قام اللاعب عبد الظاهر البالغ من العمر 29 سنة بحركة رابعة، بإشارة بأصابعه الأربعة، وهو ما هزّ الإعلام الموالي للنظام، ومنها قناة دريم التي طالبت بإبعاد اللاعب من المنظومة الرياضية، ومعاقبته لأنه زجّ حسب قولها الرياضة بالسياسة، رغم أن ذات القناة استقبلت إعلاميين ورياضيين ومن بينهم ماجد عبد الغني، منذ بضعة أيام، طالبوا من على منبرها، بأن يحضر عبد الفتاح السيسي، مباراة غانا القادمة ضمن إياب مواجهة فصل التأهل إلى كأس العالم، لأجل شحن البطاريات وإحراج اللاعبين حتى يبذلوا آخر قطرة من عرقهم، ويشعلوا الملعب بتسجيل 5 أهداف دون أن تتلقى شباكهم هدفا واحدا، يمنحهم بطاقة التأهل إلى كأس العالم، ويمنح السيسي بطاقة الترشح ورئاسة مصر عبر مباراة كرة. وقامت لجنة الكرة بإدارة الأهلي، نهار أمس، بدراسة قضية أحمد عبد الظاهر، بعد ضغط سياسي وإعلامي على النادي، فحاول بعض أعضاء نادي الأهلي القول بأن اللاعب أشار إلى رقم أربعة الذي يعني عدد أهدافه، وطالب آخرون بحرمانه من مونديال الأندية وبيعه للدوري القطري، وراحت تقارير تقول أن أبو تريكة، لم يفعلها رغم أنه كان ضمن مؤيدي الإخوان دائما، إلى درجة أنه لأول المرة، لم يشاهد فيها الأنصار أبو تريكة يسجد بعد تسجيل الهدف، والغريب أن بعض الإعلاميين الذين طالبوا بمعاقبة عبد الظاهر، استشهدوا بحادثة وقعت في اليونان، عندما قام لاعب يوناني بالتحية على طريقة هتلر، فعاقبته الاتحادية بتوقيفه مدى الحياة، مما يعني حسب هؤلاء أن الإخوان لا يختلفون عن النازية، وإذا كان أحمد شوبير، قد وصف ما قام به عبد الظاهر بالحادثة المقرفة، فإن الإعلام التف هذه المرّة حول أبو تريكة، خاصة أنه ارتدى قميصا حيى به ضحايا حادثة بورسعيد الكروية، دون أن يذكر الإخوان أو رابعة، مع الإشارة إلى أن أبو أبو تريكة، ولاعبي المنتخب المصري دخلوا نهار أمس، تربصا تحضيريا للقاء غانا القادم الذي صار حلم المصريين الأكبر.
