عثر العلماء لأول مرة على كوكب بحجم كوكب الأرض يدور في فلك حول نجم بعيد في منطقة يمكن أن تسمح بوجود حياة فيها. وهذا الاكتشاف الذي أعلن عنه العلماء الخميس، هو الأقرب إلى إيجاد توأم حقيقي لكوكب الأرض. ويقع النجم المعروف باسم "كيبلر 186" الذي يدور في فلكه هذا الكوكب على بعد نحو 500 سنة ضوئية ضمن مجموعة نجمية تسمى مجموعة الدجاجة. والنجم أصغر من الشمس ويميل لونه إلى الحمرة. وقال الفلكي توماس باركلي من مركز بحوث إيمز التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" في موفيت فيلد بولاية كاليفورنيا إن ذلك الكوكب – الذي سمي "كيبلر 186- إف" – هو الأبعد عن نجمه وتصله إشعاعات من النجم كيبلر 186 تعادل ثلث الإشعاعات التي تصل إلى كوكب الأرض من الشمس مما يعني أن فترة الظهيرة في ذلك العالم قريبة بشكل أو بآخر من الوضع على الأرض قبل ساعة من مغيب شمسنا. وبعد هذا الكوكب عن شمسه مناسب لجعل الماء - إذا وجد - سائلاً على سطحه. وهي حالة قد يرى العلماء أنها ضرورية للحياة. وقال باركلي وهو ضمن فريق من العلماء أعلنوا هذا الاكتشاف في دورية "ساينس" هذا الأسبوع "هذا الكوكب ابن عم الأرض وليس توأمها". ويضيف باركلي "إنه تحد مثير للغاية أن تجد نظيراً للأرض.. معظم الكواكب المرشحة لا ينجح معها الأمر.. لكن الأمور قد تتغير بينما نحصل على مزيد من القراءات". ولا يعلم العلماء شيئاً عن الغلاف الجوي للكوكب كيبلر 186- إف ولكنه سيكون هدفاً للتلسكوبات التي يمكنها في المستقبل أن تفحص آثار الكيماويات التي قد ترتبط بالحياة. وعثر العلماء حتى الآن على نحو 1800 كوكب خارج المجموعة الشمسية. وقال الفلكي ديفيد شاربونو من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية في رسالة بالبريد الإلكتروني "شهد العام الماضي كثيرا من التقدم في البحث عن كواكب مشابهة للأرض. والكوكب كيبلر 186- إف مهم لأنه أول كوكب خارجي لديه نفس درجة الحرارة وحجمه نفس حجم الأرض (تقريباً)". وأضاف "بالنسبة لي.. فإن الأثر المرجو هو إثبات أنه.. نعم مثل هذه الكواكب موجودة بالفعل.. يمكننا الآن أن نشير إلى نجم ونقول.. هناك يوجد كوكب كالأرض".