قلّل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الثلاثاء، من أهمية دعوة وجهّها موقع جهادي مرتبط بتنظيم "القاعدة"، إلى قتله وتنفيذ هجمات في فرنسا، بسبب تدخلها العسكري في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى. وكانت قوات فرنسية قادت في يناير 2013، هجوماً لطرد إسلاميين متشددين سيطروا على شمال مالي، ينتمون إلى "حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" و"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ولكن ما زال التنظيمان ناشطين في المنطقة الصحراوية، ويشنّان هجمات أحياناً، إضافة إلى خطف مواطنين فرنسيين وقتلهم. وفي ديسمبر الماضي، تدخلت قوات فرنسية في جمهورية أفريقيا الوسطى حيث ثمة نزاع بين متمردين مسلمين من تنظيم "سيليكا" وميليشيات مسيحية تُعرف باسم "أنتي – بالاكا". وتدعم القوات الفرنسية في أفريقيا الوسطى، بعثة حفظ سلام تابعة للاتحاد الأفريقي. وأفاد موقع "سايت" الإلكتروني الذي يرصد مواقع إلكترونية جهادية، بأن موقع "المنبر الإعلامي للجهادي" الذي ينشر أنباء أجنحة تنظيم "القاعدة" وجماعات جهادية، ويُصدِر مجلة إلكترونية منذ جويلية الماضي، نشر باللغتين الفرنسية والعربية 6 منشورات أعدّتها "ورشة جنود الإعلام لنصرة الإسلام"، ويمكن زوارَ الموقع تحميلها وطبعها، في إطار حملة عنوانها "لن نسكت يا فرنسا". ووَرَدَ في منشور: "إلى ذئابنا المتوحدة في فرنسا، اغتالوا رئيس الكفر والإجرام وأرهبوا حكومته اللعينة وفجّروهم وأرهبوهم، نصرة للمستضعفين في أفريقيا الوسطى". ووَرَدَ في آخر: "لن يهنأ هولاند ولا جنوده بالأمن في فرنسا، حتى يعيشه المسلمون واقعاً في مالي وأفريقيا والوسطى". وفي إشارة إلى الفرنسي- الجزائري محمد مراح الذي قتل عام 2012، ثلاثة عسكريين وثلاثة أطفال ومدرّساً يهود في تولوز جنوب غربي فرنسا، قبل قتله برصاص قوات فرنسية خاصة، وَرَدَ في منشور: "إلى أبطال الإسلام في فرنسا، أعيدوا بطولات محمد مراح وأشعلوا الحرب في فرنسا، حتى تكفّ عن جرائمها في حق المسلمين في ماليوأفريقيا الوسطى... قادمون للتفجيرات والاغتيالات على أرضك، والخبر ما سترين لا ما تسمعين". واتهم معدّو المنشورات باريس بأنها "اغتصبت الطاهرات في مالي وقتلت الموحّدين وهدمت المساجد، واليوم تدعم وتقود التطهير العرقي وحملات القتل والتشريد النصرانية ضد المسلمين في أفريقيا الوسطى". وعلّق مصدر في مكتب هولاند على المنشورات قائلاً: "ليست المرة الأولى التي تُوجَّه تهديدات. كانت هناك (تهديدات) أخرى لدى التدخل في مالي، وحتى قبله، لذلك نتخذ تدابير احتياطية». وأضاف: "لا يعني مجرد نشرها (التهديدات) أنها جديدة، وعندما لا تصدر تكون أحياناً أشد خطورة". وزاد: "ليس لأن ثمة بياناً أصدرته مجموعات، نعلّق عليه أهمية كبيرة، وحتى عندما لا يصدر بيان، نتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر".