عادت فضيحة المراهنة على المباريات في إيطاليا إلى الواجهة مجدّداً، الثلاثاء، بعد إعلان الشرطة الإيطالية أن لاعب وسط ميلان والمنتخب الإيطالي سابقاً جينارو غاتوزو يخضع للتحقيق، فيما اعتقل أربعة أشخاص آخرين لهم علاقة بقضية "كالتشوسكوميسي". تحوم حول غاتوزو (35 عاماً) الذي أقيل في وقت سابق من الموسم الحالي من منصبه مدرباً لباليرمو (درجة ثانية)، شبهة "التعامل مع مجرمين بنية ارتكاب غش رياضي ". وعلّق مدير أعمال غاتوزو، آندريا داميكو، على التهمة الموجهة لموكله قائلاً: "رينو (غاتوزو) مصدوم. لا يمكننا التعليق في الوقت الحالي، إنه بانتظار أن يفهم (ماذا يحصل). المحامون على اتصال بالمدعي العام". ورفضت الشرطة إعطاء أسماء الأشخاص الأربعة الآخرين الذين قامت باعتقالهم، وما هو معلوم أن مكتب المدعي العام في كريمونا يدير العملية بأكملها وفي كافة أنحاء البلاد في ما يخص هذه الفضيحة التي ظهرت إلى العلن في 2011. لكن وكالة الأنباء الإيطالية "إنسا" كشفت أن الأشخاص الأربعة الذين تم اعتقالهم من قبل الشرطة هم سالفاتوري سبادارو وفرانشيسكو باتزاني وكوزيمو رينتشي وفابيو كوادري. ويتم التحقيق مع غاتوزو بسبب علاقته بباتزاني تحديداً، وذلك بحسب ما كشف المدعي العام في كريمونا روبرتو دي مارتينو في مؤتمر صحفي، حيث قال: "كان هناك اتصال بين سيف (لقب باتزاني) ولاعبين وحكام بخصوص 30 مباراة في دوري الدرجة الأولى". وأشار دي مارتينو إلى أن أحد أهم المباريات التي يحقّق فيها كانت بين كييفو وميلان في 20 فيفري 2011 وبمراجعة وتحليل لداتا الاتصالات تبين أن غاتوزو، الذي كان حينها يدافع عن ألوان ميلان، كان على اتصال بباتزاني. أما بالنسبة لسبادارو، فهو مرتبط ب"عصابة بولونيا" التي كانت على علاقة بالنجم الدولي السابق جوسيبي سينيوري الذي أوقف في 2011 في التحقيق الأولي بهذه الفضيحة. كما كان سينيوري على اتصال بباتزاني، إضافة إلى إلمير جيغيتش الذي يعدّ زعيم إحدى العصابات الأخرى المتخصصة بالتلاعب بالنتائج. وكان جيغيتش، اللاعب الصربي السابق الذي يحمل جواز سفر تركي وآخر سلوفاكي، سلم نفسه للشرطة العام الماضي بعد أن كان فاراً من العدالة لمدة عام. وغاتوزو الذي دافع عن ألوان ميلان من 1999 حتى 2012 وتوّج مع المنتخب الإيطالي بطلاً للعالم عام 2006 في ألمانيا، ليس اللاعب السابق الوحيد الذي ورد اسمه في الفصل الأخير من التحقيقات الجارية إذ إن زميله السابق في الفريق اللومباردي كريستيان بروكي (37 عاماً) يخضع للتحقيق أيضاً. وتحدّث مدير أعمال بروكي، دافيدي ليبي (نجل المدرب الإيطالي الفذ مارتشيلو ليبي)، بشأن موكله قائلاً: "كريستيان هادئ. خضوعه للتحقيق لا يعني بأنه مذنب أو تمت إدانته. نحن مستعدون للدفاع عن سمعته بانتظار أن يقوم الادعاء بعمله. أطلب من الجميع عدم القيام باستنتاجات، في الوقت الحالي ليس هناك أي شيء خطير، كل ما هنالك أنه طلب منه تأمين تذاكر (مباريات) لبعض الأشخاص". وكشف رافاييلي غراتسي، مدير العمليات المركزية في الشرطة، بأن هذه التحقيقات جزء من عملية واسعة شهدت حتى الآن إيقاف 54 شخصاً وخضوع 120 آخرين للتحقيق. ويعدّ سينيوري وقائد أتالانتا السابق كريستيانو دوني من أشهر اللاعبين الذين "لطخ" اسمهم في هذه الفضيحة وتم إيقافهم لفترة طويلة عن أي نشاط كروي، كما حال قائد لاتسيو ستيفانو ماوري الذي أوقف لتسعة أشهر. وبدأت هذه الفضيحة في ماي 2011 على يد المدعي العام لكريمونا حيث بدأت معالم القضية تتبلور، وقد أوقفت الشرطة حينها ماوري ولاحقت عدداً من الأشخاص بينهم أيضاً الدولي دومينيكو كريشيتو وقد داهمت غرفة الأخير في معسكر المنتخب الإيطالي في كوفرتشانو بالقرب من فلورنسا، حيث كان يتحضر للمشاركة في كأس أوروبا وحقّقت معه، ما اضطره إلى الإعلان عن انسحابه من المنتخب. وذكر أن كريشيتو التقى في ماي 2011 مع زميله حينها في جنوى جوزيبي سكولي ومشجعين للفريق مصنفين في فئة المتعصبين أو ما يعرف ب"الأولتراس" وشخص بوسني صاحب سجل إجرامي، وذلك في أحد مطاعم المدينة. وطالب الادعاء العام في كريمونا حينها إصدار مذكرة توقيف بحق سكولي، لكن قاضي التحقيق غيدو سالفيني لم يلب طلبه.
كما أوقف، من بين الكثير من الأشخاص المتورطين، مدرب يوفنتوس أنطونيو كونتي لعشرة أشهر ثم قلّصت المدة إلى أربعة أشهر بعد الاستئناف بعدما اتهمه أحد لاعبيه السابقين في سيينا، فيليبو كاروبيو، بعلمه أن نتيجة التعادل بين سيينا ونوفارا كانت "معلّبة" ما سمح للفريقين بالصعود إلى الدرجة الأولى، وداهمت الشرطة أيضاً منزل قائد كييفو سيرجيو بيليسييه وأوقفت لاعب جنوى وفيورنتينا السابق عمر ميلانيتو.