أقدم أمس شاب يبلغ من العمر 35 سنة بدائرة المنيعة بغرداية، على حرق نفسه داخل خيمة منصوبة أمام مقر الدائرة ذاتها، احتجاجا على قائمة السكن التي أفرج عنها مؤخرا، أصيب على إثرها بحروق خطيرة من الدرجة الثالثة، نقل على إثرها إلى مستشفى العقيد محمد شعباني بذات الولاية، في انتظار نقله إلى مستشفى الحروق بالدويرة بالعاصمة نظرا لحالته الخطير، فيما تم منع الشاب الثاني الذي يبلغ من العمر 24 سنة الذي سكب البنزين على جسده وحاول حرق نفسه تضامنا مع زميله. أقدم أمس مجموعة من المحتجين على قائمة السكن على غلق مبنى دائرة المنيعة كليا، بعد حادثة محاولة انتحار الشابين، ما تطلب تدخل قوات الأمن التي طوقت مكان الاحتجاج، في وقت غاب فيه ممثلو الجهاز التنفيذي عن المشهد الاستثنائي الذي تمر به المدينة، وقد شهد مبنى محيط الدائرة ذاتها حالة من الاحتقان والفوضى بعد أن قام عدد من أعوان الأمن بإطلاق قذائف الغاز المسيل للدموع لمنع الحشود من الشباب من الوصول إلى مقر الدائرة، بعد ما أطلقت إشاعات مفادها أن الضحية أقدم على الانتحار بعد ما استفزه مسؤول من داخل الدائرة نفسها، واستمرت الأوضاع إلى حين كتابة هذه الأسطر، فيما تدخل عقلاء المنطقة والأئمة الذين خرجوا عن صمتهم من أجل احتواء الوضع، الذي تمر به المنطقة منذ قرابة الأسبوع، تاريخ نشر قائمة السكنات الاجتماعية الإيجارية، ورفعوا نداء النهي عن المنكر أمام حشود الشباب، المتواجدين أمام المبنى ذاته، محذرين من مغبة جر المنطقة إلى دوامة العنف مرة أخرى، واستشهدوا في ذلك بما حدث من انفلات أمني خطير بغرداية التي بدأت شرارة الأحداث بها بعد نشر قائمة السكن الاجتماعي هي الأخرى، في وقت أفادت مصادر أمنية بجلب قوات أخرى من عاصمة الولاية، بينما فتحت ذات المصالح الأمنية تحقيقا حول ملابسات الانتحار.