تحول الشارع الجيجلي بين ليلة وضحاها من شارع كروي رياضي يتغنى بالكرة، إلى شارع يطغى فيه الحديث عن كبش العيد وكيف لرب العائلة ان يوفر ثمن الأضحية، لكي يؤدي واجبه الديني من جهة ويكمل فرحة الأولاد من جهة أخرى... لكن ما لمسناه من حديث العام والخاص بالحافلات والمحلات وبالأسواق، أن التهاب الأسعار بسوق الماشية، كان وراء عزوف الكثير من ذوي الدخل المحدود عن شراء الأضحية بالأسعار المطروحة بالسوق حاليا، واستنجد الكثير منهم بالعائلات الريفية المالكة للماشية والتي تدخل نوعا من العاطفة إلى سوق الماشية. وفي ذات السياق، شهد سوق الماشية بعاصمة الولاية المنظم كل سنة بحي »الكلم 03«، اقبالا محتشما على غير عادته من طرف سكان الولاية، وحسب بعض الأشخاص الذين نزلوا إلى السوق وتقربنا منهم، فإن السبب يعود الى ارتفاع اسعار الماشية.. صحيح ان الكثير من ارباب العائلات يقصدون هذا السوق إلا أن عملية الشراء ضعيفة ومحتشمة مقارنة بالعام الماضي، حيث لا وجود لكبش يقل سعره عن 20 ألف دينار جزائري، بل وصلت الأسعار الى 40 ألف دينار جزائري. من جهة أخرى، صرح بعض الموالين بالسوق أن معظم الماشية من مناطق الهضاب العليا، كما ان اسعارها تتضمن أجرة نقلها وتكلفة علفها طيلة السنة وكذا مواد الدعم المقدمة لها بالجنوب وغيرها، والتي ينفق عليها الموالون أسعارا باهظة.. ورغم هذا، فإن الأسعار على حد تعبيرهم في حدود المعقول لا تضر البائع ولا المشتري. وفي سياق متصل، ونتيجة لعجز الكثير من الاشخاص عن شراء كبش الأضحية، فإنهم يستنجدون بالجزارين حيث خصصت الكثير من العائلات مبلغا يتراوح ما بين 3 آلاف و8 آلاف دينار جزائري كل حسب قدرته لشراء اللحم لعيد الأضحى. وحسب بعض أصحاب القصابات بالولاية والمذابح الرئيسية، فإن عمليات حجز الطلبات زادت هذه الأيام، لاسيما مع اقتراب يوم العيد، حيث فاقت ال 100 طلب لدى المحل الواحد، على ان تكون الطلبات جاهزة قبل صباح عيد الاضحى كل وفق حاجته. ورغم التفاوت في ثمن الاضحية إلا أن الجميع يشترك في الإحساس بقيمة وقدر هذا اليوم، وهذا لمغزاه الديني بالخصوص.