تواصل البوسنة وصربيا حيث لقي ثلاثون شخصاً على الأقل مصرعهم حتى الآن بسبب اسوأ الأحوال الجوية التي تضربهما منذ 120 عاماً والتي سببت إجلاء عشرات آلاف الأشخاص، بذل الجهود لمواجهة الفيضانات. وحصيلة ضحايا هذه الفيضانات التي اجتاحت عشرات المدن في البوسنة وصربيا منذ الأربعاء هي في الواقع أكبر بكثير خصوصاً وأن بلغراد ترفض كشفها قبل انتهاء عمليات الاسعاف. وقد أعلن رسمياً عن مقتل ثلاثة أشخاص في صربيا. وقال رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوتشيتش "عثرنا على عدد من الجثث في اوبرينوفاتس (بالقرب من بلغراد). الناس خائفون مما يمكن أن نعثر عليه عند تراجع المياه". وفي البوسنة، قضى عشرون شخصاً على الأقل في مدينة دوبوي (شمال) لوحدها، بحسب رئيس بلديتها اوبرن بيتروفيتش. وقال للشبكة العامة "اف تي في" إنه "تم انتشال أكثر من عشرين جثة نقلت إلى مشرحة دوبوي". وكانت الحصيلة السابقة لضحايا هذه الفيضانات في البوسنة وصربيا تتحدث عن سقوط 16 قتيلاً بينهم ستة في دوبوي، لكن الوضع يبقى حرجاً للغاية على طول نهر سافا الذي يمر في شمال البوسنة ويعبر صربيا لجهة شرق بلغراد حيث يصب في نهر الدانوب. وفي البوسنة، تبدو مدينة تشاماتس التي غمرتها المياه بالكامل وكذلك بيليينا إضافة إلى محيطهما، الأكثر تضرراً. وتم إجلاء حوالي عشرة آلاف شخص في هذه المنطقة، بحسب وسائل الإعلام المحلية. وقد تمت عمليات الإجلاء بواسطة زوارق مطاطية ومروحيات أرسلت سلوفينيا وكرواتيا بعضها إلى البوسنة. ويوجه مئات الأشخاص نداءات استغاثة في سماتش وينتظرون إجلاءهم. وصرح رئيس بلدية هذه المدينة سامو مينيتش للإذاعة العامة "أرسلنا منذ الفجر فرقاً من المسعفين إلى إحدى مناطق المدينة التي تعذر علينا الوصول إليها حتى الآن. هناك مرضى ينتظرون. دخلنا إلى المدينة بقلق خوفاً مما قد نكتشفه فيها". وكان مينيتش روى مساء السبت أن "المروحيات تقوم بإجلاء نساء وأطفال لكن لا يمكنهم الاهتمام بكل الإنسان". وأضاف أن "الطيارين يقولون إن كثيرين يقومون بإشارات من أسطحة منازلهم". وما زال عشرات الآلاف من الأشخاص عالقين في مبانيهم ومنازلهم التي لم يعد من الممكن الوصول إليها إلا بقوارب وزوارق مطاطية. ويبدو أن المدن الأكثر تضرراً هي ماغلاي ودوبوي وتشاماتس في شمال البوسنة واوبرينوفاتس في صربيا. ودمرت عشرات القرى بسبب انزلاقات للتربة في عدد من مناطق البلاد وخصوصاً في ضواحي زينيتسا، كما روى الناجون الذين لجأوا إلى ثكنات ومدارس. وفي صربيا، أجلي نحو عشرين ألف شخص من مدن عدة وخصوصاً من اوبرينوفاتس قرب بلغراد. وحرم أكثر من مائة ألف منزل من التيار الكهربائي في البلدين. وانضم آلاف المتطوعين إلى رجال الإسعاف المنهكين والقوات المسلحة وخصوصاً لتعزيز ودعم السدود. ووصلت عشرات الفرق من المسعفين الذين أرسلتهم دول أوروبية وروسيا إلى المكان أيضاً إضافة إلى شاحنات تنقل أدوية ومواد غذائية.