يقوم الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني، ابتداء من اليوم الثلاثاء، بزيارة إلى ولايات الغرب الجزائري، حيث سيتفقد في محطة أولى، الفرقة المدرعة الثامنة بولاية سيدي بلعباس، ومن المقرر أن يتنقل بعدها إلى ولاية وهران للإشراف على لقاء يوم الخميس 28 فيفري، بمقر الناحية العسكرية الثانية بوهران يجمع مسؤولين عسكريين. وأفادت المصادر العسكرية التي أوردت الخبر ل "الشروق اليومي"، أن الفريق قايد صالح سيجتمع مع قائد الناحية العسكرية الثانية ومسؤول القطاع العملياتي وقيادات مختلف الوحدات العسكرية. وتعد هذه الزيارة الثانية، بعد زيارة سابقة للناحية العسكرية الخامسة، بداية الشهر الجاري، حيث تنقل إلى ولايتي باتنة وجيجل، وأفادت مصادر مطلعة، أن الزيارة تندرج في إطار تفعيل مخطط مكافحة الإرهاب، خاصة بعد التهديدات الأخيرة لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتحركات بعض المجموعات الإرهابية التي لا تزال تنشط بجبال ولاية تيسمسيلت والمناطق المجاورة لولايتي سعيدة وسيدي بلعباس، حيث كانت قوات الجيش قد قامت بعملية تمشيط واسعة بولاية تيسمسيلت، سبق ل "الشروق" أن أشارت إليها بالتفصيل في أعداد سابقة.وتضيف مصادرنا أن هذه اللقاءات تتضمن تعليمات للمسؤولين العسكريين بإعادة نشر وحدات الجيش الوطني الشعبي في بعض المناطق التي يتخذها الإرهابيون معاقل لهم ومناطق عبور نحو التجمعات السكنية، وتأهيل المناطق المهجورة. واستفيد أن الفريق قايد صالح سيتعرض في اجتماعاته بقيادات الجيش أيضا إلى موضوع الهجرة السرية "الحراقة" وذلك في معرض حديثه عن الوضع الأمني، وسيبحث مع مسؤولي القوات البحرية سبل تطويق الظاهرة التي أخذت أبعادا مؤخرا.وتأتي هذه الزيارات الميدانية لقائد أركان الجيش، بحسب مصادر مطلعة، بعد سلسلة من الاجتماعات المنفصلة السابقة مع قيادات القوات والوحدات "وكان مقررا أن تمتد إلى قادة النواحي العسكرية"، تنفيذا للتعليمات التي وجهها رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة لمسؤولي قيادة الجيش على خلفية العمليات الانتحارية، بتكثيف عمليات مكافحة الإرهاب، حيث يشرف قادة النواحي العسكرية ميدانيا حاليا على عمليات التمشيط التي تسخر لها إمكانيات بشرية ومادية كبيرة وفق خطة مدروسة. وتذكر مصادرنا في هذا الشأن أن الفريق قايد صالح حث جنرالات الجيش في لقاءات سابقة على محاربة الإرهاب دون هوادة ودعاهم للتنسيق وتنظيم العمليات العسكرية لقطع الطريق أمام الإرهاب والقضاء على قواعده الخلفية.وينشط في الجهة الغربية للبلاد نشطاء التنظيم المسمى "جماعة حماة الدعوة السلفية" تحت إمرة المدعو سليم الأفغاني (محمد أبو جعفر السلفي)، وكان بعض نشطاء تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، تحت إمرة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود)، قد زحفوا إلى المعاقل السابقة للإرهاب غرب البلاد، لتفعيل النشاط الإرهابي وتوسيع خريطة عملياتها، ما دفع قيادة الجيش إلى إعادة نشر أفرادها في المناطق المهجورة والمحاور التي تحولت إلى ممرات الإرهابيين وتأمين منطقة الونشريس لقطع الطريق على العناصر الإرهابية للتنقل والمرور من الوسط إلى غرب البلاد أو العكس.