لم تتجاوز الثلاث سنوات، تملك ذكاء خارقا وجمالا طفوليا بعيون سوداء ونظرة فرحة ولكن بجلد يشبه جلد الماعز يغطي جسمها الصغير منذ ولادتها. إنها هناء أولحسن المقيمة بدوار محمد بربوشة ببلدية حجوط ولاية تيبازة. ولدت بمرض غريب ونادر، حيث خرجت للحياة وجلدها أسودا ومكسوا بشعر أسود، ومع السنوات توسع السواد وتحرك لمختلف جسمها، ورغم محاولة والديها علاجها عجز أطباء الوطن عن علاجها واختلفوا حول علاجها، حيث قال البعض لوالدتها إنها ستموت وينفجر قلبها لما تبلغ ثلاث سنوات. وبلغت الطفلة هناء ثلاث سنوات وتجاوزتها ومازالت تتحرك في منزل العائلة البسيط بين أخويها ووالديها الفقيرين دون أي دعم أو رعاية. أم هناء لم تفقد الأمل مثلما قالت »أبكي عليها خاصة لما أغير لها ملابسها أو أغسل جسدها المكسو بالشعر« تصمت وتبكي لتضيف »الآن بدأت البقع تغزو الأماكن البيضاء وبدأ الشعر ينبت وسيمتد إلى وجهها«، لتضيف »أريد أن تدرس ولكن كيف إن كساها الشعر في كل جسمها ووجها؟؟« أم هناء قصدت أطباء ومختصين حتى في الأعشاب، غير أن جميعهم عجزوا أمام حالة فلذة كبدها، فيما حدد أحدهم مرضها بأنه ال »نيفيتونس« وهو الإفراط في إفراز هرمونات الذكورة بشكل مبالغ فيه. وحسب ما لاحظناه عندما نزعت أم هناء اللباس عن جسمها الصغير، فالشعر غزير كما أن البقع السوداء تنفجر مما يجعلها تخدش جراء الحكة. والد هناء موظف بسيط اتصل بمديرية النشاط الاجتماعي والضمان الاجتماعي وغيرها من المؤسسات، غير أن حال هناء ما زال أسودا، مضيفا »أتمنى أن يعالج الرئيس هناء وكأنها ابنته«. هذا الطلب كررته والدة هناء والدموع في مقلتيها »أملي كبير أن تشفى هناء لو تدخل الرئيس« لتضيف »عندي إحساس أنها ستشفى، الطب تطور في الخارج«. جار هناء كان قد حمل ملفها إلى حد الأطباء في فرنسا، وقد أكد له هناك أنها حالة قابلة للعلاج ولكن الأمر يحتاج إلى أموال. وفي انتظار رعاية خاصة للطفلة هناء، يبقى جسدها الجميل وذكاؤها الخارق تحت رحمة اللون الأسود والشعر الأسود مثل جلد الماعز، فهل من رحمة لتشفى هناء وتعيد بياض جسدها ومستقبلها وتعيد البسمة لعائلتها؟؟ فاطمة رحماني