من يحمي الأطفال من الوحوش؟ 249 اعتداء جنسي في الجزائر خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية راح ضحيتها 96 ذكرا و153 فتاة... 716 اعتداء جنسي في 2007 و752 آخر في 2006... هي ليست مجرد أرقام أو إحصائيات بل هو إنذار لتفشي أبشع جريمة تُرتكب في حق البراءة والمجتمع. يُسميه البعض ب»تسونامي الاعتداء الجنسي على القصّر«، في حين يُلقبه البعض ب»سرطان المجتمع«... إلا أنه ومهما اختلف في تسميته أو تعريفه فإن آثاره تؤكد أن كل مفردات الإجرام ومصطلحات الانحراف لا يمكنها وصف حقيقة هذه الجريمة التي نتاجها أبشع من مفهومها بخلقها لأضرار جسدية ونفسية وحرمان القاصر فتى أو فتاة من أن يعيش حياة طبيعية ليدمر بذلك لبنة المستقبل وينسف بذور المجتمع.فقد عالجت مصالح الدرك الوطني خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية، أي من 1 جانفي إلى 28 مارس، 249 قضية اعتداء جنسي على القُصّر، وبلغت قضايا الاختطاف المتبوعة بهتك عرض المخطوف 9 حالات، في حين تم تحريض 12 قاصرة وقاصر على الفسق والدعارة. كما سجلت 3 حالات زنا المحارم و78 حالة اغتصاب و146 حالة فعل مخل بالحياء خلال ذات الفترة الزمنية.وأشارت ذات الإحصائيات التي قدمتها خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، إلى تورط 377 شخص في 249 قضية المشار إليها سابقا، منهم 340 ذكر و37 أنثى حيث بلغ عدد القصر الذين اعتدوا جنسيا على قُصّر مثلهم 79. وبلغت حالات الاعتداء الجنسي خلال سنة 2006 حوالي 752 حالة، في حين انخفضت إلى 716 قاصر في 2007 ، منها 457 فعل مخل بالحياء و137 حالة هتك بالعرض و104 تحريض قاصر على الفسق والدعارة و12 حالة زنا المحارم و04 حالات فعل مخل بالحياء، بالإضافة إلى قضيتي اختطاف للقصر متبوعة بهتك العرض، وتبقى هذه الأرقام والإحصائيات نسبية ولا تعبّر عن الواقع الذي لطالما أحيط بجدار الصمت والكتمان بسبب ما يعرف ب»العار والفضيحة«.ويعتبر »الاعتداء الجنسي« ضد الراشد اغتصابا إلا أنه تعدى البالغين ليطول الأطفال القصّر لتنتقل بذلك الجريمة من نطاق الجرائم الجنسية إلى الجرائم الأخلاقية، لاختلاف أركان الجريمة الجنسية المرتكبة على الأطفال القصر عن الجريمة الجنسية المرتكبة في حق من هم فوق 18 سنة. وإن كان القانون يعاقب الجريمتين، إلا أن سنّ الضحية في الاعتداء الجنسي على القصّر يزيد من بشاعتها حيث يعرّفها أهل القانون بتسليط الجاني فعلا ماديا على الحدث وإن كان هذا الفعل في حد ذاته مشروعا إلا أن تسليطه على جسد الحدث يصبح فعلا ماديا غير مشروع يعاقب عليه القانون. و»الحدث« هو الشخص الذي أتمّ السابعة عشرة. احذر... أعراض تثبت تعرض ابنك لاعتداء جنسي ونتيجة لطبيعة الطفل التكتمية وأسوار التستر التي يضربها المجتمع والأسرة حول هذه الجريمة، فإن الكثير من الأطفال يجدون أنفسهم عاجزين عن التعبير عما قد حدث لهم من اعتداءات حيوانية. ولكن المختصين النفسيين والدارسين للاعتداءات الجنسية على القصر حددوا بعض العلامات التي يمكن بها الاستدلال على تعرض الطفل أو القاصر لاعتداء جنسي كصعوبة النوم والأرق والتبول اللاّإرادي في الليل وكثرة النوم في النهار، وكذا تقهقر مردوده الدراسي وعدم التركيز، بالإضافة إلى مشاكل في التغذية وفقدان للشهية أو شهية زائدة. ويمكن أن يصاحب كل هذه الأعراض تصرفات اجتماعية ونفسية مرضية كالانعزال، العصبية الزائدة وتصرفات أخرى لا تتمشى مع سن الطفل أو القاصر.