الجزار أو 'البوشي' كان قبلة الكثير من الجزائريين عشية عيد الأضحى للظفر بكيلوغرامات من اللحم كبديل لكبش العيد، إلا أن مهمة اقتناء بعض الكيلوغرامات لم تكن بالسهلة فعلاوة عن مضاربة بعض الجزارين في الأسعار و تزاحم العشرات الذين حالت الحاجة دون شرائهم لأضحية العيد أمام محلات الجزارين. وزادت النرفزة و المشادات الكلامية التي امتدت في بعض الأحيان للعراك بالأيدي بسبب عدم إحترام الدور أو التخوف من نفاذ كمية اللحم الغنمي من صعوبة مهمة هؤلاء الفقراء أو مواطني الدرجة الثانية. وعن ارتفاع أسعار اللحم عشية العيد قال سليمان،53 سنة أب لخمسة أبناء التقيناه أمام مدخل جزار " الجزارين يستغلون فرصة عيد الأضحى لامتصاص دماء الجزائريين..والله أمام هذه المشاهد تدفعنا للقول أننا في مجتمع غير إسلامي ولا نحن مقبلين على مواسم و أعياد، كان من الأولى أن تتضافر فيها العائلات والمواطنين لأجل أن يسعد الجميع بهذا العيد" وتضيف السيدة حورية 52 سنة"أين نذهب تصادفنا الطوابير..في السوق في مركز البريد..و 'الزوالي' المسكين يبحث دائما عن بديل وحل حتى لا يشعر أبنائه بالدنو ..ربي يكون في العون" أما أحد الجزارين بالقبة والذي كانت أسعاره تقترب من المقول فقال" الناس أشكال وألوان وهناك من يخاف الله وهناك من لا يخاف ونحن نحاول أن نحافظ على نفس الأسعار حتى نفرح الزوالية..لكن هذه السنة الإقبال يبقى ضئيلا على الجزارين وحتى على اقتناء الكباش..عيد هذه السنة جاء دون طعم العيد و أظن ذلك نتيجة للتفجيرات الأخيرة'. وعلقت السيدة سليمة56 سنة التي التقيناها هي الأخرى تقتني بعض الكيلوغرامات على الطوابير وسعر اللحم قائلة "أنا عجوز في هذا السن ولو وجدت طريقا للحرقة لمشيت فيها..في بلادنا ولا يمكننا أن نُعيّد كجميع الناس فإن سلمنا من التفجيرات فلا نسلم من حمى الأسعار وجشع التجار..في الجزائر يجب أن تكون فرحة العيد دائما منقوصة ولكن دائما نقول الحمد لله". زين العابدين جبارة