تحصلت ''الجزائر نيوز'' على مراسلة رسمية من بلال آغ الشريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد إلى أحمد بن سيدي محمد رئيس اللجنة الوطنية المنظمة للمؤتمر الجامع لأزواد، يعلن فيها الأول للثاني عن الدخول في مبادرة المصالحة والوحدة الوطنية، وعن استعداد حركته لاستقبال وفد عن الحركة الوطنية العربية للدفاع عن مواطني شمال مالي. النسخة التي تحصلت عليها ''الجزائر نيوز'' من مصادرها الخاصة تتضمن شعار ''دولة أزواد'' وتحته ثلاثية ''وحدة - حرية - عدالة''. وتتوجه المراسلة إلى أحمد بن سيدي محمد يحيطه فيها بلال آغ الشريف علما، بمشروع الحركة المتمثل في ''إطلاق مبادرة المصالحة والوحدة الوطنية على مستوى أزواد''، وتضيف المراسلة ''كما نؤكد لكم أن الحركة تفتح ذراعيها لاستقبال كافة المبادرات التي تخدم المصلحة المشتركة للوطن وترحب باستقبال وفد من المؤتمرين''، قبل أن تنتهي بعبارة ''ونحيطكم علما بأنه تم تأجيل تشكيل المجلس الانتقالي إلى 26 من الشهر الجاري مع ترك الباب مفتوحا أمام الجميع''. جدير بالذكر أن المراسلة مختومة من طرف الأمين العام بلال آغ الشريف يحمل رمز الأزواد المتمثل في قوسين يلتقيان عند نجمة واحدة في الأعلى رسم بداخلهما ما يشبه خيمة صحراوية. وتقول المصادر التي سربت لنا المراسلة أن المؤتمر الذي جاء ذكره فيها، يرمي إلى توحيد أزواد ضد الحركات المسلحة والتدخل الأجنبي، ويرد على اجتماع توحد تلك الحركات الإسلامية المتطرفة المسلحة التي نصّبت قبل أسبوع أمير قاعدة المغرب الإسلامي في الصحراء مختار بلمختار مراقبا عاما لها، حيث جرى الاجتماع في ''تومبكتو'' بهدف العمل على بناء جبهة ضد التدخل العسكري الأجنبي مهما كان نوعه، وتضم تنسيقية الحركات المسلحة كل من جماعة أنصار الدين والقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وتنظيم بوكو حرام النيجيري وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. ولقطع الطريق أمام توحد الجماعات الإسلامية المسلحة وتبرير وجودها الميداني، أطلق تنظيم بلال آغ الشريف أمين عام الحركة الوطنية لتحرير أزواد مبادرة للوحدة والمصالحة لامتصاص كافة الحركات والتيارات في شمال مالي ضد التمزق الوطني ''إلى درجة الاستعداد للعمل مع النظام المالي لتوحيد التراب بكل قبائله'' يقول مصدرنا. وكانت قد أنشأت قبائل عربية من الأجواد والكونته والبرابيش، قبل أيام، الحركة الوطنية العربية للدفاع عن حقوق أزواد ومواطني شمال مالي، وهي الحركة التي سطرت لنفسها هدفين رئيسيين هما تحرير شمال مالي من قبضة الحركات الإسلامية المسلحة والدفاع عن وحدة تراب مالي، وهو التوجه الذي كانت تسير ضده حركة تحرير أزواد تحت قيادة بلال آغ الشريف، الذي تبيّن أنه عدل وحركته عن هذا التوجه. يأتي هذا التحضير للمؤتمر في وقت تحشد فيه فرنسا وتعد العدة مع حكومات في غرب إفريقيا من أجل التدخل العسكري بالمنطقة، إذ تقدمت مجموعة من زعماء هذه الدول للمرة الثالثة للأمم المتحدة بالترخيص لتدخل عسكري في شمال مالي في حال لم تتحسن الأوضاع، وقال الحسن واتارا رئيس ساحل العاج ''إن التدخل العسكري سيكون خلال أسابيع وليس أشهر في حال بقي الوضع بشمال مالي دون إحراز تقدم أمني''.