تقتحم الدراما العربية التاريخية ضمير الإنسان العربي و تضرب له موعدا رمضان المقبل مع مشاهدة نضال شعبين عربيين، الفلسطيني و الجزائري عبر مسلسل حول "حياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات" و مسلسل "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي ،في محاولة لرواية ملحمتين من أروع صور الصمود و المقاومة مختلفتين في المكان و متفقتين في المبدأ، ألا و هو الكفاح من أجل الاستقلال و الحرّية. فبينما تساهم الخيوط السحرية الدرامية في "ذاكرة الجسد" في خطف المشاهد من مكانه و ترحيله عبر الشاشة إلى زمن غير زمانه،تميّز بالبطولة و الوحدة و النّضال و إظهار عنفوان شعب أبى أن يستسلم لسجّانيه،يعود مسلسل " الزعيم الراحل ياسر عرفات" بالمشاهد عبر استرجاع حلقات الصراع العربي الصهيوني إلى تفاصيل و أحداث ماضية تتكلّم عن جريمة اغتصاب الأرض..الإنسان الفلسطيني..الزيتون... و قبل ذلك كلّه المسجد الأقصى من الفلسطينيين و العرب من خلال إلقاء الضوء على شخصية ياسر عرفات الإنسان الّذي لا يمكن أن يلغي الزعيم و المناضل و المكافح من أجل الحرّية و لو كان لكليهما عالمه الخاص. و إذا كان "خالد" البطل الجزائري الشّاب في "ذاكرة الجسد" قد أصيب في إحدى المعارك و هو يقاتل في إحدى جبهات الثورة التحريرية و بترت يده اليسرى ليعيش بعدها فترة الاستقلال الّتي تتعرّض فيها الجزائر-وفق الرواية-لنهب و فساد من قبل رجالات الثّورة و غيرهم من الانتهازيين و المرتزقة،ليغادر البطل قسنطينة و يرجع إليها في الأخير و يلتقي في باريس بابنة مدينة الجسور المعلّقة "أحلام" الّتي تكون سببا في رجوعه إلى مسقط رأسه و رمزا لغد أفضل و أمل جديد في تحقيق الأحلام، فإنّ الرئيس الراحل ياسر عرفات هو بطل المسلسل الّذي يروي تفاصيل مثيرة عن حياة ياسر الإنسان "الّذي يعد الجمهور العربي بتقديم مادة إنسانية عن جوانب إنسانية كثيرة في حياة الرئيس الفلسطيني الراحل بشكل درامي متواصل،سواء حياته في بيته أو علاقته بالأطفال و المرأة و برجال الدّين المسلمين و المسيحيين و اليهود" على حدّ تعبير ناصر اللّحام رئيس تحرير شبكة معا الإخبارية الفلسطينية المستقلّة المنتجة للمسلسل. و بالإضافة إلى تذكير المشاهد العربي و إحياء روح المقاومة ضدّ المحتل استطاع كل من المسلسلين المرتقبين جمع العرب و توحيدهم و لو فنّيا عبر تسجيل مشاركة عربية متميّزة في كليهما،حيث يقوم بدور "خالد" في رواية أحلام مستغانمي الفنان السوري غسان مسعود و الممثّلة السورية كاريس بالإضافة إلى أسماء جزائرية و عربية،كما تتناغم أنامل الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي مع سحر الدراما السورية، بيتما سيتناوب على تمثيل دور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ثلاثة ممثلين و سيشارك في هذا العمل الدرامي العديد من الوجوه الفلسطينية الشّابة إلى جانب دول عربية أخرى بالإضافة إلى الفنان السوري سميح شقير المعروف بأغانيه الوطنية. و من المنتظر أن تخطف الخيوط الحريرية الفنّية لكل من المسلسلين أنظار المشاهد في الوطن العربي نظرا لكونهما سبقا فنّيا دراميا ،إذ يعتبر"ذاكرة الجسد" أوّل مسلسل تلفزيوني من هذا الحجم يتعرّض لأحداث بعد الثورة التحريرية الجزائرية ظلّت إلى وقت ليس ببعيد طيّ الكتمان ،بينما سيكون مسلسل "حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات" جواز سفر المواطن العربي إلى خبايا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الإنسان و هو أوّل عمل تلفزيوني يبحر في حياة ياسر الإنسان،الّذي توفّي أو بالأحرى استشهد عام 2003 بعد حصار استمر سنوات لمقره في "رام اللّه" إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الّتي سقط فيها آلاف القتلى و الشهداء الفلسطينيين. آمال عزيزية