أبدى المغني المصري سعد الصغير ندمه الشديد على كل الأغاني والأفلام التي شارك فيها وتضمنت "مشاهد بها معصية لله، وخصوصا الرقص مع دينا" حيث اعتبر أن ذلك "خطأ" ارتكبه وندم عليه وطلب المغفرة من الله وعدم العودة إلى "مثله مستقبلا". جاء كلام سعد خلال ندوة دينية أقيمت في مسجد "التوبة" الذي بناه على نفقته وأثار جدلا على مدار سنة حول "مشروعية الصلاة فيه"، وجاءت تلك الندوة لتسدل الستار على ذلك الجدل؛ حيث شارك فيها عدد من علماء الدين والأكاديميين الإسلاميين المصريين مثل د. سعاد صالح ود. صبري عبد الرؤوف، الأستاذان في جامعة الأزهر، وطلب سعد، الذي اشتهر بأغنية "بحبك يا حمار" من الحضور، وخصوصا علماء الدين أن يدعوا له بالهداية وأن يتوب الله عليه، وخصوصا أنه بدأ الاتجاه إلى الأغاني الدينية أخيرا، معتبرا أن ذلك سيكون نقطة تحول في حياته إلى الأفضل وألا يكرر أخطاء الماضي والابتعاد عن أي مشاهد "لا يقرها" الشرع، وذلك بحسب ما ورد في مجلة "لها" اللندنية. وعرض الصغير لقصة بناء المسجد الذي أثيرت حوله المشكلة قائلا: اشتريت الأرض بمائة ألف جنيه وفكرت في بناء المسجد على روح أخي الذي مات وهو في ريعان الشباب، وعرضت الفكرة على والدتي فوافقت على الفور، ولم يتوقف لسانها وقلبها عن الدعاء لي بسعة الرزق، وقبل أن أكمل سداد المبلغ استلمت الأرض ووجدت ترحيبا من أهل المنطقة، حتى إن المهندس الذي قام بتنفيذ المسجد وما فوقه من أدوار أراد أن يختبر صدق نيتي وبدأ في التنفيذ فورا، وبعد اكتمال البناء كانت المفاجأة أن البعض بدأ يفتي بأن الصلاة في المسجد غير مقبولة، وبدأ الجدل حول صحة الصلاة فيه، وبدأ الإعلام يتحدث عن القضية. وأوضح الصغير أنه يفكر جديا في تخصيص جزء من المساحة التي فيها المسجد لإنشاء مستشفى خيري لمعالجة أهالي المنطقة بأسعار رمزية لتكتمل مسيرة المساعدات للفئات المحتاجة، حيث يقوم المسجد برعاية مجموعة كبيرة من الأيتام والمعوقين. من جهتها أشادت د. سعاد صالح بما قام به سعد الصغير، موضحة أن بيوت الله في الأرض المساجد، ولا يجوز مقاطعتها لأي سبب كان، وحساب من قام ببنائها على الذي يحاسب الناس على نياتهم، ودعت صالح سعدا إلى عدم الامتناع عن الغناء الذي هو حسنه حسن وقبيحه قبيح، مطالبة إياه أن يستثمر موهبته الصوتية في إسعاد مستمعيه عن طريق الأغاني الدينية أو الشعبية، التي ليس فيها عري أو ابتذال أو معصية، وذلك لأن الترفيه المباح -والكلام ما زال لها- مطلوب شرعا حتى لا تشعر النفس بالملل واليأس. أما د. صبري فانتقد المعارضين للصلاة في مسجد سعد الصغير بذريعة أن "أمواله حرام"، وفي هذا السياق قال: "هؤلاء نصبوا أنفسهم قضاة يشقون عن قلوب الناس ونياتهم ويصدرون الأحكام، ونسوا أن هذا المسجد هو بيت من بيوت الله وليس مسجد فلان، ثم إننا لسنا متأكدين أن كل من قام ببناء مسجد أنه من مال حلال 100٪، وإنما علينا أن نحسن الظن بالناس". وفي نهاية الندوة أعلن مسؤولو الأوقاف ضم المسجد إلى وزارة الأوقاف وتخصيص ندوات أسبوعية فيه لنشر الوعي الديني بين أهالي المنطقة واستضافة كبار علماء الأزهر بصورة منتظمة حتى يلتقوا بالمصلين ويشرحوا لهم أمور دينهم ويجيبوا عن الأسئلة التي تشغل أذهانهم، مع تبني مشروعات خيرية أخرى ملحقة به كالمستشفى الخيري الذي يعتزم سعد الصغير إنشائه فوق المسجد.