استقبل الملك المغربي محمد السادس، أول أمس، بلال آغ شريف، الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، التي تسعى إلى الانفصال عن مالي وإقامة دولة للطوارق في شمال البلاد. وكان لافتا خلال الاستقبال الذي تم بالقصر الملكي في مراكش، قيام آغ شريف بتقبيل كتف الملك المغربي، في حين قام مرافقه الناطق باسم الحركة موسى آغ آطاهر بالانحناء وتقبيل يد الملك. وهي التحية التي تعد في العرف المغربي، تعبيرا عن الولاء المطلق للملك. وكان لافتا حضور المدير العام للعام لجهاز المخابرات المغربية "لادجيد"، ياسين المنصوري، خلال اللقاء، الذي لم تشر معلومات إلى ما دار خلاله، في حين جاء في بيان للديوان الملكي المغربي، أن اللقاء "يندرج في إطار الجهود الدؤوبة والموصولة التي ما فتئ الملك يبذلها من أجل إقرار الأمن والاستقرار، بشكل دائم في هذا البلد (مالي). كما نقل البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء المغربية، عن الملك تأكيده على "ضرورة المساهمة في إيجاد حل والتوصل إلى توافق كفيل بالتصدي لحركات التطرف والإرهاب التي تهدد دول الاتحاد المغاربي ومنطقة الساحل والصحراء". ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي، في إطار سعي المغرب إلى إيجاد موطئ قدم له في منطقة شمال دولة مالي، التي تملك حدودا مشتركة مع الجزائر يبلغ طولها 1400 كلم. وتعرف فراغا أمنيا رغم العودة التدريجية لسلطة الدولة المركزية في باماكو عليها منذ عملية "سرفال"، التي قادتها القوات الفرنسية مطلع العام الفارط ضد الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر على المنطقة. كما يشار إلى أن الرباط تعتبر منطقة شمال مالي جزءا من "المغرب التاريخي"، على غرار مناطق من جنوب غرب الجزائر، والصحراء الغربية وموريتانيا. ويأتي استقبال آغ شريف ضمن خطوات عدة قامت بها الرباط في هذا الاتجاه، ومن ذلك سعيها إلى الانضمام إلى هيئة الأركان المشتركة لدول الساحل والصحراء. وهو الأمر الذي اعترضت عليه الجزائر، بسبب عدم ارتباط المغرب جغرافيا بالمنطقة. ومع ذلك استمرت المساعي المغربية على هذا المستوى، وكانت آخر محطة هي استقبال زعيم حركة تحرير أزواد، التي تعد حركة متقلبة الولاء، فقد كانت قبل وقت قريب تدين بولائها للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، كما تربطها وشائج قوية بفرنسا، وتتلقى دعما قويا من باريس، كما أن للحركة اتصالات معقدة ومتناقضة مع أطراف دولية وإقليمية متعددة.