أصدر قاضي التحقيق بسطيف، الخميس، أمرا بإيداع المتهمين الرئيسيين في قضية اختلاس والتلاعب بالمال العام من طرف إطارت سامية ببريد الجزائر، ووضع 8 أشخاص يشتغلون في منصب أعوان شبابيك وقباض بريد لتورطهم في استغلال المنصب والنفوذ لقضاء مآرب غير شرعية تحت الرقابة القضائية في إحدى أكبر قضايا الفساد على مستوى بريد الجزائربسطيف. بطلة الفضيحة امرأة تمكنت من اختراق أرصدة زبائن إحدى أهم المؤسسات السيادية، وعبثت بعرق ومجهود العديد من المؤسسات والمواطنين أغلبهم ينشطون في مجال الصيدلة وتوزيع المواد شبه الصيدلانية، باعتماد طريقة تحويل الأموال من حساب لآخر، على أساس أن هذه العملية لا تتم إلا على مستوى مصالح الصكوك البريدية بوهران وقسنطينة وساحة الشهداء بالعاصمة. قضية الحال تورط فيها بشكل رئيسي رئيس مركز الصكوك البريدية سابقا في القضية الأولى، التي حضرها كشاهد فيما تم التحقيق معه كمتهم في القضية الثانية، حيث قام بالتنسيق مع "ل.أسماء" رئيسة مركز الصكوك البريدية بسطيف سابقا، بإصدار صكوك الزبائن وسحب وتحويل الأموال بها من دون علم أصحابها، كما قاما سويا بتحويل الأموال من حساب إلى آخر، والبعض من تلك الأموال قدمت كقروض لبعض المقاولين في كل من سطيف وتيزي وزو من أجل الدخول في شراكة وتسهيلات عينية. القضية الأولى كشفت سكوت إدارة البريد عن قضية إختلاس 372 مليون سنتيم من حساب السيدة "ط.ل" قبل سنتين، وتم طيّ ملفها بتواطؤ الكثير من الإطارات بسطيف وبالمديرية العامة قبل أن تبعث مؤخرا، حيث تم اكتشاف تورط شريك المتهمة الرئيسية في القضية الذي هو قريب من عائلة الضحية الذي قام بتزوير وكالة من قنصلية الجزائر في ستراسبورغ، من أجل تمويه القضية وجعل جميع عمليات السحب شرعية من دون علم صاحبة الحساب. وبخصوص قضية اختلاس1.580 مليار سنتيم من رصيد الصيدلية بحي حشمي بسطيف، عن طريق عملية "من حساب إلى آخر" بتواطؤ من إطارات بمركز الصكوك البريدية بالعاصمة ساحة الشهداء، حيث تم تحويل تلك المبالغ خلال الفترة الممتدة بين مارس 2011 وأكتوبر 2013، وهي القضية التي كشفت تهاون وتواطؤ أطراف نافذة على المستوى المركزي من خلال التقرير السطحي، الذي أنجزه المفتش الجهوي بسطيف الذي أشار فقط إلى تورط رئيسة مركز الصكوك البريدية بسطيف. ضحايا المتهمة هم بالأساس الزبائن وأعوان البريد الذين دفعوا فاتورة الثقة بدليل تحويل 235 مليون سنتيم، إلى حساب سائق بالمديرية الجهوية للبريد والطرود بسطيف خلال الفترة الممتدة ما بين أوت 2012 وجويلية 2013، و97 مليون سنتيم إلى حساب سيدة تشغل منصب عون نظافة بمؤسسة بريد الجزائر المديرية الجهوية بسطيف، خلال الفترة الممتدة ما بين نوفمبر وديسمبر 2012..