دعا زعيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، أبو بكر البغدادي، في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية، الأحد الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد تنظيمه إلى الصلح والتفرغ لقتال "النصيرية والروافض"، في إشارة إلى النظام السوري والشيعة العلويين. وقال أبو بكر البغدادي، زعيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في تسجيل صوتي بثته الأحد مواقع جهادية، وفي رسالة موجهة للفصائل المسلحة التي تقاتل ضد تنظيمه، "ها هي الدولة تمد يدها إليكم، لتكفوا عنها لتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية"، في إشارة إلى النظام السوري، وهو ما يعد دعوة واضحة للصلح ونبذ الخلافات. وأضاف البغدادي "هذا نداء نوجهه إلى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب في بلاد الشام، أذكره أن المعركة معركة الأمة وأن المستهدف هم المجاهدون". وتابع البغدادي "نقول لكل من زلت قدمه من قاتلنا راجعوا حساباتكم، لقد أخذتمونا على حين غرة وطعنتمونا من الخلف وجميع جنودنا في الجبهات والرباط". وأوصى زعيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" مقاتليه بالقول "تكفوا عمن كف عنكم سلاحه، مهما بلغ جرمه، وعظم ذنبه وغلبوا العفو والصفح، لتتفرغوا لعدو فاجر يتربص لأهل السنة جميعا". لكنه هدد قائلا إن "عجزتم وأعذرتم عن ربكم فتوكلوا على الله، وخوضوا تلك الحرب فأنتم لها، وكونوا على يقين لا محالة". وأكد البغدادي "إننا ما أردنا هذه الحرب وما سعينا أو خططنا لها، لأنها في ظاهرها وما يبدو لنا إن المستفيد منها هو النصيرية والروافض". وتابع "قد أكرهنا عليها، وبقينا على مدار أيام ندفع بها ونسعى لإيقافها رغم الغدر والتعدي السافر علينا، حتى ظن المغرر بهم أن الدولة لقمة سائغة وأنهم قادرون عليها، فما كان لنا إلا أن نخوض الحرب مكرهين". وكان الائتلاف المعارض أعلن في بيان أصدره مؤخرا دعمه "الكامل" لمعركة مقاتلي المعارضة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، معتبرا أن "من الضروري أن يستمر مقاتلو المعارضة بالدفاع عن الثورة ضد ميليشيات (الرئيس السوري بشار) الأسد وقوى القاعدة التي تحاول خيانة الثورة". من جهته، دعا زعيم "جبهة النصرة" الإسلامية أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي مطلع الشهر إلى وقف هذه المعارك التي قتل فيها أكثر من ألف شخص خلال أسبوعين من المعارك. وتأتي رسالة البغدادي قبل أيام قليلة على انطلاق مؤتمر السلام بشأن سوريا المعروف "بجنيف 2" والذي قرر الائتلاف السوري المعارض المشاركة فيه بعد أشهر من التردد. وهذا المؤتمر الذي ينطلق الأربعاء المقبل في مدينة مونترو السويسرية يرمي إلى إيجاد حل سياسي للنزاع السوري الذي أسفر عن أكثر من 130 ألف قتيل في حوالى ثلاث سنوات.